• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : فريسة أسمها الأسد على يد ..زعاطيط الحيوانات . .
                          • الكاتب : ثائر الربيعي .

فريسة أسمها الأسد على يد ..زعاطيط الحيوانات .

جاءتني أبنتي فاطمة بكتاب مادة العلوم وطلبت مني ,أن أدرسها موضوع الفريسة وهو شائك بالنسبة أليها ولم تستطع فهمه ,وأرادت على ذلك مثال للتوضيح .
فأجبتها أبنتي العزيزة :الفريسة هي أن تتكالب مجموعة من الوحوش على من ليس له ناصر ولا ومعين ,لا يوجد في قاموسها شيء أسمه الرحمة ولا حتى معنى للإنسانية في حياتها ,تسعى لملء نهمة بطنها الجائعة وبأي طريقة .
فقالت لي :هل تحدثت وأوضحت لي بمثال على ذلك ؟
يُحكى أن هنالك أسدٌ ملكٌ للغابة عادلٌ , يدافع عن البسطاء والضعفاء من الحيوانات التي لا حول لها ولا قوة ,لم يتردد يوماً ما في نصرتهم وأنصافهم من الجشعين ,كان بالمرصاد لكل الانتهازيين والوصوليين الذين يبحثون عن زلة ليتسلطوا من خلالها على الرقاب ,ويسهر ليل لحماية الحيوانات التي وجدت به ملاذها الآمن,فضلاً عن ذلك كله كانت منطقته تنعم بالأمان والاستقرار ولم يتجرأ لص ٍ بأن يغزوهم ويسرقهم,متكفل بصغار من فقدوا أبائهم وأمهاتهم بالعيش وتربيتهم على مواجهة مصاعب والآم الغابة ,هذه الخصال الحميدة والنبيلة لم ترق لحاسديه وللطامعين بالزعامة بدلاً عنه ,فاجتمع (الحسد ,والدونية )العقدتان لتنتجا لنا حقداً أعمى يسوقهم للنيل منه وبأي وسيلة دنيئة تقودهم لمبتغاهم ,فحاكوا له مؤامرة خسيسة تدل على مستوى انحدارهم,وانتظروا ظرف المكان والزمان الملائم حتى يسددوا ضربتهم وينقضوا عليه ,فإذا به في طريق العودة لعرين مسكنه ,بعد قتال استمر عدة أيام أتعبه سهر أليالي فيها ,هاجمه في ليلٍ مظلم دامس قطيعاً من الأسود التي لم تتحلى وتحمل طيلة حياتهم بنبل السلالة الملكية إنما كانت صفاتهم وسلوكياتهم كخنازير وثعالب,عادة في المعركة الكثرة تغلب الشجاعة قاوم الأسد بشراسة وظل يقاتل ولكن ما باليد حيلة ,فالطعنات والكدمات انهالت عليه كالسيل الجارف الى أن أوقعته مضرجاً ينزف بدمائه لكثرة جراحه من جميع إنحاء جسده ,ثم انتظروا ليروا من بعيد ماذا سيحل به ؟قام الأسد ونظر إليهم بعين تملؤها العزة والهيبة ,ثم تأمل كثيراً بحال من دافع عنهم سنوات طويلة لأي مصير سيذهبون إليه بعد قتله ولم يحركوا ساكن لما حدث به ,قتل الأسد وجاءوا بأراذل أقوام الحيوانات المسخية ليقدموا لهم ملكهم وليمة وفريسة بأبشع منظر يأكلونه وأمام أنظار مختلف أنواع الحيوانات حتى تشاهد وضعه الأليم ليكون عبرة لكل من يتزعم السيادة مستمد قوته من قوة من يلتفون حوله ,هذه الحادثة مقصودة لأجل زرع الخوف والخنوع وتكريسها كسلوك منهجي فيهم,لكن الأنكى من ذلك جاء حيوان (الواوي)الذي يُدعى بابن آوى الذي يأكل الجيف,كان يحلم أن يسمع طوال حياته بهذا المشهد,فالعقدة دونية متلازمة معه ,أخذ فروت رأسه (الأسد),لما لها من مهابة ومفخرة,ثم بدأ يرقص فرحاً بنشوة النصر التي لم تفارقه فوجود أسد بمعنى الكلمة يشعره دائما بنقصه وشعوره بالانتقاص من الجميع لخلل كبير يحيطه من رأسه لأخمص قدمه,الواوي أقام حفلة كبيرة دعا إليها من على شاكلته وفعله ولونه ,كانت ليلة طرب وفرح وغناء لغاية الصباح هكذا هو حال الدنيا فالأحرار يدفعون ضريبة ثوابتهم ومواقفهم بعدم التنازل عنها ,هل توضح المثال لك و فهمتي  يا أبنتي ؟



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=89459
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 02 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28