• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كن خلاف ما هم عليه ...3 .
                          • الكاتب : سيد جلال الحسيني .

كن خلاف ما هم عليه ...3

 القسم : 3
 
نتابع نص الرواية 
 
توضيح :
 
حينما كان الامام الصادق عليه السلام يسير مع المنصور الدوانيقي كان هناك موالي للامام عليه السلام يرقب الامام وهو يسير مع الطاغوت اللعين ؛ وتالم جدا لما يرى من غطرست المنصور وتكبره وتواضع الامام وركوبه على الحمار ؛ وهذا يوضح لنا كم كان الشيعة يحبون امامهم ويلاحظون كثير من حركاتهم ويتالمون لائمتهم حينما يشعرون باي تجاسر من الطواغيت لهم عليهم السلام والان يقص الامام عليه السلام حالة هذا الموالي حينما عاد الامام لبيته وجاءه هذا الموالي ليبرز ضجره وتالمه مما شاهد ؛ نتابع باقي الرواية :
فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي أَتَانِي بَعْضُ مَوَالِينَا فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُكَ فِي مَوْكِبِ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَنْتَ عَلَى حِمَارٍ وَ هُوَ عَلَى فَرَسٍ وَ قَدْ أَشْرَفَ عَلَيْكَ يُكَلِّمُكَ كَأَنَّكَ تَحْتَهُ فَقُلْتُ بَيْنِي وَ بَيْنَ نَفْسِي: 
هَذَا حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى الْخَلْقِ وَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ الَّذِي يُقْتَدَى بِهِ وَ هَذَا الْآخَرُ يَعْمَلُ بِالْجَوْرِ وَ يَقْتُلُ أَوْلَادَ الْأَنْبِيَاءِ وَ يَسْفِكُ الدِّمَاءَ فِي الْأَرْضِ بِمَا لَا يُحِبُّ اللَّهُ وَ هُوَ فِي مَوْكِبِهِ وَ أَنْتَ عَلَى حِمَارٍ فَدَخَلَنِي مِنْ ذَلِكَ شَكٌّ حَتَّى خِفْتُ عَلَى دِينِي وَ نَفْسِي .
قَالَ فَقُلْتُ :لَوْ رَأَيْتَ مَنْ كَانَ حَوْلِي وَ بَيْنَ يَدَيَّ وَ مِنْ خَلْفِي وَ عَنْ يَمِينِي وَ عَنْ شِمَالِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَاحْتَقَرْتَهُ وَ احْتَقَرْتَ مَا هُوَ فِيهِ فَقَالَ الْآنَ سَكَنَ قَلْبِي 
ثُمَّ قَالَ : إِلَى مَتَى هَؤُلَاءِ يَمْلِكُونَ أَوْ مَتَى الرَّاحَةُ مِنْهُمْ ؟؟
فَقُلْتُ : أَلَيْسَ تَعْلَمُ أَنَّ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ مُدَّةً ؟
قَالَ : بَلَى 
فَقُلْتُ : هَلْ يَنْفَعُكَ عِلْمُكَ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ إِذَا جَاءَ كَانَ أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ الْعَيْنِ إِنَّكَ لَوْ تَعْلَمُ حَالَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَيْفَ هِيَ كُنْتَ لَهُمْ أَشَدَّ بُغْضاً وَ لَوْ جَهَدْتَ أَوْ جَهَدَ أَهْلُ الْأَرْضِ أَنْ يُدْخِلُوهُمْ فِي أَشَدِّ مَا هُمْ فِيهِمْ مِنَ الْإِثْمِ لَمْ يَقْدِرُوا فَلَا يَسْتَفِزَّنَّكَ الشَّيْطَانُ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ لَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ أَلَا تَعْلَمُ أَنَّ مَنِ انْتَظَرَ أَمْرَنَا وَ صَبَرَ عَلَى مَا يَرَى مِنَ الْأَذَى وَ الْخَوْفِ هُوَ غَداً فِي زُمْرَتِنَا
توضيح : 
 
ان العزة لله جميعا ؛ ولكن ؛ لا العزة الظاهرية التي نحن نراها عزة بل العزة الواقعية التي يراها ربنا العزيز الحميد عزة ؛ كان يرى الجميع في الشام بان يزيد هو المنتصر والعزيز بينما كانت العزة الواقعية هي للامام الحسين عليه السلام والزمن كشاف الحقائق والصبر راس مال العقلاء :
إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ (111)(المومنون)



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=9338
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 09 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19