• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التطعيم ضد التطرف الديني .
                          • الكاتب : صالح المحنه .

التطعيم ضد التطرف الديني

مرضُ التطرّف الديني من أخطر الأمراض الشائعة في العالم  ، وهو عبارة عن خلطة من الروايات الدينية والتاريخية الملوّثة مع مزيج من الحقد الطائفي والقبح النفسي ، ويتم تصنيع فايروس هذا المرض الخبيث واللعين على أيدي شيوخ الفتنة ودعاة الذبح الذين ورثوا فنَّ الإجرام من أسلافهم الذين رسموا لهم خارطة القتل والدمار والتخريب وثبتوا لهم خطوط الكراهية وكيفية الوصول بالمجتمع الى حضيض التخلّف والسقوط ، وترعى هذه المصانع مؤسسات دينية عُرفت بتاريخها الأسود في إنتاج الأمراض الفتّاكة والقاتلة، ثم يتم توزيع فايروس مرض التطرّف على الأغبياء والمغفلين والمختلين عقليا والشاذّين إخلاقيا ًمن شباب الأمتين العربية والإسلامية . أمّا ضحايا هذا المرض هم الأبرياء من النساء والأطفال والرجال وكل ما يمتُ بصلة للجمال ،خطورة هذا المرض أنه لايقف عند حدود بيئته والبلد المنشأ له، بل تجاوز موطنه الأصلي الى شتى أنحاء العالم ، فاصبح مرضاً عالمياً شديد الخطورة ، وعلى هذا الأساس أصبح لزاماً على العالم أن يتصدى لهذا المرض الخبيث ويحد من إنتشاره ليس بالوسائل العسكرية فحسب، بل بالمضادات الفكرية والتربوية وإطلاق حملة تطعيم فكرية متنوّرة لمكافحته وإستأصاله، وتطهير المناهج الدراسية منه وتنظيف المؤسسات الدينية والثقافية من الكتب التي تحتوي على المواد الأولية التي تستعمل في إنتاج هذا المرض ، حملة التطعيم هي مسؤولية كل مثقفي العالم ومفكريه وعلمائه الشرفاء ... كل الذين يدّعون وينادون بالسلام والتسامح ، لايُعقل كلّما فجّر إنتحاريٌّ نفسه في جمع من الأبرياء تكتفي المؤسسات الدينية بالبراءة من فعله وبراءة الإسلام منه وهو قد تربّى ونشأ على مناهجها التي تنبعثُ منها رائحة الدم وتضجُّ بالكراهية ! حملة التطعيم لابد أن تبدأ بحرق جميع الكتب التي تتبنى أفكارها الجماعات الإرهابية وتتغذى عليها ،وهي ذات الكتب التي أبقى عليها المقبور صلاح الدين الأيوبي وأحرق كتب الإعتدال والأخلاق ، العالم اليوم قد بلغ مرحلة من التذمّر والنفور من المسلمين وعقائدهم لم يسبق لها مثيل ، وهم غير ملومين في أحيان كثيرة على ذلك ، لأن الذي يفجر نفسه ويقتل أبناءهم ويفجر جسورهم ومطاراتهم يحمل نفس شعار المآذن الإسلامية (الله أكبر) ، الحملة العالمية للتطعيم ضد التطرّف الديني لابد أن يبدأ بها المسلمون أولاً فهم المعنيون بتطهير مناهجهم وتنظيف تأريخهم من أدران التطرّف الذي سوّقه لهم المنحرفون الأوائل وسيجدون كل دول العالم معهم ، وإلا فعواقب الأمور لاتبشّر بخير.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=91209
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 03 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29