• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إلى كلّ فلذات أكبادنا .
                          • الكاتب : كريم الانصاري .

إلى كلّ فلذات أكبادنا

إلى ابنتي وريحانتي
نور عيني ، ثمرة فؤادي
يحلّقُ بي  قلبُكِ الطاهر ونقاؤكِ الآسر  عالياً فوق كلّ أمكنة القسوة الظالمة وأزمنة الجفاء الموجعة ..
 دموعُكِ  هي أغلى عندي من كلّ ألماس العالم وقناديله المتلألئة .. أُمازجها بدموعي وأتذكّر أنّكِ لحمي وعظمي ودمي ..
فليتني  قرطٌ في أُذنك المرهفة وقلادةٌ متلّديةٌ على قلبكِ الزكي وخاتمٌ في اصبعك الندي ..
ماأروعك يابُنيّتي وأنتِ تزيحين عن جبين أبيكِ تعب السنين و هموم الذهن الحزين .. أبيكِ هذا الذي يودّ  لو يأوي إلى ركنٍ قَصي وظلٍّ خفيٍّ  حيث العزلة والصمت وحيث العافية والنجاة .
ابنتي!
لوعة البُعد تجعلني أحيا أمل اللقاء باشتياقٍ وانتظارٍ لايطاق .
فياخمائل عمري وربيع أيّامي ، ياشميمي ونفحة فؤادي ، يابلسم آهاتي ! ماأسعدني أن أبقى كي أرقب مياسم قدّكِ  وبراعم روحكِ وهي تتميّس بكلّ بهاءٍ وشموخٍ وسناء ..
آه لو تعلمين كم أُحبّكِ ياوردتي ، أكاد أحسدكِ من كثرة ماأحببتكِ فكيف بغيري ياصغيرتي ؟!
اعلمي يابنتي أنّني ماكرهتُ أحداً أبدا ، لأنّ مبدئي علّمني أنّ القلب الذي يكره لايمكن له أن يحبّ أبدا ..
اعلمي يابنتي أنّي أُحبّ أُسرتي حبّاً لايوصَف أبدا ..   
وها أنتِ تكملين - بعد أشهرٍ - ربيع عمرك التاسع ، كم يحدوني الأمل أن تنبضي بعقلٍ حافر وقلبٍ ذائب في نهج وفكر سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بضعة خاتم الأنبياء والمرسلين .  
أعلم أنّكِ قد لاتدركين الآن معاني كلماتي جيّداً ولكن سيأتي اليوم الذي تقفين فيه على عمق حبّي ورفعة اعتزازي بكِ كثيراً .
سأظلّ أدعو لكِ بأتمّ السلامة والنجابة المؤطّرة بالشمائل الحسان دوما .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=92123
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 04 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29