• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وقف العمل بالهوية الصحفية .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

وقف العمل بالهوية الصحفية

من حسنات الصحافة إنها وحدت العراقيين بمختلف طوائفهم ,وتوجهاتهم، وثقافاتهم, وألوانهم ,وأجناسهم, وأعمارهم ,ومهنهم.. وهي كيوم القيامة.الفرق إن الناس في الآخرة عراة, بينما هنا فهم يرتدون ثياباً فاخرة ,أو رثة ,والمهم أنها تستر عوراتهم الجسدية، مع إنها لا تستر عورات نفوسهم وقلوبهم.
القيامة توحد الناس مكرهين، وتجمعهم راغمين صاغرين في حضرة الملكوت الاعظم. الصحافة العراقية وحدتهم راغبين، وقد صارت مثل الفندق (القفص) في ساحة الميدان أيام زمان. والذين لا يعرفون سيرة هذا الفندق في بغداد فلينبشوا في تاريخ عاصمتهم المجيد.
 النساء والرجال على السواء صار بإمكانهم الحصول على هويات العمل الصحفي من مختلف المؤسسات والمنظمات (صحف، إذاعات، فضائيات، وكالات) منظمات إعلامية، وإتحادات ونقابات.الكل يوزع البطاقات الصحفية مقابل مبالغ من المال تدفع كرسوم إستصدار الهوية التي تمنح صاحبها حق، البحث عن منح ومكافآت مستقبلية، وعن سيارات، وربما قطع أراض، عدا عن بعض النفوذ والسلطة الوهمية، والكشخة الكذابة، وإبرازها لنقاط التفتيش، أو ممارسة الغش والإحتيال والنصب والقوادة بحجة العمل الصحفي.
سواق التكسي ,الحلاقون، عمال محطات الوقود، الزبالون ,البنجرجية، رجال دين، السمكرية، الوزراء ,النواب, صاحبات صالونات الحلاقة، الماكيرات، بنات الهوى، أصحاب محلات بيع المواد الغذائية، الضباط، رجال الجيش والشرطة، الفلاحون. الباعة المتجولون، أصحاب المطاعم والبسطيات، التجار، العاطلون عن العمل,وووووو...,وفئات اجتماعية أخرى متاح لها الحصول على تفويض لا يكلفها في بعض الأحيان أكثر من عشرة دولارات لإستخدام بطاقة العمل الصحفي، كل بحسب رغبته، أو النية التي يبيتها.
في أحيان أتفهم أن لايحترم رجال في الشرطة, أو الجيش ,أو موظفون في مؤسسات خدمية، وفي بعض الحالات مراسلين ومصورين صحفيين، ولا يتعاونون معهم، فأعداد هؤلاء تجاوزت الحد المعقول, ولم يعد مقبولاً أن يفوق عدد الصحفيين في العراق العدد المعتمد في أربع أو خمس وزارات مجتمعة، وصارت مقولة.. الصحافة مهنة من لا مهنة له..شائعة في أوساط مجتمعية عدة.
أجد، ومن مستوى المسؤولية والحرص على عراقة الصحافة ,وقيمتها في بناء الأوطان، وأهميتها في صناعة وتوجيه الرأي العام، وللدور الرقابي الذي تمارسه، أن يتم وقف العمل بالبطاقات الصحفية، وأن تعتمد هوية الأحوال المدنية للتحقق من هوية الأشخاص، ويتم إعتماد وسائل تقنية خاصة في التعامل مع الفرق الإعلامية والصحفيين في أماكن الأحداث وأثناء التغطية الصحفية وإجراء المقابلات، بإستخدام الهاتف للتأكد من أن إدارة المؤسسة المعنية قد كلفت هذا الفريق أو ذاك الصحفي بالمهمة التي جاء من أجلها دون إغفال إن المراسلين والمصورين والصحفيين الحقيقيين يمكن لهم أن يتعاطوا مع الإجراءات المقترحة دون خشية لأنهم يمتلكون عناصر العمل الصحفي والقدرة المباشرة على التواصل...
hadeejalu@yahoo.com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=9808
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 09 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19