• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحكومة بحاجة الى نفر (جري)! .
                          • الكاتب : قيس النجم .

الحكومة بحاجة الى نفر (جري)!

روى لي احد أجدادنا المعمرين، أن قائداً إنكليزياً يدعى ستانلي مود، قدم الى العراق برفقة فرقة عسكرية كبيرة، لإثارة الفرقة والفوضى بين طبقات الشعب، وعندما دخل بغداد قال لمساعده: ينبغي أن نبحث عن شيء، يحبه السنة ويكرهه الشيعة لكي نشعل الصراع، وبينما هو على هذا الحال، مر رجل من جانب الرصافة، يحمل سمكاً نوع (الجري)، وفجأة قال الجنرال مود: لقد وجدتها، سنبيع الجري في أسواق الشيعة.
  أيام قليلة مضت على هذه الفكرة الغريبة، حتى بلغ الأمر قمته، حيث نشب صراع بين عدد من باعة الأسماك، كل واحد يريد أن يشد الحق صوبه، فواحد يصرخ: هذا حلال، والآخر يقول: هذا حرام، وبدأت الفتنة تكبر، ولكن بمرور الأيام وتدخل الخيرين، عادت العلاقة بينهم مثل سابقها بل وأكثر، حتى أصبح بعض الباعة الشيعة يبيعون (الجري) ومنهم من يأكله. 
للجري منافع في نظر بعض الناس، وينصح الأطباء المرضى بتناوله، رغم ما يحتويه من (زفر)، من أجل علاج قسم من الإمراض، وللحكومة أيضا منافع في نظر بعضهم، وينصح الحكماء بدعمها وتأييدها، مع ما تحتويه من (زفر)، وذلك من أجل وقوف البلد على قدمه! 
نحن نمر بعد التغيير بمرحلة من الفوضى، حتى أرسلت لنا بعض البلدان الحاقدة، أناساً على شاكلة (ستانلي مود)، ليفرقونا ويصنعوا من العراق، بلداً مشتتاً مخيفاً، وإذا أرادت الحكومة الحالية وهي (الشيعية بإمتياز)، التصدي لهم فعليها إقامة وليمة كبيرة، تبث عبر الفضائيات، ويقدم فيها سمك (الجري)، إضافة الى أصناف أخرى، لتتمكن من تحقيق تسوية مع قادة المكون السني والكردي، الشركاء الآخرون في الوطن.
ختاماً: وضع العراق يحتاج الى ثورة إصلاحية، في كل شيء لكي لا يرجع البلد، للمربع الأول (الطائفية)، وقد حان الوقت للتغيير في العقول، والنفوس، والضمائر، وصناعة قاعدة الحب المشترك، لجميع مكونات الشعب، لكي يعود بالنفع على العراق بأكمله، ويقع على قمة ذلك قائد ديمقراطي، يتفاعل مع الشعب ويصبح واحداً منهم، وأن قرارات الحكومة تنبع من الجماعة نفسها، فكل منهم يجب أن يدرك مكانته ومسؤوليته، وعلينا أن نوحد جهودنا، للوقوف بوجه جميع أنواع الإرهاب والفساد، فهما وجهان لعملة واحد.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=89105
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 02 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29