• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الديمقراطية في فكر الشهيد الصدر .
                          • الكاتب : جعفر زنكنة .

الديمقراطية في فكر الشهيد الصدر

يعجز القلم عن بيان صفات هذا الشهيد العظيم، كما يحير العقل في ادراك عظمته. فقد كان شهيدنا الصدر عبقرياً ولم يعرف عالمنا المعاصر نظيراً له في عقله الكبير وشخصيته العملاقة حيث عرف الشهيد الصدر بتفوقه العلمي في حقول عديدة، وكانت أفكاره ونظرياته رائدة في الابداع والاقناع، إذ أنّ له آراء فريدة في الفقه والاُصول والتفسير والفلسفة والاقتصاد والمنطق.
كان يعي الظروف التي يمرّ بها مجتمعه في حلبة الصراع الفكري يومذاك ولهذا أسس مدرسة إسلامية لوقف المدّ الفكري للتيارات وفند بعبقريته ونبوغه الكثير من النظريات والافكار وناقش بعض المفاهيم وارجعها الى ماهيتها الاصيلة، وواحدة من هذه المفاهيم التي بدأ الغرب بترويجها في وقتٌ من الاوقات هو مفهوم الديمقراطية التي تعتبر قاعدة فكرية تستند عليها الحضارة الغربية بما تتضمنه من مفاهيم وافكار، فقام الشهيد الصدر بالرد على هذا المفهوم لنظام الحكم في الحضارة الغربية فقام بإرجاعها الى ثلاث مرتكزات وهي (الحرية) التي عرّفها بنفي سيطرة الغير، وقال بأن هذا المفهوم هو الذي نستطيع أن نجده في كل من الحضارتين الاسلامية والغربية، وان أختلف إطاره وقاعدته الفكرية في كل منهما، والمرتكز الثاني هو (دور الأمة)  التي تعد من المرتكزات الأساسية التي تقوم عليها الفلسفة الديمقراطية. حيث يقول إن الأمة هي صاحبة الحق في الرعاية وحمل الأمانة وأفرادها جميعاً متساوون في هذا الحق أمام القانون، ولكل منهم حق التعبير من خلال ممارسة هذا الحق عن آرائه وأفكاره وممارسة العمل السياسي بمختلف أشكاله، وفي هذا المجال يقارن السيد الشهيد حول مسألة الدولة والأمة بين الديمقراطية والإسلام قائلاً: (الأمة هي مصدر السيادة في النظام الديمقراطي، وهو محط الخلافة ومحط المسؤولية أمام الله تعالى في النظام الإسلامي)، اما المرتكز الثالث فهو مبدأ الأكثرية ويقول الإمام في هذا المرتكز الاساس: (اننا لا ننكر إن مبدأ الأكثرية من المبادئ التي يتفق عليها الجميع، فتحرص الأقلية على تنفيذ رأي الأكثرية باعتباره الرأي الأكثر أنصاراً، وان كانت في نفس الوقت تؤمن بوجهة رأي أخرى، وتعمل لكسب الأكثرية إلى جانبه) رغم ان المبدأ في الحضارة الغربية أتجه اتجاهات تختلف عن المبدأ الذي اتجهت نحوه الحضارة الاسلامية كالاستبداد والفردية في الحكم وتحكم الاكثرية بالأقلية اضافة الى امتلاك الأكثرية لزمام الحكم والتشريع على حساب الاقلية، وهكذا رفض الإسلام الإيمان بهذه الفكرة الأساسية في الحضارة الغربية لأنه يقوم على العقيدة بعبودية الإنسان لله فليس للفرد ولا لمجموع أن يستأثر من دون الله بالحكم والتوجيه بالحياة الاجتماعية ووضع مناهجها ودساتيرها. ولذلك نجد أن القرآن الكريم شجب حكم فرعون والمجتمع الذي كان يحكمه لأنه يمثل سيطرة الفرد في الحكم وسيطرة طبقة على سائر الطبقات.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=95494
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 06 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19