• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مُوَاطِنٌ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ! .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

مُوَاطِنٌ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ!

  *فعندما يتناقل الاهانات ضدَّ بلادهِ وشعبهِ وهو ضاحكاً مُستبشراً مسروراً!.
   *وعندما ينشُرُ الأَكاذيب والافتراءات والتَّلفيقات بلا تثبُّت أَو حتّى قبلَ الاطِّلاعِ عليها! بكلِّ شفافيَّةٍ وشجاعةٍ!.
   *وعندما يسبُّ المسؤول ليلَ نهار ويستنكر فسادهُ وفشلهُ، ثمَّ يجدِّد لَهُ كلَّما حلَّ موعد الانتخابات!.
   *وعندما يلهث كالكلبِ وراءَ سيّارة الزَّعيم وهو يصرخ [بالرُّوح بالدَّم]!.
   *وعندما ينظر الى [القائد الضّرورة] كنصفِ إله! أو صنمٌ يُعبدُ من دونِ الله أَو أَنَّهُ ظلّ الله في الأَرْضِ فيُساهم في صناعة الطّاغوت!. 
   *وعندما يقنعُ بالفُتاتِ من خيراتِ بلادهِ التي يرميها لَهُ المسؤول من فائضِ مائدتهِ العامِرة مُعتبراً ذلك تفضُّلاً مِنْهُ! عليهِ واجب تقديم فروض الطّاعة والولاء لَهُ!.
   *وعندما لا يميِّزُ بين حقوقهِ وأُمنياتهِ، فيجيبُ إِذا سُئل عن أَكبر أُمنياتهِ في العام الجديد؛ أَن لا تنقطع الكهرباء في بلادي!.
   *وعندما يتشاجر مع الآخرين وقد يقطع علاقاتهُ مع أَقرب النّاسِ اليهِ أَو رُبما يُطلِّق زوجتهُ وهو يُدافعُ عن [صنمٍ] صنعهُ من الخشبِ أَو التَّمر وهو لا يسوى شِسْعُ نَعلٍ!.
   *وعندما يصرُّ على مشروعٍ عامٍّ رفضهُ القاصي والدّاني! حتى عقلهُ! إِلّا أَنّهُ يُصِرُّ على تبنّيه والتَّبشير بهِ إِرضاءً لنفسهِ المُصابة بمرضِ حبّ الزَّعامة ولو كانت على حجَرٍ!.
   *وعندما يفتخرُ بتاريخهِ العظيم ولا يُعِيْرُ إِهتماماً لحاضرهِ التّعيس ناهيكَ عن مستقبلهِ المجهول!.
   *وعندما يمتلكُ الحُسين (ع) ثم تحكمهُ عصابةٌ من الفاسدينَ والفاشلينَ والمتاجرينَ بالدّينِ والمذهبِ وجوقةٌ من الدَّجّالين!.
   *وعندما يفتخر بإنجازات الآخرين ويُحطِّم إنجازاتهُ أَو يقلِّل من شأنِها!.
   *وعندما يَكُونُ الظَّهر المركوب والضَّرع المحلوب لاعدائهِ!.
   *وعندما يفتخرُ بالتَّضحيات ولا يسأَلُ عن الإنجازاتِ!.
   *وعندما يستقتِلُ في الدِّفاعِ عن الجيرانِ وبيتهُ مُهدَّم! أَو يمتدح إِنجازاتهم ويتغافل عن واقعهِ المُزري والبائس!.
   *وعندما يعيشُ الأَحلام ويتناقل أَخبار الغيب ويفكِّر بالآخرة بلا سعيٍ لها!.
   *وعندما ينسى اليوم ما قالهُ بالامس! أَو ينسى اليوم ما تعلَّمهُ بالأَمس! فيتكرّر عندهُ التّاريخ بأَسوءِ أَشكالهِ!.
   *وعندما يُبرِّر للمسؤول فسادهُ وفشلهُ وظُلمهُ بالمجّان!.
   *وعندما يُتاجرُ بالدَّم فيبيعهُ لجارِ السّوء مقابل حفنةً من أَموال البترودولار أَو لكسبِ عطفهِم وتأييدهِم!.
   *وعندما يقبلُ أَن ينحني ليصعدَ المسؤول على ظهرهِ ثمَّ يركلهُ!.
   *وعندما لا يشعر بكرامتهِ فضلاً عن عدم الانتصار لها على الرَّغمِ من حالةِ البؤس التي يعيشها ثم يصرخ [هيهات منّا الذِّلَّة]!.
   *وعندما يُمَكِّنُ عَدُوَّهُ مِنْ نَفْسِهِ!.
   *وعندما يفشل في توظيفِ الانتصارات فيقدِّمها هديَّة لاعدائهِ وخصومهِ بِلا ثمنٍ!.
   *وعندما لا يعرف مصالحهُ فيفرِّط بها وهو يظنّ أَنّهُ يُحسن صُنعاً!.
   *وعندما تشغلهُ الشِّعارات الفارغة والخُطَب النّاريَّة عن الانجاز الحقيقي والفعلِ على الأَرض!.
   *وعندما يبيعُ صوتهُ بكلمتَين حلوين أَو بمدفئةٍ نفطيَّة!.
   *وعندما يجرِّب يوميّاً [المجرَّب]!.
   *وعندما تطردهُ المرجعيّة وتمزِّق صُوَرهُ الجماهير الغاضبة وتطردهُ عشائرهُ ومع كلِّ ذلك يصرُّ على مشروعهِ الفاشلِ!.
   *وعندما يتشكّى مُتلذِّذاً بالمصائبِ والأَمراضِ والفقرِ والتخلُّف والتّراجع والفشل! ولا يفكِّر يوماً أَن يتناقل الأَخبار الإيجابيّة مَهما كانَ نوعُها!.
   فتيقَّن بأَنَّ هذا مواطنٌ هانتْ عليهِ نفسُهُ!.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=89535
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 02 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28