• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحلف الثلاثي المشؤوم ماذا يريد للعراق !؟ .
                          • الكاتب : علي جابر الفتلاوي .

الحلف الثلاثي المشؤوم ماذا يريد للعراق !؟

 بعد ان استنفد صدام المقبور وحزبه الدموي جميع اوراقه لخدمة الاجندة الامريكية في المنطقة ، انتهى على طريقة نهاية جميع العملاء بعد انتهاء مهمتهم في خدمة المصالح الاجنبية ، بأن يقتل او ينحى من السلطة على اقل تقدير ، بأيدي اسياده الذين خدمهم لسنين طويلة ، وهذه سنة الطغاة في عبيدهم ، وهكذا انتهى صدام وزمرته ، وفي حسابات امريكا ودول الاقليم الطائفية الحليفة لها في المنطقة والتي ساعدت امريكا في مهمتها ، ان يأتي نظام حكم بديل وبثوب جديد ، يتحرك بحرية ضمن دائرة النفوذ الامريكي في المنطقة ، لكن سارت الرياح بما لاتشتهي امريكا وحلفاؤها ووكلاؤها في المنطقة ، وبما لا يشتهي بعض السياسيين من اتباع الحلف الثلاثي البعثي الطائفي (التكفيري) الامريكي ، اذ كُتب دستور للعراق ، ولو انه كتب على عجالة ، ووجدت فيه بعض البنود التي تلبي رغبات بعض اتباع الحلف الثلاثي المشؤوم ، وهي بالتأكيد بحاجة الى تعديل ، ولن يتحقق ذلك ما دام نظام المحاصصة السياسية مفروضا على العراق من قبل سياسيو هذا الحلف البعثي الطائفي الامريكي ان السياسيين البعثيين والطائفيين المفروضين من قبل امريكا المحتلة على العملية السياسية الجديدة في العراق ، والمدعومون من دول الاقليم الطائفية ، يخططون ويعملون في السر والعلن ، على ارباك العملية السياسية الجديدة ، وخلق المعوقات والمشاكل لها ، ويحاولون التأثير على مساراتها ، ويتحينون الفرص من خلال مواقعهم التي احتلوها للسيطرة والاستحواذ على مواقع القرار ، حيث يخططون من اجل الهدف الاكبر ، وهو تغيير المعادلة السياسية في العراق لصالحهم وصالح الدول الطائفية في المنطقة ، وصالح الاجندة الامريكية التي تتوافق مع اهداف الدول الطائفية ، وتتوافق مع تطلعات فلول حزب البعث الدموي ، الذين يأملون للعودة من جديد لحكم الشعب العراقي ، ولكن بثوب جديد ، وليثبتوا كذلك لسيدتهم امريكا ،انهم لا زالوا حلفاء اوفياء لها ، هذا التيار السياسي القديم الجديد يصارع بكل قوة التيار الاخر الذي يمثل الشعب العراقي ، والذي يعمل باتجاه الحفاظ على العملية السياسية الجديدة من ان تسقط  بايادي غير امينه ، من انصار الحلف البعثي الطائفي الامريكي والذين يريدون بناءً على رغبة دول الاقليم الطائفية ، ارجاع عجلة التقدم العراقية الى الخلف ، لكن تيارممثلي الشعب العراقي الذين يشكلون الاغلبية ، ممن كانوا ضحايا لنظام البعث المندثر ، ولجرائم صدام اللاانسانية ، وهؤلاء هم ابناء من اقدم صدام على قتلهم في حروبه العدوانية على دول الجوار ، واقدم على قتل ذويهم في الجملة ودفنهم احياءً في المقابر الجماعية ، وفي قرارات الاعدام العشوائية ، ابناء هذه الشريحة التي تمثل غالبية الشعب العراقي ، ممثلو هذه الاغلبية المظلومة ، ضحية نظام البعث المقبور ، دخلوا في صراع مرير مع التيار الاخر الذي يقوده البعثيون والطائفيون بدعم امريكي سافر ، هؤلاء الذين يريدون التقدم بالعملية السياسية الى امام ، واولئك المتحالفون على الشر الذين يريدون ارجاع العجلة الى الخلف ، مع دعم سياسي واعلامي ومالي كبير من دول الاقليم الطائفية ، وهدفهم الاكبر اسقاط العملية السياسية الجديدة في العراق ، ومحاولتهم التصدي لقيادة العراق من جديد ، بمسميات جديدة ، وقد استغلوا ظروفا عديدة تخدمهم وتخدم مخططاتهم ، منها وجود المحتل الامريكي الذي يتوافق معهم في الاهداف ، ومنها الدعم اللامحدود من دول الاقليم الطائفية الحاقدة على الوضع السياسي الجديد في العراق ، ومنها استغلالهم فضاء الحرية المضمون في الدستور ، كذلك استغلال ما موجود بالدستور من هفوات ومنافذ من خلالها يستطيعون تمرير مخططاتهم المشبوهة ،والعامل الاخر الذي يعولون عليه كثيرا هو تعاون الارهاب التكفيري معهم لتحقيق مخططاتهم المعادية للشعب العراقي ، ان هذه المجموعة السياسية البعثية المفروضة على العملية السياسية فرضا ، والتي لاتمثل سوى اقلية صغيرة من الشعب ، والمتحالفة مع التيار الاقليمي الطائفي والتكفيري ، ومع المحتل الامريكي ، شكلوا ثالوثا مشبوها للنيل من الشعب العراقي ومن العراق كوطن ذو الامكانيات والقدرات العالية التي يحسب لها دول الاقليم الف حساب في المستقبل ، هذا الحلف المشبوه ماذا يريد للعراق !؟
يريد للعراق الضعف والتدهور الامني والسياسي ، ويريد للعراق التقسيم الى دويلات صغيرة متناحرة ، تقوم على اساس طائفي او قومي عنصري ، وكل جزء منه يكون تابعا لنفوذ احدى دول الاقليم الطائفية الحاقدة والطامعة ، وتحركات هؤلاء الحاقدين الطامعين على ارض الواقع تثبت ذلك  ، يريدون  للعراق ان لاتقوم له قائمة ولا تشرق شمسه من جديد ،وجعلوا من اتباعهم السياسيين في الداخل المخلب الذي يتحرك بهذا الاتجاه ، مستغلين بعض بنود الدستور العراقي التي ثبتوها كلغم ينفجر في أي وقت بوجه الشعب العراقي ، واكبر لغم يهدد الشعب العراقي ويتخذوه مدخلا يحتجون به لتقسيم العراق  ، على اساس طائفي اوقومي هو بند الفيدرالية   في الدستور اذ جاء مبهما ولم يمنع قيام الفيدرالية على اساس قومي او ديني اومذهبي ، ويريدون استغلاله اسوأ استغلال، وعلى هذا الاساس طرح بايدن نائب الرئيس الامريكي مشروعه لتقسيم العراق على اساس طائفي وعرقي ، وعلى الفور ايد مشروع بايدن بعض السياسيين قصيرو النظروالذين لهم مصلحة في التقسيم ،  سيما  وان  شعار الفيدرالية عندما يطرح ، يسيل له لعاب بعض السياسيين ممن يعولون على الفيدرالية في تحقيق مكاسب شخصية لهم ، مثل هؤلاء لا ينظرون الى المصلحة في المدى البعيد ، لذا اصبح طرح مشروع الفيدرالية من قبل اطراف الحلف الثلاثي البعثي الطائفي الامريكي ، طريقة لكسب هؤلاء السياسيين القليلو النظر واصحاب المطامع الشخصية على حساب المصلحة العليا ، لهذا نرى هؤلاء السياسيين دعاة الفيدرالية قد انحازوا بالفعل لمشروع بايدن ، الذي هو مشروع الحلف الثلاثي ، وبالفعل استطاع اطراف الحلف الثلاثي شق صفوف الشريحة المظلومة من نظام البعث المندثر وزرع بذور الفتنة في صفوفهم ، وقد وقع هؤلاء السياسيون المنبهرون بمشروع الفيدرالية التقسيمية في احضان اعدائهم من حيث يشعرون او لا يشعرون ، علما انهم يعلمون جيدا ان الشعب العراقي بكافة الوانه يرفض رفضا قاطعا هذه الفيدرالية المجزئة للعراق ،اما بالنسبة للكرد المتضررون ايضا من نظام صدام المقبور ، فشعار الفيدرالية يخدمهم ويخدم تطلعاتهم حيث انهم يؤيدون أي دعوة للفيدرالية وباي صورة تكن ، لانهم غير متضررين من هذه العملية ، حيث يعتبرون اعلان الفيدرالية في أي جزء من العراق خطوة تخدم تطلعاتهم في الانفصال واقامة الدولة الكردية ، وقد اعلنوا ذلك في الاعلام لمرات عديدة وعلى اعلى المستويات ، واذا كان هذا الهدف يتحقق من خلال الفدراليات القومية والطائفية فانهم يرحبون بذلك ، لذا نرى الكرد هم اول المؤيدين لمشروع بايدن لتقسيم العراق الى ثلاث فيدراليات (دويلات) طائفية وقومية ،وقد رحبت دول المحور الطائفي  بهذا المشروع ايضا كونه يخدم مخططاتهم ، في جعل العراق دولة مجزءة ضعيفة ، وبذلك تخرج عن مسار الدول المتقدمة القوية التي ربما في المستقبل تهدد مصالحهم حسب ما يتصورون ، واخر دعوى لهذا الحلف الثلاثي البعثي الطائفي الامريكي جاءت على لسان بعض السياسيين من اتباع هذا الحلف ، التي دعت لاقامة الاقليم الغربي للعراق ، وهي نفس دعوة بايدن السابقة ، بحيث يشمل هذا الاقليم الانبار والموصل وصلاح الدين ، وقد تعززت هذه الدعوة التقسيمية اكثر بعد احداث سوريا ، اذ ازداد دعم دول الاقليم الطائفية لهذا المشروع من اجل تحقيق عدة اهداف ، وعلى قول المثل الشعبي (ضرب عصفورين بحجر ) ، ليكون   هذا الاقليم الغربي قاعدة للبعثيين والطائفيين لغرض الانطلاق منه للانتقام من الشعب العراقي اولاً، وليكون قاعدة لهم في التحرك باتجاه سوريا ثانياً ، وقد رصدت السعودية اموالاً طائلة لخدمة هذا المشروع ، حيث  كُشف هذا المخطط التدميري للعراق والمنطقة من خلال وسائل الاعلام هذه الايام ، هذا ما يريده هذا الحلف المشؤوم للعراق ، تقسيمه وتجزئته الى ثلاث دويلات متناحرة تحت مسمى الفيدرالية، وكل واحدة تكون تحت نفوذ دولة او اكثر من دول هذا الحلف الذي لايريد الخير للعراق ، لان العراق بالنسبة لهذه الدول حسب ما يتصورون  مصدر خطر على مصالحهم خاصة عندما يستعيد عافيته ، ومصدر خطر على الكيان الصهيوني وهو الاهم عند اطراف هذا الحلف الثلاثي المشؤوم ، ذلك لان محور هذا الحلف لا ينظر للمستقبل القريب فحسب ، بل الى المستقبل البعيد لهم وللكيان المغتصب لفلسطين ، لهذا السبب على الشعب العراقي ان يعي مثل هذه المخططات التي تريد تقسيم العراق على اساس طائفي وقومي ، خدمة لامريكا والكيان الصهيوني ، ودول الاقليم الطائفية ، ومن خلال هذا المشروع يتسلل البعثيون والطائفيون الى مراكز القرار ، بهدف تغيير المعادلة السياسية الجديدة في العراق لصالح البعثيين الدمويين والطائفيين المتحجرين ليعودوا بالعراق الى عهود الظلام من جديد ، لكن ثقة الشعب بالله تعالى عالية ليرجع سهامهم الى نحورهم بعونه عزّ وجل ّ.
     
         علي جابر الفتلاوي
         A_fatlawy@yahoo.com 
 

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=9183
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28