• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : فتوى الدفاع المقدس والمعاني السامية .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

فتوى الدفاع المقدس والمعاني السامية

 استطاعت فتوى الدفاع المقدس  من خلق حراك فكري ساهم في تفعيل  اسس الهوية الانسانية ، فصارت الفتوى هي الملهم الحقيقي والقوة الضميرية الباعثة للموقف الانساني العام ، ، بمعنى اقرب هو بعث القوة المؤمنة المدركة لمفهوم الالتزام بالقيم والابتعاد عن الدافع الانفلاتي ،  مثل هذه القوة ، لابد ان تردف بالوعي  والانتماء لتمتلك كل هذا التأثير الروحي الذي حققته فتوى المرجعية المباركة ، ولو تأملنا  في دوافع تاسيس ميليشيات داعش  وغيرها لعرفنا ان جهزت واسس لتخلق احتدام عالي  الصراع  ، فحولوا بعض الخلافات الفرعية والتي كانت في الامس موائد ثقافية لحوارات فكرية الى منطوق وحشي المعاني لايمتلك سوى التكفير والالغاء سعيا لتذويب روح الالفة العراقية المسالمة  تغييب  الثقافة والوعي ،  فكان المخطط سحب جميع اطراف المواجهة الى النزاع  بهمجية  الانفلات  ، فكان التهديد الداعشي  صريحا وهو تصفية جميع المذاهب والامم التي لاتؤمن بما يعتقدونه هم  وقتل وتصفية من يخالفهم الراي حتى وان كانوا من نفس الانتماء المذهبي  ، روح عنجهية عالية امتلكها الدواعش كنقاط انفتاح على العالم ، في حال ان الوعي المرجعي انصهر في فتوى الدفاع المقدس عبر التحرك الواعي يطالب الشعب العراقي بالتمسك  القوي بقيم  الاسلام  وعدم التخلي عن تلك القيم بحجة الحرب ، وهذه هي قيم ائمة اهل البيت عليهم السلام ، وهس قادرة  على  بذر روح الامان في نفوس الاجيال القادمة ، فكانت الفتوى  المباركة نداء  للدفاع عن  الوطن ـ الدين ـ الانسان ، وكانت  دعوة لتجهيز مرتبة الفضل الذي  وهبه الله  الى الانسان  المجاهد في سبيله  ، لكن مع الاحتفاظ بروح  تلك القيم  التي اوجدت لنا حدودا وادابا  لابد ان تراعى  حتى في المواجهات الخشنة ، سعت الفتوى الى تقديم  الجانب  التضحوي  باعتبار  الشهادة  نصر والاحتفاظ بالقيم التي تبقينا في جوهر  الانتماء فوز  والايمان بها اكبر  من نصر ،  فاعدت المرجعية الشريفة دروس تربوية للشباب  وللمقاتلين  تعزز فيهم روح الاسلام ، لتترسخ هذه القيم جذريا  في المجتمعات  المؤمنة  هي وصايا  نبي عليه وعلى اهل بيته افضل الصلوات  ، لاتغالوا  ولا تمثلوا  ولا تقتلوا شيخا فانيا ولا صبيا ولا امرأة ولاتقطعوا  شجرة ،  اندهش العالم كله لقوة استجابة الشعب العراقي لفتوى المرجعية واعتبرها العالم دليل وعي  الشعب  وفهمه المدرك لمعاني الفتوى  المباركة ،  والتي تمثلت  بتنمية  البناء القيمي  في نفسية كل انسان  على مختلف  الانتماءات  والمستويات  وهذا يوضح فعالية القيم  الجوهرية  واثرها  على حياة المجتمع  برمته ،  لذلك نجد ان الفتوى قد تمكنت من احتواء  مشاعر  الناس  لما تمتلك  من حقيقة  ـ واستطاعت  خلق فعل  تغيير الموقف والمحافظة على القيم  الجوهرية لأستيعاب  الامة والتغلب  على جميع  الشبهات  التي حاول  الاعلام المنحرف  اثارتها ، لخلق خلخلة سمعة  لا أكثر عساها تزحزح  من موقف العالم المعجب  بالفتوى المقدسة ،  واهم ما سعت له الفتوى هو نشر ثقافة الاسلام الحقيقية بين الناس دون  ضغط أو اكراه  ، وهكذا كانت  الفتوى مشروع  سلام  ومحبة وايمان ،هي المعاني السامية  لطلاق فتوى  الدفاع المقدس ،



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=89928
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 02 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28