• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : زيارة ترامب للسعودية متى ينتصر الحق؟! .
                          • الكاتب : علاء كرم الله .

زيارة ترامب للسعودية متى ينتصر الحق؟!

بالوقت الذي حظيت فيه زيارة الرئيس الأمريكي (ترامب) وزوجته وأبنته الجميلتين! للسعودية بأهتمام وحفاوة كبيرة من قبل ملك السعودية وكل الطاقم الحكومي، حيث لم يسبق أن حظي رئيس أمريكي  زار السعودية من قبل بمثل هذا الأهتمام، كذلك حظيت الزيارة بأهتمام أعلامي دولي وأقليمي ومحلي هائل وكأنه حدث القرن 21!. فأن الزيارة بنفس الوقت كشفت عن الكثير من الأمورأولها مدى حقارة وسفالة وكذب وأنحطاط الأدارة الأمريكية الجديدة بزعامة (ترامب) ذو الوجه العاهر!، وأكدت الزيارة للعالم أجمع بأن الولايات المتحدة الأمريكية بعيدة كل البعد عن موضوع الحق والعدل وحقوق الأنسان ونصرة الشعوب المضطهدة والوقوف ضد الأنظمة المستبدة والدكتاتورية التي طالما تتبجح بها. حيث كشفت هذه الزيارة حقيقة الوجه الأمريكي بكل قبحه وقذارته وعهره!، وأن أمريكا لا يهمها حتى ولو أحترقت كل شعوب العالم وشعوب المنطقة تحديدا، المهم هو مصالحها أولا وأخيرا. الزيارة كشفت أيضا بأن الرئيس الأمريكي (ترامب) يختلف عمن سبقوه من الرؤوساء الأمريكان، بأنه تاجر صفيق وعراب ورجل عصابات قذر أكثر من كونه رئيس دولة!. وهو من هذا الجانب يحسد العالم كله الشعب الأمريكي عليه!، ففي أول زيارة له خارج أمريكا أستطاع من جلب قرابة 500 مليار دولار للخزانة الأمريكية وفي ظرف يومين فقط لا غير وبلا لف أو دوران! تنوعت بين صفقات لشراء الأسلحة وبين عقود كثيرة وكبيرة مع كبريات الشركات الأمريكية. من جانب آخر كشفت الزيارة مدى أنحطاط العائلة السعودية الحاكمة وعمالتهم وخيانتهم وجبنهم ووقوفهم مع الباطل ضد تطلعات الأمة العربية منذ تاريخ هذه العائلة الوهابية المعيب والمشين والمخزى على مدى مامر بالأمة العربية والمنطقة من أحداث وحروب. وحقيقة أرى بأن هذا العالم يعيش كذبة كبيرة أسمها منظمات حقوق الأنسان ومحكمة العدل الدولية ومجلس الأمن وباقي المنظمات الأنسانية التي تهتم بحقوق شعوب العالم وتنظر أليها بعين الرحمة، والتابعة كلها لمنظمة الأمم المتحدة، وسبب هذه الكذبة! هوأن العالم كله يعرف ولم يعد خافيا على أحد بأن منظمة الأمم المتحدة هي في قبضة أمريكا! وهي التي تتحكم في كل سياسة وتوجهات هذه المنظمة، بالطريقة التي تخدم المصالح القومية العليا لأمريكا وحلفائها ومن يسير في فلكها فترى منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن يكيلون بأكثر من مكيال في الكثير من القضايا الدولية المتشابهه!، وما فعلته هذه المنظمات بالعراق قبل سقوط النظام السابق من دس وتلفيق هو خير دليل على ذلك! فكل مسميات وعبارات حقوق الأنسان والديمقراطية ومحاربة الديكتاتورية وغيرها الكثير من هذه المسميات التي تتبجح بها الدول الكبرى وعلى رأسهم أمريكا، تذوب كلها وتختفي ويضرب حولها طوق من النسيان عندما يتعلق الأمر بالمصالح القومية العليا لهذه الدول وأولها المصالح الأقتصادية.وأمريكا خير من جسد ويجسد هذه السياسة اللئيمة والأنتهازية واللاأنسانية منذ بروزها كقوة عالمية جبارة بعد أنتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، وتحديدا منذ تفردها بالسيطرة على هذا العالم  بعد أنهيار الأتحاد السوفيتي السابق عام 1991.  فبالوقت الذي أتفق فيه (الكونغرس) الأمريكي بنوابه من  (الجمهوريين والديمقراطيين) قبل أشهر وأصدروا قرارا يدين السعودية وعليها أن تدفع تعويضا لأكثر من (3300) أمريكي ماتوا من جراء تفجير برجي التجارة في أمريكا بعمل أرهابي في شهر أيلول/ سبتمرمن عام 2001 والذي يعد الأكثر عنفا ورعبا في تاريخ الحوادث الأرهابية التي تعرضت لها أمريكا وباقي دول الغرب،وذلك لكون غالبية من نفذوا تلك العملية الرهيبة هم سعوديون! ولكن سرعان ما طوى النسيان ذلك القرار المهم والخطير؟! ففي حقيقة الأمر لقد كان موقف (الكونغرس) الأمريكي وقراره هو رسالة واضحة وصريحة للعائلة السعودية الحاكمة بأن هناك وجها أخر للأدارة الأمريكية يمثل حقيقتها بكل قبحها وكأنها (دراكولا)! قادرة أن تمتص دماء وخيرات كل شعوب المنطقة العربية والخليجية تحديدا وعلى رأسها السعودية متى ما تشاء، ذلك الوجه الذي لا يعرف الصداقات والأتفاقات بقدر ما يعرف المصالح ( وطز وألف طز) بالسعودية وبأية دولة كانت مهما كانت علاقاتها متينة وستراتيجية مع أمريكا، أذا لم تنتفع من ورائها!.ورغم أن قرار (الكونغرس) شغل الأعلام الدولي لشهور عدة ،لأنه كان يمثل فك الشراكة والأتفاقية الستراتيجية التاريخية  بين أمريكا والسعودية منذ عام 1947  حسب رأي الكثير من المحللين والسياسيين!، ورغم كل ذلك  تم نسيانه وتجاوزه وكأنه لم يصدر أصلا؟!! وذلك لوصول رد العائلة المالكة الحاكمة في السعودية على القراربأن السعودية ملكا وحكومة وشعبا تحت الطلب ورهن الأشارة الأمريكية في أي وقت!، وكان لأمريكا ما أرادت، حيث جاءت زيارة (ترامب)لتمثل أستلام الجواب السعودي على قرار (الكونغرس) الأمريكي وبالصورة التي أبهرت العالم! بدأ بالأستقبال والحفاوة الكبيرة ومرورا بالهدايا الشخصية التي قدمت (لترامب) (قلادة ومجموعة ساعات وعباءة وتمثال صغير كلها مطعمة الذهب والألماس والأحجار الكريمة وبلغت قيمتها قرابة 800 مليون دولار!!) وأنتهاء بصفقات التسليح وعقود العمل مع كبرى الشركات الأمريكية في مجال الخدمات والأعمار. أن الأدارة الأمريكية السابقة والحالية لا يهمها ماذا سيقول عنهم ذوو الضحايا الذين سقطوا من جراء تفجير برجي التجارة، والذين اتخذت منهم أمريكا سلاحا أعلاميا وورقة ضغط لأبتزاز دول الخليج وعلى رأسهم السعودية الذين تعتبرهم أمريكا صنيعتها! حيث  أن بقائهم على كراسي الحكم وسعادتهم وسعادة شعوبهم كلها بيد أمريكا وباقي دول الغرب،وحكام السعودية ودول الخليج يعون ذلك تماما!. نقول أن صورة العهر السياسي بين أمريكا والسعودية والتي تمثلت بأقبح صورها وأشكالها ومضامينها بزيارة (ترامب) للسعودية، هي ليست بجديدة ومفاجأة لشعوب العالم العربي على وجه التحديد ، فليست أسرائيل وحدها التي زرعتها بريطانيا وفرنسا وباقي دول الغرب ورعتها وأحتضنتها أمريكا فيما بعد، لتكون كسكين في قلب الوطن العربي! فالسعودية وباقي دول الخليج هم أكثر أيلاما وأذى للجسد العربي من أسرائيل! ليس الان ولكن منذ عقود طويلة فهم خاصرة الأمة العربية المسرطنة وبئر خيانتها لأنهم أعداء الداخل والأكثر خطرا من أسرائيل نفسها كعدو واضح!،وهم من أوصلوا الأمة العربية الى هذا الحال الذي لا تحسد عليه. وهنا لا بد من الأشارة بأن هذا المملوك السعودي (سلمان) لا يخاف الله بقدر خوفه من أمريكا ورئيسها! فبالوقت الذي نشرت مواقع التواصل الأجتماعي صورا له وهو يصلي جالسا على الكرسي كونه مريض ولا يقوى على الحركة، ولكنه قام كالصل يرقص مع (ترامب) لقرابة الساعة!!. نعود الى صلب الزيارة حيث لا ندري ما هو حصة العراق من المباحثات السرية التي جرت بين المملوك السعودي (سلمان والرئيس الأمريكي ترامب)، وبعيدا عما ذهب أليه الكثير من المحللين السياسيين بأن العراق أخذ حيزا كبيرا من تلك المباحثات التي تركزت في أقامة تحالف سني عربي مدعوم من أمريكا ضد أيران ووجودها في العراق!، ألا اني أرى بأن العراق سوف لن يناله أي خير وأستقرار حسب ما تروج  له وسائل الأعلام الأمريكية بأنه سيتم أعادة بنائه وسيكون قبلة العالم بعد القضاء على داعش! بل أرى أنه سيبقى ساحة الصراع والملعب الرئيسي لتصفية الحسابات بين أمريكا وبريطانيا وباقي دول الغرب ومعهم السعودية وباقي دول الخليج من جهة وبين أيران وحلفائها في المنطقة (سوريا والعراق واليمن ولبنان/ حسن نصر الله) من جهة أخرى. من جانب آخر أرى وقد يتفق معي الكثيرين بأنه وعلى الرغم من كل لهجة التهديد ولغة الوعيد الأمريكية ضد أيران  فأن أمريكا لم ولن تضرب أيران أبدا!؟ فمنذ عام 1979 ولحد الان وأمريكا تهدد وترعد وتزبد ضد أيران! وأيران تزداد قوة وتطور وتوسع! أقول الكل يعرف بأن السياسة فن الكذب والتضليل والخداع وأمريكا هي خير من تجيد هذا الفن بكل براعة وجدارة، حيث أوصلت الى عقول العالم أجمع بأن توجيه ضربة قاصمة لأيران هي مسألة وقت وتصريحاتها هذه  بضرب أيران نسمعها منذ عام 1979 ولحد الآن!!؟ وأيران بالمقابل تبني وتعمر وتتطور وتتوسع حتى وصلت الى ناصية العلم والتقدم التكنولوجي في صناعة القنبلة الذرية! ، ولأن السياسة فن الكذب والمخادعة كما ذكرنا آنفا، فمن يدري لربما يوجد هناك أتفاق سري كبير بين أمريكا وأيران لتقاسم المصالح في المنطقة! حيث تجعل أمريكا من أيران ليس شرطيا للخليج فحسب بل بعبعا لتخويف دول الخليج واستنزاف ثرواتهم ومواردهم! ولجعل هذه المنطقة الأغنى بتروليا في العالم والتي يطلق عليها منطقة المياه الدافئة منطقة صراع دائم وعدم أستقرار لأن هدوء هذه المنطقة وأستقرارها هو ليس في صالح أمريكا ولا دول الغرب! وألا بماذا نفسر تقديم العراق كهدية على طبق من ذهب لأيران من قبل أمريكا عام 2003 بعد القضاء على نظام الحكم السابق في العراق؟؟!. أخيرا نقول لا أرى أن هناك في الأفق بصيص من الأمل لأنتصار الحق وأنتصار الشعوب المظلومة والمضطهدة فجولة الباطل لازالت قوية ومستمرة منذ أكثر من ألف عام! ولا ندري كم ستطول هذه الجولة؟! ومتى ستأتي جولة الحق؟ وليدلني أحد عن أنتصار واحد للحق على الباطل في كل مفردات حياتنا التي نعيشها بالعراق على سبيل المثال منذ سقوط النظام السابق على أقل تقدير ولحد الآن؟! ومن الذي يتسيد المشهد العراقي برمته الحق ام الباطل؟ يبدوا لي وعذرا فيما أقول وليسامحني الله عز وعلا على ذلك أن أنتصارالحق والعدل والقيم النبيلة هو فقط في الأفلام المصرية والهندية!؟.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=94854
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 05 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29