• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : ليست لي خصومة مع الوسط الأدبي لكن البعض حاول تهميشي واقصائي .
                          • الكاتب : سلام محمد البناي .

ليست لي خصومة مع الوسط الأدبي لكن البعض حاول تهميشي واقصائي

(منذ خمسة عشر خريفا مر من هنا من امام مخيلتي عندما كان احمد آدم يعج بالاصدقاء الصامتين منهم والمتكلمين وكان هو من الصامتين مر كالحلم واختفى الى ان وجدته امامي مرة اخرى بذات التألق والهدوء وبذات الصخب غير المعلن (حاتم عباس بصيلة ) اسم استطاع ان يترك له بصمات خاصة في الادب العراقي من خلال ما كتبه من شعر ونصوص مسرحية اضافة الى اشتغالاته الادبية الأخرى اسم ربما كان بعيدا عن الاضواء لكنه قريب جدا من الوسط الادبي وخاصة بين محبيه بالرغم عن ابتعاده عن بعض النشاطات الادبية التي تقام هنا او هناك حاتم بصيلة لايشغله كثيرا صخب الحضور فهو لا ينتقي جمهوره لانه يعرف لمن يكتب !! فقد جعلته الحياة يعيش بصراع درامي معها طموحه لا يتوقف فلا زال مواظبا عن البحث عن الاجوبة فهو الآن يدرس الفنون الجميلة للحصول على الماجستير كتب عن ظل الاشياء في مجموعة شعرية وبحث عن الضمير بمسرحية شعرية وتحدث بلسان اعمى بمجموعة شعرية أخرى ومن بين صمته وصخبه خرجت كلمات هذا الحوار الذي لا يخلو من الصراحة التي يشيعها الشاعر والاعلامي حاتم عباس بصيلة في حديثه .)

لنبدأ من الآخر لماذا انت بعيد عن الوسط الادبي ؟ اهي خصومة مع نفسك ام مع الآخرين ؟ هل تشعر بالتهميش ؟

- سؤال ذكي وهو يحمل اكثر من مدلول في عالم فاقد لاحترام المبدع الآخر !! لم أكن بعيدا عن الوسط الادبي بمعناه الشامل فانني متابع ممتاز لكل ما ينشر في الصحف والمجلات والاصدارات الجديدة من الكتب الادبية والفنية واما الوسط الادبي الذي يحيطني فانني لا اعتقد ان لي خصومة مع اسماء معينة غير اني جرحت كثيرا وحاول البعض تهميشي واقصائي في أكثر من حالة وفي أكثر من مناسبة وفي البدء كنت أظن انني في وهم مما يحدث غير ان الاحداث اثبتت لي اني همشت كثيرا ومنذ سنوات بعيدة ويظل التهميش هدف الفاشلين في اقصاء الآخر بينما يظل الابداع في ضمير الانسان الوجداني وقد حاول البعض النيل مني عند المسؤولين فلم يفلح لانه كان يظن ان اللعبة القديمة يمكن ان تلعب مرة أخرى ومن الملاحظ يا صديقي الشفاف ان الامور تتعلق بالماديات أكثر مما تتعلق بالروحانيات فاذا تعلق الامر ببعثة خارج العراق للالتقاء بالادباء العرب مثلا فلن تكون لي فرصة وربما حجب امر اداري هدفه منح الفرصة لادباء مغمورين في الاطلاع او اطلاع الآخر على ما انتجته القريحة الاصيلة وبقدر العلاقات تكون الكتابات وبقدر الهمس من وراء الابواب المقفلة تكون الاقتراحات ولو اطلعت على ما قام به بعض الادباء من اعمال يظنون انني لا اعرفها لعجبت بشأنها فقد وصل بأحدهم أن حاول تشويه حقيقيتي امام الاتحاد المركزي للادباء في العراق وفي الوقت الذي رضيت به ان اكتب من اجل الكتابة اجد احدهم يكتب مقدمة لكتاب تافه ب 15 الف دينار كما لا ادري يا اخي هل انا من بلجيكا ام من فرنسا ليحاول الوسط الادبي تهميشي !وهنا لابد ان اذكّر الآخرين بانني عراقي وعراقي من الدرجة الاولى لا يمتزج دمي بغير دم العراق فهل كربلاء عراقية ؟وهل الحسين سوى عربي ثائر على الطغاة ؟ لقد فضلت ان ابيع (الجكاير ) من ان امدح الطغاة واليوم اقضل الارصفة على ان افعل ما يفعله الانتهازيون وذلك انني احسب حسابا لاطفالي بعد عشرين عاما حيث يسألون ماذا فعل حاتم عباس بصيلة ؟!!.

اعمدتك الاسبوعية متخمة بالغموض الذي تخفي وراءه ايحاءات ودلالات بعيدة ماذا تريد ان تقول ؟:

- كنت اظن ان التغيير الجديد سيمنح قلمي حرية حقيقية في الكتابة غير اني اكتشفت امرا خلاف ما انا اظن به فخابت آمالي مما جعلني الجأ الى الغموض الواضح الذي يشير الى الحالات لا الى الاسماء تصور من اجل مقال واحد تقام وتقعد الدنيا حتى انني نشرت الشتائم التي شتمتني عملا بحرية الرأي غير ان المقالات التي تصلني في مدح موقفي لاتنشر وللأمانة فان رجلا واحدا وقف معي في اروع مقال قرأته وقد وضعت له اطارا في بيتي اعتزازا بهذا المقال وهو يحمل عنوان (حاتم عباس بصيلة الشهيد الحي ) وكان ردا على الذين خنقوا صوتي وهو يلفون الحبل على مقالي المسكين (الادب والنساء والفراغ )وهو مقال ينتصر للحب والجمال والنساء وقد جاءتني الطعنات من بعض النساء نفسها وانا الذي يذيبني الجمال فلا أكتب الا وقلبي مفعم بحبهن ولكن يبدو انني (احب ) في عالم صحراوي الاحساس لذلك كان المقال الذي اكتبه يتخذ اسلوبا جماليا جديدا تدخل في ططياته الفلسفة والحكاية ويختلط الاسلوب المسرحي بهدف صدمة القاريء الذي يستأنس بهذا الاسلوب . 

انت هاديء الطباع في شخصيتك لكن قلمك يوحي بالصخب واحيانا يكون (لسانك أعمى ) لا يميز الآخرين 

 على الرغم من انني هاديء الطباع الا ان صخب الحياة كان يموج في صدري وقد اكتشفني (جدي )منذ صغري حين قال لأبي : اترى هذا الابن الهاديء انه سيقلب الدنيا حينها ضحك ابي لانه لا يتوقع من طفل عظامه مثل عيدان الثقاب سيكون له شأن ما ! ولأن حياتي الخاصة كانت صاخبة فقد حملت داخل طبعي الهاديء الفطري صخب الحياة المكبوتة ولأن ظلما كبيرا وقع في حياتي فقد كان لساني اعمى تعبيرا عن ذلك الكبت المجنون في داخلي ولكني اميز الآخرين الذين يتعاطفون معي بالفطرة فأنا أحب (ام الروبة ) وتحبني أكثر من حبي لأديب منافق كذاب وبهذا كان نقدي للحالات العامة وليس لاسماء ربما تأخذ على نفسها من كلماتي وهي اذا أخذت على نفسها ذلك لا يعني الا نقدنا لحالات سلبية كان على الاديب النزيه أن يتفاداها وسؤالك ماذا تريد ان تقول يا صديقي والله يا صديقي لا اعرف ماذا اريد أن أقول في زمن كانت البلاغة في الصمت البليغ !

هل استثمرت المسرح في شعرك ام ان الشعر المسرحي كان شديد التأثير على مجمل نتاجك ؟

 الحقيقة لا توجد قصدية في استثمار المسرح في شعري ذلك ان الحياة الدرامية التي عشتها كانت تدفعني للكتابة سواء كانت شعرية ام غير شعرية ومن المهم التفريق بين الشاعرية والشعرية فالشاعرية موجودة في كل مكان وفي الاشياء لتتجاوز الشعر في مسمياته المحدودة لذلك كانت الدراما الشعرية ممزوجة وجدانيا في شعري منذ الصغر بعيدا عن المدرسية او الافتعال المسرحي .

المسرح الموجه للطفل عنوان كبير لعالم صغير الم يشاكسك الطفل الذي في داخلك لتكتب عنه من جديد ؟

 كل شاعر حقيقي طفل حقيقي ولقد كتبت مع الاطفال مشاهد مسرحية لا للأطفال فعشت معهم الخيال الطفولي الذي ينطق القلم والجدار ويتحاور مع الحيوان وينقد الحالات مع الفطرة ويتصور الجنة والنار التي كانت ومن وجهة نظر بعض الاطفال مليئة بالبسكت والببسي فكتبت اوبريت بيت الحمام وهو اوبريت شعري و(لماذا يقتلون الورد ) والقطة الصغيرة حتى انني كتبت لتلاميذ في الروضة وتم التمثيل على خشبة المسرح ومن الطرائف لدى الاطفال ان احدهم وهو يمثل دوره ساءه دور زميله المتلكيء فقال له امام الجمهور (دوخر )آني امثل ) فمثل دور زميله ثم رجع الى تمثيل دوره وسط ضحك الجمهور والتصفيق المستمر لكن المشكلة في الطفولة ان الكبار يسيئون لها حين يتدخلون في تعليمهم التمثيل بشكل قسري ان الطفولة تمثل وحدها لانها تلعب التمثيل وما على الكاتب سوى ترجمة افعالهم بالهامه الطفولي الخاص 

مالذي تغير بعد سنين الكبت الثقافي التي مرت على المثقفين في العراق ؟

 صار الكبت أكثر وزادت المعاناة وتحول الادب من دكتاتور واحد الى دكتاتوريات متعددة تتخذ اسماء حضارية وتحمل فعلا همجيا وانا آسف كثيرا لهذا الرأي ولكنه الحقيقة كما اراها وبرغم ذلك فان المثقف العراقي او قل المبدع العراقي عظيم في تحديه الابداعي فهو يولد من الرماد ولا يموت من يولد من رحم الموت 

ما دليلك انك موجود في الساحة الادبية وما جديدك بعيدا عن الصحافة ؟

 عندما يؤثر فيك ايقاع الجسد الانثوي فيجعلك تفيض شاعرية فان الكلمات تتساقط من جسدك الشاعري في تلك اللحظات تشعر انك موجود وحين تتحاور العيون مع العيون وترتعش الايدي وترتجف الروح فان وجودك تحصيل حاصل للثقافة والحضارة كلها اما جديدي فلدي مجموعة مخطوطات منها وحوش ثقافية ومسرحية نساء في الظلام (مخطوطة )وعواطف طبقية مقال منشور و وحوش بشرية كتاب مخطوط وذكريات في غير اوانها (مخطوط) وحقيقة كربلاء اليوم (مخطوط )




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=91843
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 04 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28