• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : من مرافىء زيارة الاربعين .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

من مرافىء زيارة الاربعين

 سؤال يكبر في خاطري  ، .. هل اعطى الشعراء والادباء والكتاب ومثقفو ومفكرو العالم  تجربة زيارة الاربعين حقها  وخاصة اننا نؤمن  بان هذه الشعيرة  تتنامى  مع كل جيل وتؤخذ  من بنية  العصر سماتها  الظاهرية  وتستمد من التأريخ  حيويتها ومعناها وجوهر انتماءها  ، هل استطعنا ان ننقل الى العالم هذه الظاهرة العراقية  الوطنية  الانسانية وهي ظاهرة فريدة بما تمتلك من جماهيرية كونية تجتاز معايير حدودها الجغرافية  وقوميتها  .. كربلاء  لها حدود  معنوية اكبر  وهذا ما يميزها عن جميع الاحتفاءات العالمية  ، هي تجربة  ممتعة ونافعة ان نجوب  في تجارب  وعقول المفكرين والادباء لنعرف كيف تقرأ زيارة الاربعين في كربلاء رغم اختلاف اعمار هذه التجارب  وانتماءاتها  واهتماماتها وكل ينطلق  من موقفه  وقناعاته ،

ويرى  الاستاذ كامل الفهداوي  وهو احد الشيوخ الافاضل  وعلامة من علامات علماء ابناء العامة الافاضل ان للاماكن خصوصية كما يفهم من كتاب الله ومنها وجود نبي او اثاره ونجد ذلك بقوله تعالى (لا اقسم بهذا البلد وانت حل بهذا البلد )وهنا يقسم سبحانه بمكة لان رسول الله ولد وحل فيها ،وكذلك (واتخذوا من مقام ابراهي مصلى )اعتزازا باثر سيدنا ابراهيم.

 ولقد اختار الله لاهل بيت نبيه في كتابه لفظة الطهر (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا) دلالة على طهارة معدنهم واخلاقهم .، لكن هذا العالم الجليل يوقفنا باندهاشته الكبيرة امام تصريح الدواعش بعد احتلال  الموصل ، يتوعدون بالقدوم الى كربلاء والنجف ويكيلون لها افضح الموبقات من التسميات الرذيلة التي تمثل جوهرهم ولا تمثل كربلاء  ولا النجف ، هنا كبر السؤال  لماذا ؟ ونحن ايضا نتسائل الايمكن ان تكون قداسة ابن بنت رسول الله قادرة على توحيدنا ، الا يمكن  ان تكون كربلاء العراق هي كربلاء العالم ، ماذا لو سلبت أي دولة اجنبية من العراقين فخر الاحتفاء  بسيد الشهداء  ؟ يكون الامر ثقيلا على كل عراقي  دون النظر الى انتمائه الديني والمذهبي ، فوجد هذا العالم الجليل كامل الفهداوي ، ان عظمة كربلاء تترسخ في  مدفن سيد شباب اهل الجنة ،وحاشا لله ان يكون مستقر الطاهرين الا في ارض طاهرة .،  توصل الى طهارة  المكان لاقتران مدفن الطهر  ، فهو يقول :ـ  فقلت سبحان الله هؤلاء احفاد اؤلئك الذين قتلوا ريحانة رسول الله يوم ان قال لهم هل هناك من جده نبي على الارض غيري ؟

لكن قلوبهم كانت غلفا واعينهم كانت عميا واذانهم صما فتركوا كل هذا واقدموا على قتله وحرق خيامه وقتل اصحابه وسبي نسائه ، ماذا لوعرف العالم القيمة الحقيقية لمعنى الزيارة الاربعينية ،  وانا اعتقد ان قلق الدواعش من كربلاء هو طبيعة الاثر المرسوم في قلوب الناس والذي يمكن ان يجمع كلمة المسلمين ويوحدها  ، يرى  الشيخ كامل الفهداوي  :ـ انهم يخشون  كربلاء لان الناس من محبتهم لابن رسول الله يزورونه ويعظمونه فظن المجرمون ان ذلك شركا .لكن رسول الله يوم ان خرج من مكة نظر اليها وقال انك لاحب بقاع الارض الي ، مع انها لم تشمل بكرامة الاسلام بعد،  ونحن نرى ان النبي (ص) عندما قال ذلك لم ينظر الى قداستها في محور وجود العبادة اولا ، لكنه نظر الى  ارتباطها السماوي  الى قداستها من حيث مقدرتها على استهاض الامة الى الصلاح والى اليقين  ، الشيخ الفهداوي  يرى ان على كل مسلم ان يزور سيدنا الحسين ويحمد الله ان يسر له الوصول لسيد شباب اهل الجنة ويعلن ولاءه له  وبراءته من الدواعش والعصابات التكفيرية وافكارهم.،

ننتقل بهذه المحاور الفكرية  الى الاستاذ غني العمار وهو احد ادباء محافظة واسط (2) وهو الاقرب لمشاهدات الطريق  والاقرب الى روح هذه الضيافة  التي جعلته ير فق الشكر تقديرا  لاهالي محافظته  .. البيوت الممتدة من زرباطية  وحتى شارع  بغداد العام الموصِل الى كربلاء عن طريق الشوملي مروراً ووقوفاً عند مدينة الكوت ـ واشتهرت قضية التباري العفوي  المزدان بكرم الضيافة لاستقبال ( المشاية )  زوار  ابي عبد الله الحسين  والذين قدر دخولهم يوميا  ب 30 ألف زائر وعلى مدار ايام الزيارة  ، العدد هو الذي اذهل  هذا فقط من منفذ واحد واما بقية المنافذ الاخرى  فهم بركة كل زيارة اربعينية   ، و لأنه مرفأ شاعر  فهو الاقدر على معاينة  ما يمر من تحديات  الظروف المناخية  والبيئية ، وما حاول الاعداء زرعه من مخاوف  عيونهم المحدقة  صوب هذا الولاء  مع ما تعبره كلمات الشكر  والامتنان  من افواه الزائرين ، لنقف عند حدود هذا التحدي وكرم الضيافة العراقية وهوية هذا الانتماء الوطني الانساني الذي يصل كنتيجة عند  الشاعر غني العمار الى ان الحسين ع يجمعنا وهذا ما صرَّحت به الحوراء العقيله في قصر الطاغيه يزيد( لع ) : ..(( فوالله لن تميتَ وحينا ولن تمحو ذِكرنا )) الملايين  المتجهة الى كعبة الاحرار كربلاء وقُبَّة سيد الأحرار وشهيد الله الحسين ع  رسالةٌ واضحة المعاني وكبيرة الحرف والعنوان خطتها يدُ أبناء علي والحسين عليهما السلام الى كلِ مَن يرومُ هدم الأسلام الحق .. فيبعث الشاعر غني العمار اشواقه مع الزوار ..سلامٌ عليكَ سيدي من مكاني فقد توجه الأهل والأبناء أليكَ ورجوتهم رجاءَ شاعرٍ معاق أثناه العكاز والمرض عن الوصول الى حضرتكَ المطهرَّة  وقبركَ الترعة من تُرع الجنَّة  ، ثقافة  السير هي ثقافة امة ترهب أعداء  الامة واعداء العراق واعداء المَّذهب بتعدادها أما أفعال المشاية  فأن السير بحد ذاته يهذب النفس ويطمأنها لأن مغزى الزيارة أسمى من كل التخرصات , الناصبيون يضمرون الأحقاد ضد علي ع وأبنائه ، والعراقيون يثبتون بكرم ضيافتهم انهم  ابناء الحسين وكل الزائرين هم ضيوف  هذا البلد الامين العراق  ، نرى ان الذي يتحقق عاة الارض هو انعكاسة  لما يتحقق  في السماء ، تشخيص له دلالاته وانعكاسته المعنوية على الكون كله ، من حيث القيمة والنتائج أي انصهار في بوتقة  الحزن المبهج .. قد تكون هذه القيمة غريبة على مسامع البعض لكنها في الواقع هي اسمى مميزات الفرادة التي تتمتع بها هذه الزيارة المباركة ، حزن وبكاء وتعب ـ سفر والم  ومع هذا نجدان هناك فرح غامر يعتمر النفوس  ، سعادة المشاركة  والانتماء  الذي يمنح الانسان  القدرة على الحضور ، الكاتبة المبدعة  (محبة رضا الحسيني ) التي ترى ان مسيرة الاربعين الحسيني وزيارة كربلاء هي  تواصل روحي مع الامام الحسين عليه السلام ، وتكرارها كل عام يعني تجديد لقبول  القيم السماوية النبيلة في اقامة العدل والمساواة ورفض الظلم والطواغيت وما  أرتفعت رسالة امامنا  الا بالقيم الانسانية الصالحة في كل زمان ومكان ،  ونرى ان قيم الاحتفاء بالمناسبة رغم  ارتباطها بالماضي كتاريخ يعرفنا بواقعة الطف المباركة والتي حدثت عام 61هـ لكنها تعد احتفاءا بالمستقبل الذي يرتبط بالنهضة المهدوية المباركة ، وهذا نجده في استمرار عملية البذل التضحوي  الذي يحمل هوية  هولاء الابطال انفسهم في سبيل بقاء الصوت الحسين ، وفي طريق ياحسين نجدهم من مختلف الجنسيات ومن بلدان شتى يأتون  لتجديد العهد والبقاء على نهجه ، واهم المعاني التي تسمو في واقعة كل عام ( المشاية ) تحمل راية الوحدة الحقيقية شارع الولاء يزدحم بخطوات انصار الحسين بكل مستوياتهم واعمارهم كذلك نجد خطوات  الولاء الزينبي ، نسوة تمشي وفي قلبهن الايمان والامان ,هن يتقربن الى اختصار الزمان للوصول الى 61 هـ لنصرة زنب عليها السلام ، ولاننسى الصوت الزينبي الذي كان له دور كبير في نجاح الثورة الحسنية ، هذا المسير الولائي ترجم مقولة  عقيلة الطالبين عليها السلام ليزيد لعنة الله عليه  كد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا، مقومات  انسانية يحملها  المسير الار بعيني قادرة  على صياغة ذهنية تضحوية  قادرة  على  امتشاقها  في الملمات  ، وهذا ما حصل  في مقاومة  الدواعش  اغلب المقاتلين اذا لم  يكن جميعهم  هم من ابناء  المواكب  الحسينية  ومشاية الاربعين  الحسيني ،  الميزة التي اذهلت  العالم  ان هذه المسيرة  المليونية لاتتبع  تنظيمات سياسية  وانما تنصهر فيها كل العناوين   ، فلهذا هي  منظمة تنظيما يخرجها من الفوضى ، يرى الكاتب الاستاذ ( علي الاسدي)  ان الزيارة المليونية لها مظهر انساني  ، سلمي، مدني، حضاري امام العالم، فوهذا هو احد اهم اسباب خلودها ان مقومات نجاحها هي المشاركة الوجدانية مع العالم  ، في سنوات الحصار الفكري والروحي التي فرضتها انظمة  الخبل الطاغوتي ،عمل على تصدير فكرة  ربط المناسبة الاربعينية العظيمة بانها طقس خاص من طقوس الشيعة وبهذا العمل كان قد حصر المناسبة بجمهور مذهبي ومنعها من التواصل مع الفكر الانساني ، كونه يخشاها ويخاف منها بما تمتاز  من روح وثابة للتواصل ، منعمة بروح الانتماء الشمولي ، يها ترى مشاهد الوئام الروحي ،ولقد عمل هذا المسير المليوني العالمي الى تعريف بهوية العراقيين الانسانين فالعراقي الموكبي خدوم وتصل به الخدمة الى تصغير نفسه واذلالها امام الخشوع الاسمى  لزائر يحمل سمات النصرة والنتيجة ان تظهر مشاعر الإخاء والمحبة والوئام والتعايش وحب الحياة والتضحية في سبيل   الآخر،  حالات ايجابية من العطاء والتفاني والتضحية والايثار والكرم والضيافة.و بحالة من الصحة والعافية بعد ممارسة رياضة المشي التي يوصي بها اطباء العصر. و هذا يقربنا الى ظاهرة انتشار المستشفيات المتنقلة  والعيادات   الطوارىء وصيدليات الخيام والعربات المتنقلة / مع وجود جهد شعبي للمعالجة العامة  كالتدليك والضمادات البسيطة ، ومن الطبيعي مثل هذه المشاركة الوجدانية ستبعد عن الانسان حالات

 القلق وضجيج الحياة، والانطلاق بسياحة فطرية في فضاءات الهواء الطلق.والانفصال الاختياري عن روتين العمل اليومي والتغيير الايجابي للقاء الجديد من الوجوه المستبشرة. الشعور بالقوة في السير الجماعي نحو هدف أعلى في الحياة.. نحو القيم الشامخة.. نحو القمم الانسانية.. نحو الانموذج.. نحو القدوة الحسنة التي باتت نادرة في الحياة العامة.،

و الحصول على فرصة للحوار مع الذات ومراجعة النفس في القضايا وتحديات الحياة اليومية خلال ساعات السير الطويلة نتعلم فن صناعة السعادة من امور بسيطة ودون تكاليف باهظة.ونشعر بالطمأنينة التي لم تأت من امتلاك المال والثروة ما يثبت بأن ليس كل الأغنياء سعداء ولا كل الفقراء تعساء.تعزيز الثقة بالنفس والقناعة بالإمكانيات الذاتية وترشيد النفس الامارة بالسوء.الشعور الانساني المتأجج بالتنوع في بحر يموج بكتل بشرية متنوعة الاعراق والثقافات. الشعور بالعدالة الانسانية في فضاء لا يفرق بين الوزير والأجير ولا يفاضل بين الأمير والفقير الى حد ما.

توفر فرصة ذهبية لإعادة النظر بمدى فهم الانسان لدوره المطلوب في حياته. نبذ العنف والارهاب من خلال الاندماج والانخراط في صفوف لواء المحبة والتعايش وقبول الآخر.. و التفكير العلمي لايخلو  من النظر نحو روحية  الفعل المبدع ، يذهب بعض النقاد الى ان الشعائر الولائية اثر حيوي  لابد للعلم ان يحتويها كونها متنامية تتطور مع تطور الازمنة ، عمل العلماء اليوم  توجه نحو دراسة كل شعيرة عبر مهرجانات ومسابقات ومؤتمرات  وعمل متساوق للاعمار المتنوعة للطفولة والفتيان وللشباب ضمانا ترسيخ التضج المعرفي وفتحنا افاق المستقبل ، لابد في كل الاحوال استثمار  هذا الظرف ، يرى الكاتب(  عبود الكرخي )أنها نسائم الرحمن والهداية التي بها يستنشق المؤمن عبق الأيمان وهي في ظل هذه الزيارة والتي بها يتزود المؤمن الأيمان الروحي والمادي من خلال مسيرة الأيمان الخالدة إلى كعبة الأحرار وقبلة الإيمان في مسير نوراني لن يكتمل  إلا بالوصول إلى ضريح سيد الشهداء سيدي ومولاي أبي عبد الله الحسين(عليه السلام). وهذا الاصرار على الوصول هو فعل التنامي الذي يجعل هذه المسيرة الخالدة مستمرة ولن تندثر بل تزداد ألقاً وبهاءً مهما طال الزمان وهي من أحدى المواضيع المهمة لظهور المهدي (ع جل الله فرجه الشريف)والممهدين لهذا الظهور المبارك ووالارتكاز على هذه الزيارة الأيمانية هي أحدى المرتكزات المهمة لظهور قائم آل محمد.عجل الله فرجه الشريف ،  يدور الفكر المؤمن حول يقينية الارتباط هذه المسيرات الولائية بحركة صاحب الامر  بارك لنا بظهورة الشريف ، ، أي مشروع انساني فاعل  يصل الى مراحل النضج مطمئنا  يصل الى متلقيه ولو من طبيعة التلقي المثقف ان يقلق حتى في المسائل التي تصرف القلق عنها بقوة يرى الكاتب ( نزيه ابو لحمه ) الممارسة التقويمية لاتنتقص تلك المشاعر وانما تحاول ان تظهر قلقها من استفحال  بعض الظواهر  التي تضاف  الى حركة  المسير ، تحتاج ﻷستثمار المشاعر والعواطف الجياشة المفعمة بالوﻻء وتقويم مسارها نحو هدفها المنشود لنصرة  الحسين ع مبدءآ ومنهجآ وسلوكآ   شعورآ ﻻ شعارآت موسمية تنتهي بانتهاء الموسم  الاربعيني ،  لنكون حسينيين وزينبيين بوقت واحد ...ﻷستكمال ودوام المشروع النهضوي اﻷﻻمي ﻷن اﻷسﻻم محمدي الوجود حسيني البقاء... يرى الكاتب المغربي  ( أدريس هاني )

ان الثورات تبلى وتفقد عمقها الأيديولوجي والروحي بينما تستمر طراوة الثورة الحسينية توحي بالكثير من المعانى والقيم و والإنسانية والأمل والعدالة والسّلام ومناهضة الظّلم! حدث  يتمثله أطياف المجتمع بمختلف طبقاتهم الثقافية ونزعاتهم الفكرية.لقد كانت ثورة كربلاء في أصلها التّاريخي تجري على أرض الواقع وتواجه منتهى التّعسف بقدر ما تتمثّل منتهى التّحرر. ، تهاوت فيها هواجس الاستبداد إلى أسفل درك النزول وارتقت فيها مهج التّحرر إلى منتهى مدارج الكمال. ا ان الكاتب المبدع يريد ان يبعد هذه المناسبة عن المتحفية بل اعتبرها نزعة انسانية  واحساس وجداني عنوانه الحسين عليه  السلام ،   إحساس لا تقدحه الذّاكرة بل يستدعيه المستقبل. وهذا شأن النزعة الوجدانية تعبير دقيق امتد به ليصل الى لازمكانية النهضة  الى تشخيص السيدة زينب  .. لن تبلغ امدنا ، فمن الخطأ ان يقاس اس يء من الامور النهضوية والتضحوية  الحسينية بمنهجة معاصرة  ـ كونها لاتؤدي الا البعد الحياتي القاصر عن مسايرة التأريخ ، قراءة بائسة ان نجلس نحن لنصحح للحسين (ع) مساراته او ان نتابع تلك الروح التضحوية بمنطق حياتي عادي ، تنامي الاثر الحسيني لانسميه ندما كجلد الذات ، الشعوب تنامت مع حركة الحسين  منهم من ثار كحركة سليمان بن صرد والمختار ،  الآن نصل الى تعبير جلد الذات هذه الممارسة التي حاول بعض المتعاطفين اعطاءها شرعية ، يرى الكاتب ادريس هاني  ان جلد الذّات، لا تعني أكثر من إحساس مضاعف بالذّنب يعكس مكانة الشّخص في الوجدان وقسوة الجريمة في التّاريخ. نحن  لانعرف لغة جلد الذات المستوردة من اطياف الاديرة نحن نفكر بنصرة الذات  عبر المواساة مع معاناة اهل البيت ، عبرة الالتحام الوجداني ،بعيدا عن التكلف والنفاق ،  المسيرة الاربعينية تبعد تهوين  الحدث  واسقاط رهان الاعداء الذي وصل حد الاحتفاء بمقتل الحسين عليه باعتباره عيدا في بعض البلدان العربية والاسلامية ، المسيرة الاربعينية عمل جماهيري يقف ضد أي تشويه صوري او معنوي الجماهير تريد استحضار المأساة بشحنتها الحقيقية ،  تريد هذه المشاية ايصال رسالتها الانسانية الى الاجيال بامانة   ، يرى الاستاذ ( واثق الجابري ) ان هذا الحشد المليوني هو حضور متميز لنصرة الحسين عليه السلام كل عام  ، وتحدي شعبي جريء، يرى ان البعض ان ذكر القضية الحسينية يصنع  الفرقة ويفرق الهويات فمن غير هذا الحسين العظيم والذي استمد عظمته من رحمة رب العالمين ،في اربعينيته الشامخة يجمع هذه الملاين على  اختلاف لغاتهم وهوياتهم واممهم التي احصوا عددها في الارض فمن يحصي مشايته في السماء ؟ هذا المسير الاربعيني  الذي علم العالم دروس من التفان والعمل الطوعي واوغر في صدر اهل السخرة وحشود الزيف ، وجعلهم يخشون  مستقبلهم ، لذلك تراهم مع كل مسير اربعيني تتحشد الاقلام واعلام الفضائييات  ويزداد اهل التفلسف لتفريغ القضية من مهمتهما الاساسية جمع الامة على الخير لتنتفض على طغاتها ، ترعبهم مشاهد كا اربعينية مباركة ،حيث  الكرم والخدمة وتقديم ما لذ وطاب تعبير عن قيم لا مثيل لها بالعالم، وفرق طبابة وسيارات نقل وإغاثة، وصور للشهداء ومشاهد بطولات ورسومات ومحاضرات ونصائح شرعية، وقلوب مفتوحة بالحب والإنسانية والخُلق،لااحد يعلم فعلا كيف تتجمع تلك الملايين وكيف تنطلق ، وكيف توفر كربلاء مبيتا لعشرين مليون زائر ومن يطعم هذه الملايين ؟ وكيف 

، وأكثر من 20 يوم من المسير من كل بقاع العالم الى حيث قبلة الثوار والأحرار، والخدمة الكبيرة التي يتصاغر فاعليها أمام جلالة سيدهم وقائدهم الإمام الحسين عليه السلام، وأي شعب عظيم انتهل من هذا الفكر ليستضيف ملايين من أكثر من 80 دولة، ويُعلمهم الخدمة والصبر والتفاني؛ وفكر ينجب أجيالاً لا تتراجع عن مبادئها وشرفها وكرامتها؛ فأي رسالة إنسانية حملها الحسين العظيم؛ لكي يقنع ملايين بعد مئات السنين برسالته الإنسانية.هناك سؤال  في البال :ـ ما الذي نحتاجه لأنتاج ملحمة بحجم ملحمة كربلاء ، بالتأكيد ان اولى  احتياجاتنا ستكون التقوى  والمعرفة المنتجة للوعي ، والذي بدور يمنحنا الشجاعةوالموقف الصبور ، يرى (حسين علي الشامي)ان الولاء الذي يوحد التواريخ والامكنة في موقف واحد ويجعل  الشعائر مصدر الهام ، قادر على انتاج وعي مدرك مثقف للنصرة في كل الازمنة ، بقة في جوهر القضية اسئلة كثيرة تملأ الخافقين ، لأن لكل زمان قراءاته ووعيه ، فقد تكن قراءات الجيل الذي سبقنا للواقعة تختلف عن قراءاتها لكربلاء وطف كربلاء الحسين ومن المؤكد ان الجيل الذي سيأتي بعدنا له قراءاته ايضا .. فسؤال الذي يستحضرنا هو لو لاسمح الله واعطى الحسين عليه السلام  البيعة ليزيد لعنه الله هل كانت تنتهي المشكلة ، يرى الكاتب ( مصطفى العسكري )  ان الحسين عليه السلام كان مردكا للقضية بحذافيرها حين اطلق حكمته ( مثلي لايبايع مثله)وكانللكاتب المبدع ( وليد كريم  الناصري ) وقفة مع زيارة الاربعين  المباركة  التي وحدت جميع السميات  بين مصطلحين اما زائرا او خادما خرج الجميع من دائرة التحزبات الى الانتماء ويرى هذا الكاتب الدريء ان هناك بعض السرادق الخدمية لازالت تحتفظ بمسمياتها السياسية  في دعوة للانصهار تحت جوهر  معنى النصرة ومعنى زيارة الاربعين المباركة ، استغرب في احايين كثيرة عندما ارى الفضائيات تسلط الضوء في برامجها الاخبارية على تجمعات شعبية ومارثونات واحيانا تجمعات لمرد الطماطة ومصارعة الثيران العالمية او مسابقات جري ورياضة واهمال مارثون يقام في كربلاء  يتسابقون فيه على الاجر والثواب ،  ويرى  الكاتب ( كريم الانصاري ) ان هناك اصوات خارج السرب تصيح مستهدفة الشعائر الحسينية خصوصاً والطقوس الدينية عموماً .. لدواعي وأسباب مختلفة لايخلو بعضها من الحسد والغيض والخشية والإحباط تارةً ، ومن قصر النظر والجهل والشذوذ وحساب الأرقام والنقاط تارةً أُخرى ..ويرى إنّ عملية البناء تبدأ إنسانيةً أولاً ، بل لا بناء أبداً بدون بناء الإنسان من الذات إلى الذات في الذات ، ثم تحلّق عملية البناء منتجةً فاعلةً في دنيا الحياة وما لها من الضرورات والاحتياجات .،

&&




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=97846
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 07 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18