• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مَا بَعْدَ الزِّيَارَةِ! .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

مَا بَعْدَ الزِّيَارَةِ!

   ١/ حسب مُتابعتي فانَّ زيارة رئيس مجلس الوزراء الدُّكتور العبادي الى العاصمة الاميركيَّة واشنطن، حقَّقت أَهدافها على مُختلفِ الأَصعِدةِ، فهي نجحَت في نقل الرُّؤية العراقيَّة بشأن مُختلفِ القضايا التي تمَّت مُناقشتها سواء في البيت الأَبيض مع الرَّئيس ترامب وإِدارتهِ أَو في الكونغرس مع عددٍ من الأَعضاء البارزين ومن كلا الحزبَين!.

   كما نجحَت في إِعادة وضع إِتِّفاقيَّة الاطار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن على الطَّاولة بعد أَن ظلَّت مركونة على الرفِّ خلال الفترة الطويلة الماضية. 

   ٢/ ولعلَّ من أَبرز الملفَّات الحسَّاسة التي تمَّت مُناقشتها هو العلاقة مع الجارة الجمهوريَّة الاسلاميَّة في إِيران ومستقبل الحشد الشَّعبي، ولقد كان الدُّكتور العبادي شُجاعاً وواضحاً وصريحاً في نقل الرُّؤية الوطنيَّة فيما يخصُّ هذَين الملفَّين، في إِطارِ الدُّستور والقانون والواقع والسِّياسة الخارجيَّة التي ينتهجها الْعِراق! وإِنَّ كلّ التَّهريج والأَكاذيب والتَّلفيقات والفبركات التي نشرِها البعض مِمَّن حاول إِثارة الشُّكوك والعواصف بوجهِ الزِّيارة ونتائجها قد مُنيَت بالفشل وارتدَّت بالسَّلب على أَصحابِها! فالحمد لله لم يتمكَّن هؤلاء بالعنتريَّات مدفوعة الثَّمن من هذا الجار أَو ذاك من التَّأثير سلباً على الزِّيارة! فصراحة العبادي ووضوحهُ لم يُعط لكلِّ هذه التَّلفيقات والأَكاذيب فرصة لتثبُت أَمام الحقائق!.

   ٣/ الشَّيء المهم جدّاً هي أَنَّ الرُّؤية الوطنيَّة التي تسلَّح بها العبادي لاقت قبولاً من زُعماء كِلا الحزبَين الجمهوري والدِّيمقراطي وهذا أَمرٌ مهمٌّ جدّاً ينبغي أَن نضعهُ في الحُسبان عندما نريدُ تقييم نتائج الزِّيارة!.

   فضلاً عن التَّرحيب الذي لاقتهُ الرُّؤية من الأَعضاء الـ (٦٨) في التَّحالف الدَّولي في الحَرْبِ على الارْهابِ خلال إِجتماع وزراء خارجيَّتهم في العاصمة واشنطن.

   ٤/ يجب علينا أَن نُميِّز بين أَمرَين؛

   الأَمرُ الأَوَّل؛ هو نتائج الزِّيارة ومُخرجاتها.

   الأَمرُ الثّاني؛ وهو ما يتعلَّق بالاجابةِ على السُّؤال الأَهمِّ؛ كيف تتحقَّق هذه النَّتائج ومن الذي يُحقِّقها؟!.

   الأَمرُ الأَوَّل أَنجزهُ الدُّكتور العبادي والوفد المرافق لَهُ بامتياز، فلقد كانت لُغتهُ السِّياسيَّة سليمة ومنطقهُ مُقنعاً والرُّؤيةُ شاملةً، آنيَّة ومُستقبليَّة، وواضحةً إِستندت الى الدُّستور والواقع والانتصارات الباهرة التي تحقِّقها قوَّاتنا المسلَّحة البطلة في حربِها على الارهاب وتحديداً في معركةِ المَوصل والتي باتت قاب قوسين أَو أَدنى من لحظة إِعلام النَّصر التَّاريخي النَّاجز.

   كما أَنَّ المطاليب والحاجات والمسؤوليَّات المتبادَلة كانت واضحةً وشاملةً ليس فيها أَيَّ غُموضٍ، سواء فيما يخصُّ الحَرْبِ على الارْهابِ أَو لمرحلةِ البِناءِ والإِعمارِ والاستثمارِ وعمليَّة توظيف النَّفط كسلاحٍ في المرحلةِ الجديدةِ، ومنها حماية البلادِ وبناءِ التَّحالفات الدَّولية والإقليميَّة على حدِّ سواء.

  الأَمرُ الثَّاني لا يتعلَّق بأَحدٍ بعينهِ وإِنَّما يتعلَّق بكلِّ العراقييِّن وبكلِّ مؤسَّسات الدَّولة، أَي أَنَّ الأَمرَ بحاجةٍ الى إِرادةٍ وطنيَّةٍ صِرفة! تستوعب المتغيِّرات وتقدِّم المصلحة العُليا على المصالح الضَّيِّقة! خاصَّةً في ظلِّ نِظامُ المُحاصصة سيِّء الصِّيت الذي لازال هناك من يتلفَّع بهِ لوضعِ العصي في عجلةِ الانجاز، أَيَّ إنجازٍ، والنَّجاح، أَيَّ نجاحٍ! وللأَسف الشَّديد فانَّ المُحاصصة تُحرِّض على التَّنافس على العرقلةِ وليس على تحقيقِ النَّجاح! فالتَّربُّص هو سيِّدُ الموقف بين السياسيِّين في ظلِّ المُحاصصة!.

   كما أَنَّ المُحاصصة التي فتحت الباب على مصراعَيها أَمام التدخُّلات الاقليميَّة وتأثيراتها في العمليَّة السِّياسيَّة! هي الأُخرى بهذا المفهوم تترُك بضِلالها السلبيَّة على أَيِّ نجاحٍ أَو إِنجازٍ!.

   إِنَّ تحقيق مُخرجات ونتائج الزِّيارة مسؤوليَّة وطنيَّة يجب أَن يُهيِّء لها الجميع الظُّروف السِّياسيَّة تحديداً ليوَطِّئوا لها! والَّا فانَّ العبادي لوحدهِ لا يستطيع أَن يُحقِّق المُعجزة بهذا الصَّدد!.

   إِنَّها فرصةٌ جديدةٌ مهمَّةٌ يجب على العراقييِّن إِقتناصِها واغتنامِها من أَجْلِ البِناءِ والإِعمارِ والاستثمارِ بَعْدَ مرحلةِ الحَرْبِ المدمِّرة على الارهاب والتي باتت وشيكةً باْذنِ الله تعالى وبتضحياتِ كلِّ العراقييِّن بِلا إِستثناء!.

   على الكُتَل السِّياسية أَن تبذل أَقصى جُهودها للحيلولةِ دون أَيِّ مساعٍ إِقليميَّةٍ لتخريبِ أَو عرقلةِ نتائج الزِّيارة ومخرجاتها، فالمتربِّصون كثيرون الذين لا يُريدون للعراقِ أَن لا يتعافى ليبقى ساحة صراع مفتوحة بأَدواتِهم وهم عملاءهم المسلَّحين الخارجين عن القانون! والذين يخطِّطون للاحتفاظ بسلاحهِم خارج سُلطة الدَّولة بعد مرحلة الارهاب!. 

   العراقيُّون يعرفونَ مصالحهُم وهم ليسوا بحاجةٍ الى من يعلِّمهم كيف يتحالفونَ؟ ومع مَن يتحالفونَ؟ وما هو مستوى هذا التَّحالف!.

   على العراقييِّن جميعاً أَن يتكاتفوا لقطعِ يد أَيِّ تدخُّلٍ إِقليميِّ يريدُ الإضرار بنتائِج الزِّيارة أَو يسعى لعرقلةِ تحقيقِ مُخرجاتها أَو التَّأثير عليها بالتَّهريج على لسانِ أَبواقهم!.

   ٢٥ آذار ٢٠١٧

                       لِلتّواصُل؛

‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=91245
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 03 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19