• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مَنْ يصرخ مع الإمام الحسين ( عليه السلام ) : هيهات منّا الذِّلَّة .
                          • الكاتب : غزاي درع الطائي .

مَنْ يصرخ مع الإمام الحسين ( عليه السلام ) : هيهات منّا الذِّلَّة

( هيهات منّا الذِّلَّة ) ... كلمة قالها الإمام الحسين ( عليه السلام ) قبل ما يقرب من أربعة عشر قرنا ، وما زال صداها يتردَّد في الآفاق حتى يومنا هذا ، ( هيهات منّا الذِّلَّة ، أبى الله ذلك لرسوله ولنا وللمؤمنين ) ، فمن يصيح اليوم مع الإمام الحسين ( عليه السلام ) : ( هيهات منّا الذِّلَّة ) ؟ .

هيهات منّا الذِّلَّة .. هي صيحة الحق ضد الباطل ، هي قولة الحرية ضد الإستعباد ، هي الإيمان بالله ضد الكفر والنفاق والفساد والفسوق ، هي الركون إلى الرحمن الرحيم وترك الأشرار والمتجبرين والمتكبرين ، هي التوكل على الله ضد التوكل على أعداء الله ، ولقد وقف الإمــام الحسين ( عليه السلام ) متوكلا على الغفور ذي الرحمة قائلا : ( من اتَّكل على حُسن اختيار الله له ، لم يتمنَّ غير ما اختاره الله له ) ، وحين دارت الأيام وتطاير شرر الأشرار واستحرَّ الموت ، وقف أمام أعداء الله وقال بقلب ثابت ويقين عامر بالإيمان : ( لا والله ، لا أعطيكم إعطاء الذليل ، ولا أقرُّ لكم إقرار العبيد ) ، معلنا أمام الجميع : إنني ( لم أخرج أشرا ولا بطرا وإنَّما خرجت لطلب الأصلاح في أمَّة جدي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ، إصلاح وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ، هذه هي رسالة الإمام الحسين ( عليه السلام ) فما أعظمها من رسالة ، رسالة نابعة من رسالة جدِّه المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) ومتصلة بها ، وما كانت الدنيا وراء تلك الرسالة السامية بل الآخرة ، وها هو الإمام الحسين ( عليه السلام ) يقول :

لئن كانت الدنيا عليكَ تعيســةً
                            فدارُ ثوابَ اللهِ أعلى وأنبـــلُ 
وإنْ كانتِ الأبدانُ للم وتِ أنشئتْ
                            فقتلُ امرئٍ بالسيفِ في اللهِ أفضلُ
 وإنْ كانتِ الأرزاقُ شيئاً مقدَّراً
                            فقلَّةُ سعي المرءِ في الرزقِ أجملُ
 وإنْ كانتِ الأموالُ للتركِ جمعُها
                           فما بالُ متروكٍ بهِ المرءُ يبخــل ُ


واليوم انّى اتَّجهنا وجدنا ما يجرُّنا بشراسة إلى الذلة ، ويدفعنا بعناد إلى رفع الرايات البيض أمام تلك الذلة ، ولكن هيهات .. فالمعزُّ ذو القوة المتين لا يرضى لعباده الذلة ، ورسولنا الصادق الأمين ( صلى الله عليه وسلم ) لا يرضى لنا غير الكرامة ، وصحابتنا الأشراف لا يريدون لنا سوى العزَّة ، وأئمتنا الاطهار عليهم السلام أجمعين يزرعون في أنفسنا قيم المعالي الرفيعة ، فلنرفض الذلة ولنعمل كلَّ ما يعزُّ ويشرِّف ويُعلي القيم والمعالي ، ولنصرخ مع الإمام الحسين ( عليه السلام ) :

( هيهات منّا الذِّلَّة ) .

إن رفضنا للذلة يعني من بين الكثير الكثير الذي يعنيه :

ـ أن نضع النقاط على الحروف .

ـ ان نُسمّي الاشياء بأسمائها .

ـ أن لا نخاف في الحق لومة لائم .

ـ أن لا نكون أسرى للكراسي أو عبيدا للمال ، أو أسرى وعبيدا للمغريات من أي نوع كانت .

ـ أن يشدَّ بعضنا بعضا كالبنيان المرصوص في كل الظروف والأحوال .

ـ أن لا نرضح للظالمين أيا كانوا ، وأن لا نكون أبواقا لهم أو مساحين على أكتافهم او مطبِّلين ومزمرين لهم ، أو مدافعين عن ظلمهم بالباطل ، وأن نكون على الباطل أبدا لا معه .

ـ أن لا نسمح بتدنيس العرض ، وأن لا نفرط ولو بشبر واحد من الأرض  وأن نجعل مهمة الدفاع عن البلاد والعباد وحفظ حقوقهما بمنزلة الفرض .

ـ أن لا نتستَّر على القتلة واللصوص والفاسدين ، وأن لا نمنحهم الأغطية التي تجعلهم بعيدين عن الأنظار .

ـ أن نكون واقفين بثبات كالنخل ، واضحين أمام الجميع كالشمس ، أشدّاء على أعداء العراق ، رحماء بيننا ، متحابّين ، متعاونين ، متآزرين ، متآخين ، متعاضدين ، حتى النهاية .

ـ أن لا نبيع أصواتنا لأنها بمنزلة الشرف الرفيع ، وان لا نمنحها إلا لمن ارتضى ان يكون خادما حقيقيا للعراق وشعبه ، قولا وفعلا .

و..

( هيهات منّا الذلة ) .

 

غزاي درع الطائي

 

مقالة قديمة الا انها جديرة بالقراءة

ادارة الموقع




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=94
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 06 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19