• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بمن نفخر , ومن نكرم ؟ .
                          • الكاتب : نعيم ياسين .

بمن نفخر , ومن نكرم ؟

قال الامام الراحل السيد ابو القاسم الخوئي  (ره):

" اننا لا نطالب بدماء الابرياء من الضحايا بقدر ما نطالب بالاهداف والمثل التي قتلوا من اجلها " .

تعتز الامم وتفخر بشهدائها , كما تعتز ايضا بالمضحين من ابنائها فتتخذ منهم جميعا رموزا واسوة للامتثال والرقي , وما اُكرم الشهيد في دين او عقيدة مثل ما اكرم في الاسلام اذ نزل فيه قران خالد الى يوم القيامة " ولا تحسبن الذين قتلو في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون " . في العراق اليوم مئات الالاف من ذوي الشهداء والاف السجناء السياسيين , والشهداء بدمائهم والسجناء بتضحياتهم وذبول ربيع اعمارهم في زنازين الدكتاتور البائد جعلوا العراق سباقا الى الربيع الذي تشهده بعض البلدان العربية اليوم . في العراق الجديد , وفي الدستور نصت المادة 128 على كفالة الدولة ورعايتها لذوي الشهداء والسجناء السياسيين وتوفير العيش الكريم اللائق بهم , ومع ما قدم على هذا الصعيد من منح مالية , وراتب تقاعدي , وسلف علاج , واولوية في اداء مناسك الحج , وبعض المبالغ المالية لتسديد اقساط الدراسة , وكل هذا انجاز لايمكن انكاره الا ان هناك تقصيرا واضحا في توظيف السجناء السياسيين وذوي الشهداء , فالروتين الحكومي والضوابط في التعيين ما زالت تطلب من السجناء الذين يريدون التوظيف شهادات الدبلوم والبكالوريوس حتى من الموظفين منهم بعقد , بينما يفتح الباب واسعا امام غير السجناء للتعيين على الملاك لانهم من حملة البكالوريوس في بعض الاختصاصات ! والامر العجاب ان هذا يحدث في مؤسسة السجناء السياسيين التي هي حسب الدستور مؤسستهم وهم اولى بالتوظيف فيها . يجادل البعض من ذوي القرار في مؤسسة السجناء وغيرها بانهم يريدون النهوض بالمؤسسة من خلال حصر التعيين بذوي الشهادات , وتناسوا ان الكفاءة لاعلاقة لها بالشهادة وانما تاتي بالممارسة في الاختصاص الوظيفي ومن خلال الدورات المستمرة التي تقيمها دوائر الدولة لمنتسبيها وان كان للشهادة دور جزئي في الموضوع , ففي المؤسسة العسكرية مثلا - وهي اكثر المؤسسات في العالم انضباطا - هناك نواب ضباط يفوقون الضباط في السيطرة على وحداتهم وادارتها وهذا التفوق جاء من طول الخدمة وتنوع الممارسة . ان ما يعرقل تطور الاداء الوظيفي اليوم في الوزارات والمؤسسات ليس قلة ذوي الشهادات وانما كثرة المفسدين وانعدام الشعور بالمسؤولية تجاه الوظيفة وفلسفتها الشرعية والاخلاقية . ان من الواجب الاخلاقي ازاء تضحيات الشهداء والسجناء السياسيين ان يقلل من سقف الضوابط في تعيينهم على الاقل في مؤسستيهم , مؤسسة الشهداء ومؤسسة السجناء السياسيين لان ذلك من تكريمهم , وليس من تكريمهم ان تعلن مؤسسة الشهداء عن توفر درجات وظيفية لذوي الشهداء بعنوان منظفين , نعم منظفين , هل يعلم من اعلن عن هذه الدرجات ( الكريمة ) انه ومن معه ما وصلوا الى درجاتهم الوظيفية ومناصبهم اليوم لولاء دماء الشهداء وتضحيات السجناء




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=8944
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29