بِسْم الله الرحمن الرحيم
(وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ )
صدق الله العظيم

ان انتزاع الموصل الحبيبة من براثن عصابات داعش الارهابية شذاذ الافاق والعصر لم يكن صعبا على العراقيين ولم يكن ايضا يتعدى مسألة وقت لا أكثر ، فنحن عندما قلنا لجموع الحق من العراقيين "انطلقوا ببنادقكم محررين" انما كنا على دراية بان ارادة الحق ارادة العراق هي اقوى وامضى من اي ارادة اخرى خارجية تريد للعراق شرا ، وعندما قلنا ان العراق وليس فقط الموصل سيتحرر فانه لم يكن ضربا من اضرب الخيال ، فهذا هو العراق يعيد كتابة امجاده بحروف من نور كيف وهو من علم العالم "القراءة والكتابة" وما الانتصار اليوم في الموصل الحدباء ام الربيعين على "عصابات داعش الارهابية" الا رسالة الى العالم بان الحق لابد له ان ينتصر وان طال الزمن .
فلا يسعنا في هذه اللحظات التاريخية الا ان نستذكر باجلال واكبار اولئك الذين سطروا تلك الانتصارات بدمائهم الزكية "قواتنا الامنية من الجيش والشرطة والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي والعشائري وقوات البيشمركة وجميع الاحرار اسود العراق الكواسر الذين اثبتوا ان سيفهم امضى من سيوف الجهل والظلال ومن يقف خلفها ويدعمها .
كما ونتقدم بهذه المناسبة الجليلة بالتهنئة والعرفان الى عوائل الشهداء والجرحى الذين خطوا لوحة الانتصار بدماء ابنائهم وفلذات اكبادهم سائلين المولى جل في علاه ان يرحهم من استشهد منهم ويكتب الشفاء العاجل للجرحى .
والى اهلي وناسي ومن نزح بسبب تلك العصابات الارهابية اقول هاي ساعة الفرج قد لاحت لتعلن انتهاء حقبة الذل والمهانة لتطوي معها اقسى صفحة عاشها العراقيون في تاريخهم الحديث ، فلا بد للنصر العسكري ان يؤطر بنصر اخر يعيد الحقوق الى اصحابها ويؤسس لنباء دولة المواطنة التي نحلم بها جميعا .

حفظ الله العراق وشعبه الابي وسلمه من كل سوء وكتب النصر والسلامة لقواته الامنية بجميع صنوفها تشكيلاتها 

أ.د.عبداللطيف الهميم
رئيس ديوان الوقف السني