• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قَراراتٌ تارِيخِيَّةٌ أَوِ أَلخُرُوجِ مِنَ التَّارِيخِ! .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

قَراراتٌ تارِيخِيَّةٌ أَوِ أَلخُرُوجِ مِنَ التَّارِيخِ!

   ١/ لا يختلفُ إِثنان على أَنَّ القمَّة العربيَّة الحاليَّة تنعقد في ظرفٍ تاريخيِّ، هو إِستثنائيُّ على مُختلفِ المستويات، فالتَّحدِّيات التي تواجهها البلاد العربيَّة تحتِّم على حُكَّامها أَن يرتقوا الى مستوى القرارات التّاريخيَّة التي تقدِّم حلولاً حقيقيَّةً للمشاكلِ العويصة التي تمرُّ بها البلاد أَو أَن تخرج من التَّاريخ! فالتَّاريخُ لا يرحمُ، والواقعُ لا يرحمُ، فالعالَمُ من الآن فصاعداً للأَقوياء في الاقتصاد والعِلم والطَّاقة البشريَّة والتَّعليم والإنتاج وليس للَّذين يستجدونَ البقاء في السُّلطة على حسابِ كرامةِ شعوبهِم وخيرات بلادهِم!.

   ٢/ وإِنَّ من أَهمِّ القرارات التّاريخيَّة التي ينبغي أَن تتَّخذها القِمَّة هو تحقيق [المُصالحة التّاريخيَّة] بين الحُكّام وشعوبهِم لردمِ أَو على الأَقلِّ لتقليل الهوَّة والتَّمايز الطَّبقي بين الحاكم والمحكوم! فالمواطنُ في البلاد العربيَّة مهانٌ الى درجةِ البُؤس، إِنَّهُ مُهان الكرامة ومسحوق الحقوق وإِنَّ حريَّتهُ مصادرة وليس أَمامهُ أَيَّة فُرص للتَّعليم وتطوير الذَّات والمُشاركة في الشَّأن العام، يتعرَّض للموتِ في كلِّ لحظةٍ ويضطر للنُّزوح والهجرة في كلِّ يومٍ! حتى لقد فاق عدد ضحايا الحُروب العبثيَّة والارهاب باسم الِّدين والاحتقان الطَّائفي والعُدوان المسلَّح والقمع المُنظَّم، عدد سُكَّان دُوَل الخليج مُجتمعة!.

   ٣/ وإِذا أَرادت القِمَّة أَن تنصِف ضحايا الحُكَّام فانَّ عليها أَن تُحاكم نُظُم القبائِل الفاسدة في دُول الخليج وتحديداً نِظامُ [آل سَعود وقطر والإمارات] فهي وراء كلِّ المآسي التي يمرُّ بها المُواطن في البلادِ العربيَّة!.

   إِنَّها بدلاً من أَن توظِّف البترودولار في التَّنمية والتَّعليم، وظَّفتهُ في التَّجهيل والقتل والتَّدمير!.  

   إِنّها التي تموِّل الارهاب وتبدِّد خيرات البلاد في الاستثمارات العِملاقة بعيداً عن البُلدان العربيَّة! فلماذا تستثمر قطر مثلاً لوحدِها في بريطانيا أَكثر من [٦٠] مليار دولار لحماية الأُسرة الحاكِمة فيما يعاني نصف العرب من الجهل والتخلُّف والأُميَّة؟! أَوَليسَ من الأفضلِ أَن تستثمر دُول الخليج في البلاد العربيَّة لخلقِ فُرص العمل والتَّربية والتَّعليم والبناء والإِعمار والازدهار للتَّخفيف من الفَقر والبطالة وبالتَّالي للمُساهمة في تجفيفِ مَنابِعِ الارْهابِ والعُنف؟!.

   ٤/ هل يُعقلُ أَنَّ المرأَة في ظلِّ نِظام [آل سَعود] مثلاً وفِي القرن الواحد والعشرين لازالت محرومة من أَبسط حقوق الآدميَّة؟! فتُمنع من السَّفر وقيادة السيَّارة والمشاركة في الشَّأن العام؟! أَلا تشلُّ مثل هذه المنهجيَّات المتخلِّفة نصفَ المُجتمع؟! فكيفَ سيحجز [العرب] مكانهم في التَّاريخ؟!..

   وهل يُعقلُ أَنَّ المُواطن في جلِّ البلاد العربيَّة يتعرَّض للسِّجن والاعتقال بسببِ تغريدةٍ على تويتر مثلاً أَو في الفيس بوك؟!.

   وليس مُصادفةً أَبداً أَن تقدِم سُلطات [آل سَعود] الطَّائفيَّة الارهابيَّة والظَّالمة على شنِّ الغارات المسلَّحة على المناطق المدنيَّة الآمنة في المنطقة الشرقيَّة فيستشهد عددٌ من الشَّباب بعُمرِ الوُرود مع إِنعقاد القِمَّة العربيَّة! إِنَّ لهذا التَّزامن رسالةً مفادُها؛

   أَيُّها المواطن في البلادِ العربيَّة عليك أَن تيأَس من أَيِّ إِصلاحٍ أَو تغيير مهما كان تافِهاً، فمصيرُك القتل والمُطاردة والاعتقال اذا فكَّرت في الاصلاح!.

   هذا يعني أَنَّ الحكَّام العرب سيُواصلون المنْهَجَ ذاتهُ في قيادة شعوبهِم والنَّتيجة الخروج من التَّاريخ مع سبقِ الإِصرارِ والتَّرصُّد والتَّخطيط!.

   فهل سيعي المُواطن في البلادِ العربيَّة هذه الرِّسالة فيبادرُ لأَخذ زِمام الأُمور والمبادرة بيدهِ؟! أَم أَنَّهُ سيستسلم ويُقرِّر الهجرة من التَّاريخ بصورةٍ جماعيَّةٍ؟!.  

   ٢٨ آذار ٢٠١٧

                       لِلتّواصُل؛

‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=91394
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 03 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19