• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أَلْمُجَامَلَاتُ...لِمَاذَا؟! [١٠] .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

أَلْمُجَامَلَاتُ...لِمَاذَا؟! [١٠]

   لا تختلف [التَّسوية التّاريخيّة] عن [الاتّفاق التّاريخي] المُشار اليهِ، لا بالفكرةِ والجوهرِ ولا بالأُسلوبِ والأَدواتِ، بل إِنَّهما يشترِكان في نصفِ التّسمية فكِلاهما تاريخيّ! وكم أَنا أَتشاءم من هذه الصِّفة، فلقد ثَبُتَ لي بالدَّليل القاطع أَنّ كلَّ شَيْءٍ [تاريخيٍّ] فهو فاشل وهوَ يولدُ ميِّتاً، الّا ما يخرجُ بدليلٍ وهو نادرٌ جدّاً! ليس اليوم وإِنّما منذُ قديم الزَّمان! وكلّنا يتذَّكر كيفَ أَنّ الطّاغية الذّليل صدّام حسين كان يصف كلّ حركاتهِ وسكناتهِ وخطاباتهِ وزياراتهِ واجتماعاتهِ ولقاءاتهِ وقراراتهِ بالتّاريخي حتى انتهى بهِ الامرُ الى أَن يختبئَ في تلك البالوعةِ التّاريخيّة!.
   ولقد تعلَّم الخَلفُ مِنْهُ ذلك من بينِ أَشياءَ كثيرةٍ أُخرى، فكلُّ اجتماعاتهِم وزياراتهِم ولقاءاتهِم تاريخيَّةٍ! والنّتيجة؟! صفر على الشمال!.
   ليس فقط [التّسوية والاتّفاق] فلو تتبَّعنا كلَّ مواثيق الشَّرف والوثائق والعُهود والوعود واجتماعات الدّوائر المستديرة والمستطيلة والمربَّعة والمعينيَّة والسُّداسيَّة التي عقدها ووقَّع عليها الشُّركاء في العمليَّة السّياسيَّة خلال السِّنين الـ (١٤) المُنصرمة فسنجدها إِنتهت الى نَفْسِ النُّقطة والى ذاتِ المربَّع الذي بدأت مِنْهُ! وكأَنَّ [حِماراً يدورُ حولَ طاحونةٍ] لماذا؟! لأَنّها إِنشائيَّة أَكثر من كونِها حقيقيّةٍ ومُجاملات أَكثر من كونِها جدِّيَّة!.
   ليس الغرض منها وقف نزيف الدَّم مثلاً وهو الذي لازال مستمرّاً على الرّغمِ من كلّ التَّطبيل والتّزمير الذي صاحبها! كلٌّ في وقتِها، أَو لتحقيقِ النّجاح والانجاز السّليم اذ لازالَ الفَشَلُ وعلى كلِّ الأَصعِدةِ هو سيّد الموقف! وإِنّما لعرضِ العضلاتِ تارةً وللدَّعايةِ الانتخابيَّةِ أُخرى ولتسجيلِ شيءٍّ ما بإِسمِ هذا الزَّعيم أَو ذاك بِلا ثمرةٍ حقيقيّةٍ! تارةً ثالثةً! ولذلك تراهُم [المتحمّسونَ في كلِّ مرَّةٍ] مستعجِلونَ قبلَ أَن تنتهي فترة [زعامتهم] فيُسجّل المشروعِ باسمِ الخَلف فيخسر هو فُرصةً هي الأُخرى تاريخيَّةٍ قد لا تتكرَّر! ولذلكَ يستعجل بالانجازِ على اعتبارِ الآية الكريمةِ {وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا}.
   إِنّها تشبه التَّظاهُرات الخطابيّة والاعلاميّة التي تُصاحب أَخبار وضع حجَر الأَساس للمشاريعِ التي فاق عددها الـ (٦٠٠٠) مشروع على مدى [٨] سنوات هي مدّة حكم [قائد ضرورة] هو الآخر كانَ تاريخيّاً! ليتبيّنَ لنا أَنّها وهميَّة! سرقت خزينة الدَّولة وخدّرت النّاخب الذي غفا على أخبارها ليحلم بها فيما بعد!.
   الفارق الوحيد بين كلّ مشاريع التّسوية والشّرف هو الجهة المتبنِّية والمتحمِّسة لها، فتارةً يَكُونُ المتحمِّس لها أفنديّاً زيُّهُ وأُخرى معمَّماً زيُّهُ وثالثةً (چرّاويَّةً) زيُّهُ وهكذا! أَمّا الجَوهر والأُسلوب فواحدٌ لم يتغيَّر! مُجاملاتٌ في مُجاملاتٍ الغرض منها القفز على الحقائق وتجاهلها!.
   ولذلكَ تفشلُ كلَّها!.
   *يتبع
   ٩ شباط ٢٠١٧
                       لِلتّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=89430
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 02 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28