• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : صالح الطائي يكتب أمة تنتصر .
                          • الكاتب : د . مسلم بديري .

صالح الطائي يكتب أمة تنتصر

"يُقال أمة تقرأ .... أمة تنتصر"

ينطلق الكاتب الحقيقي بسرعة البرق حاملا جبال أمته المتراكمة وما يهم أمته فوق ظهره مما يدفعه إلى التسامي الفعلي فوق أروقة المواضيع البحثية ورصد التفاصيل الكامنة في الأشياء المتحركة نحو أفق مستتر يتحمل الكاتب مسؤولية تأويله على ضمير مكتوب ومصبوب بزخارف حرفية مسعاها نصرة الحقيقة التي تكمن خلفها أمم مازالت تهفو لاستنشاق الضوع  الكامن في أنوفها
ينطلق الكاتب صالح الطائي في "كتابه نظرية فارسية التشيع " من الواقعية التامة  فيختار موضوع لكتابه اختيارا موفقا يتبلور من خلاله الفرق بين من يكتب لأجل الكتابة وبين من يكتب لأجل قضية  ومبدأ راسخ في أعماقه فيسعى سعيا ليرينا الحقيقة والسراب والرأي والرأي الآخر  ويطرح من التساؤلات ما يتلقف الأجوبة من العين البصيرة والعقل الحق ,
فيناقش الكاتب صالح الطائي نظرية فارسية التشيع التي نادى بها البعض ويذهب بعيدا ويسبر الغور بحثا ومقارنة دلائلية تقوم على  تفريق البينة الملقاة وتمحيصها وتقديم الرأي الموثوق عند العامة والخاصة لينبثق برؤى جديدة ,
فيقوم كتابه بتوضيح منشأ هذا الادعاء  ويعطينا العنوان الذي لا يخلو من طول لضرورة رآها الكاتب  ليوضح منبع هذه النظرية من العنوان فقد عمد على شرح الأركان الثلاثة التي أسست عليها النظرية وهي الخديعة والخلط التاريخي والمؤامرة ليقوم بدراسة نقدية تحليلة مقارنة لهذه النظرية وأركانها التي قومتها في رؤوس من نادوا بها
ويجعل الكاتب صالح الطائي الإهداء معبرا عن روحه الحقيقة المسالمة التي أرادها أن تكون صورة لروح الأمة التي كتب لها  ناصرا   ويطيل بالإهداء لضرورة أن تشمل طيبته كل مستحق لها ويعود بالفرح عليه منهم وهم يشهدوا جهده الذي سحق سنين عمره
يقوم الكاتب في كتابه بتجزئة الكتاب إلى مباحث يضع في أولها
ولادة النظرية  وتاريخ الادعاء ومن أوجدها
فولادة النظرية ونشأتها يرجعها الكاتب إلى أواسط القرن التاسع الهجري فيوضح أن اللغط الذي رافق نشأة هذه النظرية الذي اعمى النفوس والأعين وكما يقول الكاتب فقد صار ت كلمة شيعي ترادف  كلمة فارسي ولا تفريق بين الإمام والمأموم ولا بين العربي ولا الأعجمي ويقصد بالأعجمي هو كل من كان غير عربي  وهنا يلمح ولو بالشيء البسيط على الخلط الذي يمارسه من ادعى هذه النظرية
وفي تاريخ النظرية  يرجع الكاتب صالح الطائي النظرية إلى أصلها ويدير قرص الزمن بالمقلوب
فيرجع مولد النظرية إلى الكره الذي زرعه مقتل عمر بن الخطاب على يد رجل فارسي في نفوس العرب مما دعاهم إلى إلصاق النظرية بمن لا يرضيهم تمام الرضا إتباعهم النداء التاريخي ما قبل الخلافة وما صارت إليه الخلافة ورأيهم بها فيقوم من يستغل الماء العكر صيدا ليلصق هذه النظرية بأتباع آل البيت  فينظر بعين المستقبل ليرى أن دم عمر وبناءً على النظرية وتأثيرها سيكون برقبة أتباع المذهب الشيعي وهم في ذلك مخطئون ويجانبون الحقيقة كما يوضح الكاتب في كتابه ويرد على الذين نادوا بهذه النظرية التي تحولت من فكرة بسيطة ساذجة ومرت بمراحل  دعمتها ومهدت لها
فيقول الكاتب
نجد بعض الفرس وعلى رأسهم الصحابي الجليل سلمان الفارسي قد مالوا وبشكل ملفت إلى جانب الإمام علي عليه السلام  وربطوا مصيرهم بمصيره ودافعوا وذبوا عما دافع عنه وذب عنه ولان الإمام علي أوغر قلوب بعض العرب والقرشيين  في رحلة دفاعه عن الإسلام ..... فامتد عداء الفئات التي تكن له العداء إلى معاداة وكره محبيه وتمييز أتباعه من الفرس عن أتباعه من العرب وتفريق جانب عن آخر ورمي كل جانب بما في الآخر مما لا يحبه لزرع الفتنة والتنكيل والعربي هو الإنسان الذي يموت قبل التشكيك في عروبته آنذاك
ويستمر الكاتب صالح الطائي رحلته التي يتقصى بها الحقيقة  طريق تبيان آراء كثيرة حول الموضو ع الواحد مستعينا من المصادر بموثوقها ومعتمدها من كتب ومراجع ونشرات ومواقع الكترونية بحث في هذه المصادر ما كلفه حينا غير زهيد
ومما يوضحه الكاتب على انه مهم في بلورة نظرية فارسية التشيع هو اشتراك بعض الفرس اشتراكا فعليا لإسقاط الحكم الأموي والدعوة لقيام بني العباس ولا يخفى على خاف ما كان للحكم الأموي من مكانة فقد أطلق عليه الحكم العربي فأتباع الحكم الأموي والذين كانوا على منفعة موصولة للأمويين سيبثوا من التهم والأقاويل  المتخبطة نتيجة لضياع الملك
ويشير إلى حوادث عدة وأهمها مقتل عمر بن الخطاب إشارة مستفيضة يبين فيها التأثير المباشر لهذه الحادثة على ولادة ودعم هذه النظرية  وحوادث أخرى ذات صلة
ويناقش الطائي مسألة الثورات التي حصلت في تاريخ الأمة الإسلامية وكيفية التوجه الإنساني لهذه الثورات بعيدا عن الانتماء الفئوي للإنسان لان الثورات من وجهة نظره هي توحد روحي في جسد ادمي واحد لا يعرف الانتماء المادي إلا انتماءً روحيا جمع كل إنسان سواء كان عربيا أم فارسيا ولكن لكون الثورات هذه مست أنظمة تخدم المصالح الشخصية لبعض الفئات المعينة استغلت هذه الفئات مسألة الاتحاد الإنساني لتعلن أن من ثار على هذه الأنظمة لا يحمل العروبة وألا لما ثار على أنظمة تحمل اسم العروبة من وجهة نظرهم وهنا يقع الإنسان العربي في مطب أن العروبة أولى من العدل وأي عروبة كانت فلا فرق في ذلك , ويناقش كذلك مسألة الشذوذ التاريخي وتضارب الآراء فيما بينها , ومسائل أخرى نراها في الكتاب المهم الذي قدم فيه صالح الطائي ضربة المعلم الهادئ
وعموما قدم كتاب الطائي صالح ضربة الكاتب الواقعي الهادئ الذي يرى بعين الحق كل الأطراف ولا يمنعه اعتقاده المتأصل من مناقشة الرأي الآخر وطرح الدليل والدليل لدحر التقول المغرض ورفع الشبهات مهما كان مصدرها بهدوء تام ينم عن وعي العقل المتنور  وفي لحظة من البحث والتدقيق الذي قصر وان طال متعة وتشويقا يرجع الأمور إلى منبعها ومصدرها يرجع القول إلى قائله  ليري الناس وبهدوء تام المعنى الحقيقي لأصالة الأشياء ولا ينسى من التفاصيل الدقيقة شيئا ويعرج على الظروف والحوادث التي زرعت هذه النظرية في نفوس البعض ويفصل تلك الحوادث وحيثياتها المهمة وتأثيرها على الأجيال السابقة واللاحقة .....
 
 

كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : لادمي ، في 2012/01/05 .

وفقت دكتور مسلم

• (2) - كتب : محجوبة صغير من : الجزائر ، بعنوان : دائما تمتعنا في 2011/09/05 .

مرحــــــــــــبا أستاذ بديري:

دائما كتاباتك حافلة بالجديد والتحليل والتمحيص حدّ الدراسة..وأنا رأيتني ـ خاصة في مقالاتك ـ شغوفة لتتبع جديدك المعلوماتي والتحليلي...

شكرا أستاذ أبقاك الله ذخرا لنـا ولبلدك و وأدبـــــــك الـــــــــراقي

محجوبة صغير



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=9055
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28