• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : قراءة في بحث... (دور الشعائر التنموي.. للسيد محمد صادق الخرسان) .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

قراءة في بحث... (دور الشعائر التنموي.. للسيد محمد صادق الخرسان)

 البحث عن الهوية يقود المجتمعات الى تبني الثقافة الروحية القادرة على تحقيق الوعي الانساني والديني الوطني في زمن ضاج بالاهتمامات المادية، وتبني الثقافة الروحية يساهم في إبراز الوعي متنامياً عبر دلالات روحية شامخة، لها القدرة على إيقاظ الأمة، في فهم المخاض الماضي التضحوي، لتقويم الحاضر بدعائم إيمانية، تشيد لنا المستقبل المضيء، وليكون لهذا الماضي أبعاد عصرية فاعلة، تشكل الديمومة الناشطة لتحقيق منطلق القوة التنموية عبر إحياء المدرك الحقيقي، لمنجز باركته الرسالة النبوية المباركة، ويكون هذا الاحياء الشعائري مسعى تواصلياً يعد من أهم الوسائل الاعلامية المؤثرة وجدانياً.
 وركز بحث السيد محمد صادق الخرسان المعنون (دور الشعائر التنموي) على الكد التوصيلي (سمعي – بصري) كممارسة ثقافية فكرية واجتماعية، باعتبار القيمة المتنامية بما تمتلك من رؤى فهمية، تحمل سمة الموروث الحسيني كأمانة حضور الصوت المعصوم، وهو يبحث عن هذا المعين الذي لا ينضب، مزدهياً بما يمتلك من رواء، بينما الهدف هو المعنى الموجود لمثل هذه الأساليب: هل هي من أجل تنقية هذه الشعائر من بعض ما يشوبها اثر التعامل الشمولي العام، أم هي من أجل التنكيل وتثبيط معنويات الناس؟ وإلا فالشعائر تعني التعبير عن المودة المخلصة في اثبات المعنوي عن النصرة الحقيقية لينابيع الجهاد الرسالي المستخلص في الإمامة.
الشعائر هوية لا تمس، وإشاعة الجو السلبي هي ممارسة غير سليمة، وإنما هي ابراز عضلات لعقد نفسية مريرة يعيشها بعض الكتاب. الشعائر حركة فكرية روحية استمدت معنوياتها من النبي (ص)، ومثل هذا الجهد لابد أن ينصرف للتوفيق بين المبدأ والتطبيق الأسمى لخدمة أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، نرى أن الاختلاف الموجود بين عقلية أهل الشعائر الحسينية وبين أصحاب النظرة السلبية، هو الفارق التفسيري لمعنى المنفعة، فالمنفعة المادية والمنفعة بالمعنى الروحي الممكن تحقيقه الى خير الانسان وما يقدمه لآخرته.
الشعائر هي حيوية العلاقة الروحية مع رموز المعرفة العلمية والايمانية، الفارق يكون بين حياة جسد وحياة روح وقلب، ونستطيع من هذه الظواهر قراءة محتويين: الأول تلك الجمالية والألفة الروحية التي تشعر الانسان أنه قريب من الله يمشي لنصرة سيد الشهداء (عليه السلام) بخطوات ثابتة.
 المحتوى الثاني هو المحتوى الدلالي للإمام الحسين (عليه السلام) الى خلق هذه الروح التواصلية مع الناس، وعبر هذه التواريخ، لقد نجح الامام الحسين (عليه السلام) في خلق واقع فكري روحي معنوي يشد اليه العقول والقلوب، وله سمات تأثيرية قادرة على تطهير القلوب والنفوس, وهذا البعد المعنوي هو بعد تحولي يزيد الانسان تمسكاً بالخير، وتنمي عنده الوطنية المؤمنة، وتخلق حراك فكرياً لاستيعاب الماضي التقويمي، وربطه بالحاضر لإنارة المستقبل الرشيد للأمة.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=93521
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 05 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16