• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : الاستعمار الجديد .
                          • الكاتب : اسعد الحلفي .

الاستعمار الجديد

 افكار الانحراف المستوردة التي هدمت الاوطان وخربت البيوت ودمرت المجتمعات عناصر نشوئها الرئيسة خمس والطريف ان يكون عنصر واحد فقط من خارج دائرة المجتمع واربع عناصر من رحمها !
١: المصدر (الراعي المُخطط)
٢: المؤسس (المُنفذ)
٣: التاجر (المتاجرون بالانحراف)
٤: المستهلك (الضحية)
٥: المشجّع
وسيأتي الحديث عن جميع العناصر الخمس ..
 
مصادر الانحراف لم تعد مبهمة بفضل التيارات الفكرية المنحرفة التي اجتاحت بلدان المسلمين واصبح غارسها ومن يقف خلفها معروف عند الكثير وجيوش الاستعمار كاشفة عن هوية مصادر نشوء تلك الحركات الهدامة التي انبتوها في اوساط المجتمعات الاسلامية لتحقيق ما عجزت عن تحقيقه الحروب الدامية بحرب ناعمة يتم فيها تفتيت المجتمعات وتسييرها كما يشتهون لتنقاد طوع امرهم حيث الاستعمار اليوم بات مُسلحاً بعلوم خطيرة يستطيع بها بلوغ ما لم يبلغه بسلاح النار والحديد ..
 
اما مُنفذ تلك الاجندة وخادم اهداف الشياطين (زعيم الحركة) اي المؤسس لفكر الضلال والانحراف فهو عبارة عن اداة يتم تجنيدها من ذات المجتمع المُستهدف فتكون هناك عملية تأهيل وتدريب مباشرة او غير مباشرة ليتم بعدئذ من خلالها تنفيذ عمليات التعبئة المظلمة والتلاعب بالعقول وافسادها ولعب دور الواهب لشحن الاذهان بالافكار المدمرة وهذا ما اطلق عليه بعض المهتمين بـ (الدعارة الفكرية) لوصف بشاعة ما تستطيع فعله تلك الادوات في المجتمعات لهدمها بعد تجريدها من قيمها ومبادئها ومعتقداتها ودينها واخلاقها وفي مجتمعنا الكثير من الامثالة على ذلك حيث المتمرجعون (دعاة النيابة العامة) ودعاة المهدوية ودعاة التحرر والتحلل والانفلات والعلمانية والملاحدة والتائهون الذين لا يعرفون انتمائهم بفعل التشكيك والسموم التي افسدتهم وغيرهم كثير من اصحاب التيارات المشبوهة والاهداف الخبيثة بمختلف انتماءاتها وتسمياتها.
 
اما تُجّار الفكر المنحرف فهؤلاء لم يأتوا من خارج البلد وانما هم من داخل المجتمع يتاجرون بها من اجل مكاسب (سياسية واقتصادية ودينية واجتماعية) ويعملون على بث سموم تلك التيارات المحملة بالافكار الضالة والاساليب الخبيثة والممارسات اللااخلاقية البعيدة عن عادات وقيم ومباديء المجتمع تحت غطاء الاصلاح والتجديد والتطور والحداثة والكثير من العناوين التي تحمل الحروف البراقة مطرزة بخيوط الامل المظلمة يصاحبها اعلان حرب منظمة على كل المباديء والقيم والموروث الذي يتنافى مع اهدافهم ويُهدد مصالحهم بفضح بضاعتهم الفاسدة .. 
 
اما المستهلك فهو الذي يلعب دور المستلم العام اي الضحية المستهدفة واسرع المجتمعات استجابة هي تلك المجتمعات التي تتصف بالفراغ العلمي والمعرفي حيث تُصرع من اول جولة وتُهزم امام زخم التيارات المنحرفة التي تتسم دائماً بقدرتها على قلب المفاهيم وتشويه الحقائق وطمسها فتستقبل بضاعتها الفاسدة لتكون بعد ذلك بمثابة العقيدة لدى الكثير منهم ، وحجم استجابة الفرد خاضع لعدة عوامل ابرزها الخواء الفكري والفقر المعرفي والتقليد الاعمى وسقم البيئة وجماعة السوء التي يرافقها الفرد وتعدد وسائل ضخ الافكار وحضورها الواسع (تلفاز وهاتف وكمبيوتر وشبكة عنكبوتية ) حيث لا توجد يد تخلو منها وحتى الذي في عوز وضائقة تراه يعمل على توفير ما يستطيع من اجل اقتناء احدها مع عدم خضوعها لأية ضوابط او رقيب ، اضافة الى تأثره بعاملي (السياسة والاعلام المضلل) فضلاً عن العامل الاقتصادي ، فجميع هذه العوامل تلعب دوراً كبيراً في تحديد وجهة الفرد او مدى استجابته ..
 
اما العنصر الخامس (المُشجع) فلقد ساهم كثيراً في نمو التيارات المنحرفة وتسييدها في المجتمعات فقد يكون هناك من لا يؤمن بتلك التيارات ولكنه -للاسف- يساهم وبشكل كبير في تقويتها ودفع الضحايا باتجاهها ، فالكثير من الاباء والامهات لا يعرفون سوى ملء بطون وجيوب ابناءهم بينما لم يفكروا يوماً بعقولهم وارواحهم الغضة بالاضافة الى الكثير من العاملين في المؤسسات الاجتماعية قد جعلوا من هامشيتها عاملاً مؤثراً في دفع الناس نحو الانحراف فالمسجد والمدرسة والجامعة كلٌ يلعب دوراً في تحصين الفرد او جعله فريسة سهلة .. كما لا نغفل عن تقصير الطبقة المتنورة من ابناء المجتمع الذين هم على ثقافة عالية تؤهلهم لتحمل مسؤولية إماطة اللثام عن تلك التيارات المشبوهة ودحر ايديولوجياتها عبر اداءهم لدورهم الخطير في تفعيل العقل الاسلامي بنشر الوعي وتسويق المعرفة ورؤى العلماء وتوجيهات المرجعية لجميع طبقات المجتمع بلغة عصرية مفهومة ورفد الناس بالفكر السليم ليكونوا بذلك حلقة وصل بين العلماء وبين العامة وبالتالي تسليح العقول لهزم الغزو الفكري وردع الاستعمار الجديد ..
فهذه دعوة لجميع المخلصين للتأمل والعمل قبل فوات الاوان .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=91264
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 03 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18