• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الكورد الفيليون..... مأساة وطن .
                          • الكاتب : علاء الخطيب .

الكورد الفيليون..... مأساة وطن

 تمر الذكرى غضةً طرية  لم تبرد بعد ، فهي عصية على النسيان    وتأبى ان تغادر دون ان تقول كلمتها ،  سبعة وثلاثون سنة مرت  ولا زالت  عيونهم ترنو لنا. وأرواحهم تحوم حول وطن  غادروه عنوة ً انهم ضحايا الدكتاتورية الشوفونية ، الفيليون  ورثة الميديين ، التي  امتدت جذورهم في ارض الرافدين منذ آلاف السنين ، صنعوا تاريخ هذا البلد جنباً الى جنب ِكل الذين شربوا من  ماء دجلة والفرات ، وساهموا في رقيِّ هذا الوطن على كافة الصعد ،   فكان لهم الدور الكبير في صناعة الحس الوطني العراقي  عبر دعمهم وانخراطهم في صفوف الحركات الوطنية ومواجهة الديكتاتورية ، كما كان لهم بصمات في الواقع الثقافي    الذي تحول الى وجدان شعبي  عراقي ، فمازلت المرأة او الرجل في العراق. يتغنى    بكلمات سيف الدين ولا ئي. ( غريبة من بعد عينچ ييمه محتاره بزماني او أدير العين ما عندي حبايب ، او  سمر سمر او غيرها )   تماما كما حفر حجي راضي( سليم البصري)  في مسرحية تحت موسى الحلاق كلمته الشهير ( نحباني له لو) او اللاعب العراقي الشهير. مهدي عبد الصاحب الذي احرز الهدف التاريخي على منتخب ايران  في طهران  وزرع الفرح في قلوب العراقيين  ، او حتى التجار الذين اسسوا غرفة تجارة بغداد التي كانت نواة الغرف التجارية العراقية ، لم يفكر هؤلاء الا بعراقيتهم و لم ينسلخوا يوماً عن وطنيتهم ، لان الوطنية  ليست اوراق ثبوتية ووثائق رسمية بل هي مشاعر وعواطف اتجاه الارض والنَّاس .      
 وقد  حاول الدكتاتور السابق   بكل ما اوتي من حقد وطائفية ان يطعن بولا ئهم ويشكك بوطنيتهم إلا انه فشل فشلا ذريعاً ، بفضل اصرار الفيليون  على حبهم وتمسكهم  لعراق أحبوه  وما زالوا . 
ففي الذكرى السابعة والثلاثين  لشهداء المقابر الجماعة  ويوم الشهيد الفيلي   وقفنا جميعاً     وقفة إجلال واكبار   امام التضحيات. الكبيرة التي قدمها هؤلاء  لوطنهم ، في أمسيةٍ أقامتها مؤسسة الكرد الفيلية في  لندن  استذكاراً للضحايا وانصافاً لهم وكانت لي مشاركة الى جانب  المشاركين الاخرين  من ممثلين للأحزاب والقوى السياسة العراقية  والمرجعيات الدينية . 
رحم الله شهداء العراق  والخزي والعار للطغاة القتلة  



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=92390
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 04 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19