• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : سَريرَةُ ظَالم .
                          • الكاتب : امال كاظم الفتلاوي .

سَريرَةُ ظَالم

يا إلهي ما هذا الأرق الذي يلازمني..؟
وما هذه الحياة التي أعيش..؟
لقد فقدتُ طعم الراحة..
ولم أعد أشعر بشيء سوى الغيظ الذي يلازمني ليلَ نهارَ..
لا شيء يرضيني ويريح بالي..
فشيطاني متمكن منّي ويسيّرني كيفما يريد..
ويزيّن لي ما أفعل، ويحرّضني على التعالي والتكبر..
ولا يجعلني أرى غير نفسي وغير رأيي..
لأنه يوسوس لي بأني دائماً على صواب..
وأن الباقين خطّاؤون، لا يفقهون شيئاً..
ولا أطيق أن أرى أحداً أفضل منّي..
فأقوم بالنيل منه بالطرق شتّى، فمرة أبحث عن أيّ نقطة ضعف لديه..
لاستغلّها ضدّه، ومرة أبحث عن مثالبه فأفضحه بين الخلائق ليسقط من أعينهم..
وفي أكثر الأحيان أختلق له ما يشينه لأؤذيه وأستلذّ بذلك..
نعم أتلذّذ برؤيته وهو يتأذّى ويكاد يطير قلبي فرحاً  وأنا أراه حزيناً..
 ولا يهنأ لي بال إلا حين أسقطه من أعين الناس..
قلبي يغلي ليلَ نهارَ ولا يعرف للراحة طعماً...
لا أطيق أن ينصحني أحد، وإذا فعل فسأجعله فريسة سهلة لمكائدي..
وأستعمل معه قدراتي على الغدر والمكر..
ولي من الأعوان مَن يعينني وينفّذ أوامري..
وهم طوع أمري، ويتملقون لي ويمتدحون ما أفعله..
وبذلك لن يستطيع أحد أن يقفَ بوجهي.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=95438
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 06 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16