• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : واسط بين مطرقة الارهاب وسندان المسؤولين .
                          • الكاتب : مجاهد البدراوي .

واسط بين مطرقة الارهاب وسندان المسؤولين

 يوم الأثنين الماضي  الموافق15-8- 2011هز مدينة الكوت انفجار راح ضحيتة  حوالي 34 شهيد و67 مصاب .في منطقة سوق الصاغة الواقع وسط مدينة الكوت  مركز محافظة واسط ..
رحم اللة الشهداء و لعوائلهم الصبر والسلوان والشفاء العاجل بأذن اللة للمصابين ..
انة خرق امني جديد يذهب ضحيتة مجموعة من الكسبة والعمال وبسطاء ابناء المدنية الذين شاء القدر ان يكونوا متواجدين في هذا المكان لحظة وقوع التفجيرات ولم يذهب ضحية هذا الانفجار اي مسؤول في واسط اذ يجيدون توفير سبل الحماية لهم ولعوائلهم ويترفعون عن التواجد في  الأماكن الشعبية ويمتنعون عن مخالطة الناس متمسكين بأبراجهم العاجية  . في هذا الحادث سقط شهيدآ المغفور لة ابو محمد  صاحب معرض واسط الدائم للكتاب هذا الرجل الذي رفد الثقافة الواسطية بأنواع الكتب  وكانت مكتبتة محجآ لكل مهتم بالثقافة في واسط وملتقى للمثقفين وصالون ادبي غير معلن حيث تدور النقاشات الادبية والفكرية والسياسية والدينية ولم يكن رحمة اللة يضيق بهذة النقاشات او يتململ او يعلن عن ضجرة بها بل على العكس كان لة من سعة الصدر والخلق الجم ما يجعل كل من يزور مكتبتة راغبآ بالبقاء فيها اكثر وقت ممكن
اضافة لذالك كان للمكتبة انفتاح على طلبة الجامعة بماتقوم بة من توفير المراجع وطباعة  الملازم الدراسية
اي الم اصابنا لدى سماعنا  النباء الاليم واي معلم ثقافي تضرر نتيجة هذا الانفجار وهذا الفعل الجبان ..
الموضوع الامني كان ساخنآ  خلال  الايام الماضية بشكل كبير في واسط فقبل وقوع التفجير الارهابي الجبان الاخير حدث نزاع عشائري في منطقة الدجيل (ناحية واسط ) راح ضحية هذا النزاع ثمانية قتلى وخمسة عشرمصاب اصابة بعضهم  خطيرة وان سبب النزاع كان خلافات حول المواشي .ان هذا الموضوع يجرنا الى حقية ذكرها العلامة الدكتور علي الوردي في كتابة طبيعة المجتمع العراقي حيث اشار الى ان سلطة القبيلة تقوى عند ضعف هيبة سلطة الدولة  ..  وايضأ اضيف الى ذالك عندما تتوفر الرغبة والارادة السياسية لتريف المدن ومحاربة المدنية  والحداثة والقضاء على مفهوم الدولة لأن من اولى اولويات اي دولة في العالم ان  توفر الامن وترعى مصالح الناس وتحميها . اذا اتينا الى العراق فأننا نكون امام حقيقة تداخل السياسة والموضوع العشائري بشكل كبير ففي العهد الملكي استغلت العشائر كواقع اجتماعي وجيشت في الصراع السياسي لمصلحة هذا السياسي او ذاك وتم تدعيم سلطة الاقطاع في العراق وفي واسط على وجة الخصوص في اطار تحالف مع النظام الملكي وهذا ماولد هجرة العديد من ابناء الريف الى المدن والعاصمة هربآ من واقع الظلم الاجتماعي .وبعد ان قامت ثورة 14 تموز 1958 بتوجية صفعة للأقطاع وفرض هيبة الدولة ومنع تداول السلاح بين ابناء العشائر ثم القيام بأنصاف فقراء الفلاحين من ابناء العشائر وادخال هيبة الدولة وبعد ان اعتقد العديد من المراقبين ان عصر ماقبل الدولة في طريقة الى الزوال اعاد صدام المقبور الاعتبار للنزعة القبلية بتقريب بعض شيوخ القبائل وامدادهم بالمال وعقد الندوات معهم وتصويرها تلفزيونيآ
وساد مصطلح شيوخ التسعين في الشارع العراقي .بعد التغير عملت سلطة برايمر على دعم التوجة القبلي وفي واسط فأن الدعم لسلطة القبائل كان واضح جدآ من قبل ممثل برايمر الحاكم البريطاني المدعو (مارك)
والمعتمد السياسي المدعو (نيل) حيث اقام مجلس قبلي و في عهد حكومة علاوي قام الاستاذ محمد رضا جعفر الجشعمي بمتابعة سلوكيات من سبقوة في ادارة المحافظة نفس الموضوع استمر علية من تولى الامور بعد الجشعمي وقد حاولت الاحزاب الفاعلة اللعب على هذا الوتر ايضآ ...بالمقابل فأن هنالك تهميش واقصاء حقيقي بل قتل لكل قيم المدنية وتهميش حقيقي لسكان المدن ولثقافة المدنية ...
لقد سادت العصبية القبلية على حساب القانون وانتعشت العصبية المناطقية حتى تحولت دوائر مهمة مثل هيئة النزاهة الى تجمع عائلي ومناطقي على يد مدير الدائرة هيثم عايد وهي مناط بها محاربة الفساد وتحول بالمقابل مبنى الادارة المحلية الذي يفترض ان يكون مكان للعرض  المسرحي والندوات الفكرية الى مكان لعقد اجتماعات عشائرية سياسية لدعم هذا المرشح او ذاك .ولم يكلف مجلس محافظة واسط نفسة حتى الان تنفيذ اي برنامج ثقافي حقيقي للنهوض بالواقع الثقافي في المحافظة  ولازال اعضاء اتحاد  الادباء في واسط حتى الان يشكون عدم توفر بناية لهم تليق بأتحادهم في حين امسى مبنى اتحاد الاعلامين لمحافظات جنوب الوسط مهجورآ بعد نفاذ مبلغ المنحة التي اعطيت لة ولازال مبدعين معينين في واسط يشكون النسيان مثل الدكتور علي عبد الاميرصالح الحكيم وهو مترجم  لروائين عالمين وكاتب رواية وقصة معروف عربيآ .
ولازالت الحكومة المحلية  وبعض النواب  يسعون لتغيب واعتقال وتدبير المكائد لكل من كتب مقال ضدهم
اي قدر احمق واي سحر اسود عاث بألباب مسؤولي واسط وهم يسعون للعودة بنا الى عصور ماقبل الحضارة .  ليرفع كل شريف وكل غيور نعم لدولة  تحترم الحريات تحترم  الدين وتصون ارواح الناس وتقدر على حفظ الامن  والف لا لدولة تنتمي للعصور الوسطى .. 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=8846
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28