• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قبول فكرة الإمام الحجة (عج) بالرغم من صغر السن والغيبة (الجزء الرابع) .
                          • الكاتب : خضير العواد .

قبول فكرة الإمام الحجة (عج) بالرغم من صغر السن والغيبة (الجزء الرابع)

   ولكن مالفائدة من غيبة الإمام (عج) , كثير من العلل لا يمكن للإنسان أن يستوعبها أو يصل إليها وهذا يعود الى مستوى الإنسان العلمي الذي لايمكن له أن يفهم الحقائق الكبرى وهو الناقص وأين للذي تحيط به الذنوب والآثام أن يعي حقائق الأمور وأين وأين.... , ولكن ليس كل ما يجهله الإنسان دلالة على عدم فائدته أو عدم وجوده , فمثلاُ قال رسول ألله (ص) (لا يعرف ألله إلا أنا و انت ولا يعرفني إلا ألله و أنت ولا يعرفك إلا ألله و أنا )، أي عدم معرفتنا بالله المعرفة الحقيقية دلالة على عدم وجوده أو عدم فائدته (أستغفر ألله عن هذا القول) فكيف تحيط قطرة الماء بالمحيط وكيف تحيط حبة الرمل بالمجرات وكيف يحيط من كان عدماً بواجب الوجود وكيف و كيف .... فعقولنا في كثير من الأحيان تقف حيرا ومرتبكة لصغرها أمام الحقائق الكبرى ولكن هناك إشارات من المولى عزة قدره والمعصومين عليهم السلام تبين لنا ما جهلته عقولنا لوضاعتها وصغرها , إن الإمام المهدي (عج) ليس الوحيد الغائب في هذا الكون بل هناك أكثر من واحد من الأولياء الصالحين غائبين في عالمنا هذا , وهذا ما اتفقت عليه الأمة الأسلامية قاطبةً وهم إدريس والخضر والياس  على نبينا وعليهم أفضل الصلاة والسلام أذن ما الفائدة من غيبة هؤلاء عن الناس , القرآن الكريم أشار الى فائدتهم في غيبتهم عندما رافق موسى عليه السلام  الخضر (ع) فأرانا ألله سبحانه وتعالى كيف ينشر ألطافه ورحمته على خلقه بواسطة هؤلاء الغائبون وهذه بعض الآيات التي تبين هذا الأمر قال ألله سبحانه وتعالى (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان ورائها ملكٌ يأخذ كل سفينة غصبا   ,وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفراً  ,وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنزٌ لهما وكان أبوهما صالحاً فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرا ) , لاحظنا من خلال هذه الآيات الكريمة كيف ينشر ألله سبحانه وتعالى رحمته وألطافه على بني البشر من خلال أوليائه الصالحين الذين يقومون بتنظيم الأمور وقضاء حوائج الخلق بأمر من ألله سبحانه وتعالى وما قصة الخضر (ع) مع موسى (ع) إلا نقطة في بحر من الألطاف اللاهية التي ينشرونها علينا هؤلاء الأولياء الصالحون ولكن هذه القصة تفتح علينا الأفاق وتبين لنا الجزء اليسير من المصلحة في غيبة هؤلاء الأولياء وفي مقدمتهم سيدنا ومولانا صاحب العصر و الزمان (عج) ، وهكذا فإن مشروع خروج الإمام صاحب الأمر في آخر الزمان مشروع الهي متكامل أسسه وطرحه وهيئ الأمة له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتبعه جميع الأئمة الأطهار عليهم السلام بل أدخلوا الأمة في تجارب عملية لقبول هذا المشروع بشكله الإلهي المتكامل الذي سيملئ الأرض قسطاً وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا وهو المشروع الذي سيكمل جهود جميع الأنبياء والرسل في إرساء أعمدة الإيمان في هذه الأرض ومن ثم قطف البشرية للسعادة المرجوة من خلال تطبيق الشرع الالهي ما بين بني البشر .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=93912
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 05 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29