• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شطحات جمهورية النبي .
                          • الكاتب : سامي جواد كاظم .

شطحات جمهورية النبي

 لو شاءت الاقدار ان يترك الله الخيار للعباد في الاختيار منهجا للنبي المختار لما استقروا على قرار لان هنالك ادب الاستهتار .
 
عن ماذا يكتبون والى ماذا يقصدون؟ واجزم انهم لا يعلمون، الكلمات التي يكتبها من لا يحلو له الاغلبية لانه يريد اغلبية وفق مقاساته هو لا يقصد الاسلام بل يقصد من تقمص ثوب الاسلام فيبدا بالاستشهاد بنصوص مبتورة وظواهر مغمورة وتعليقات مجرورة بحرف الجر فوضوية .
 
عندما يخلط الكلمات بين مفاهيم متناحرة لا علاقة لها فيما بينها تاتي نغمة شاذة يصفق لها الشواذ وهم اصبحوا الاغلبية والاخيار هم الاستثناء، المهم انه يمسك القلم مع حس شاعري حتى وان شطحت كلماته باخطاء املائية ونحوية ومطبعية مع التيه في بحر المصطلحات سيصفق لها من لايفهمها
 
وجدته يتحدث عن اسلام الدولة الاموية لينتقدها وهذا ليس بالشيء الجديد ولو اقيمت الدولة الاموية الان لاختارت العلمانيين بدلا من وضّاع الحديث لانهم سيقدمون خدمة افضل من سمرة بن جندب وسيف بن عمرو.
 
تمعنوا معي في مفارقات هذه الجمهورية التي تخيلها كاتبها عبد الرزاق الجبران والتي جاءت على سفينة مخرومة وسط بحر هائج لا تعلم متى سيكون مصيرها مثل تايتانك، يستشهد بالاعور ليذم الكفيف ويترك المبصر هذه الاستشهادات لطيفة لهوات الشطحات ، يستشهد بالذي يسرق حلي فاطمة بنت الحسين عليه السلام يوم الطف ليقول انه لو كان فارس او راعي عربي لما اقدم على هذه الفعلة ولكنه يحمل عقل اسلامي ، ومن هنا جزم هذا الرجل بان من يحمل عقل اسلامي يقدم على هذا الفعل ، فما اوجه المقارنة بين العربي ( قومية ) والاسلامي ( دين ) انا على خطا فهذه هي صفة الشطحات ودائما تكون المقارنة ايهما افضل الشجرة المثمرة ام سيارة تويوتا؟
 
لماذا تجعل من السارق يحمل عقل اسلامي ولماذا اجزمت انه لم يكن راعي او فارس عربي ؟ ومن قصدت بهما اليست الجاهلية ؟ هنيئا لك الجاهلية ، ولماذا لم تلتفت الى الطرف الثاني في واقعة الطف؟ نعم انه الامام الحسين عليه السلام ، وتعلم احترام رموز الاسلام ولا تذكره مع نيتشيه او تولستوي فلكل رجل مقام .
 
"الدين ليس قانونا مجبور عليه المرء بل انه ضمير" ، كلمات لكي تجعل من الدين افيون لتترجم قائلها قدوة العلمانيين ، فهل انت لك حق الخيار فيمن تصاحب ومن تتزوج ومن يعمل معك وليس من حق الله ان يختار صفات العبد الذي يريد ان يعبده ؟ فهل كل من يصلي او يصوم تقبل عبادته؟ ومن اين لك ان الفقيه يحاسب من يصلي ؟ اقرا جيدا عن ابجديات الاحكام الشرعية ولا تقحمها في جمهوريتك فانك سربت بعيدا وابقيت بعض مفردات الاسلام في جعبتك لتلوح بها اذا ما سؤلت عن هويتك .
 
لو كنت قرات الصفحات الوضاءة من تاريخ الاسلام لعلمت ان العبيد عند الجاهلية واسيادكم الاوربيين في القرون الوسطى التي اخطات في كتابتها فغيرت المعنى في جمهوريتك عندما كتبت ان تجارة العبيد تفوق نظام الحكم في ظلم القرون الوسطي اي اصبح الظلم وسطي بدلا من ان تكتب القرون الوسطى لانك تستصغر النقطة ولا تعلم انها تغير المعنى مثلما استصغرت كثير من الروايات المبتورة معتقدا انها لا تؤثر على المعنى ، فاعلم ان الاسلام هو من شرع قوانين تحرير العبيد ( عتق رقبة ) بل جعل كفارة بعض التجاوزات هي تحرير رقبة .
 
ولان جمهوريتك مليئة بالشطحات فان فيها عقدة نصب وجر المرفوع لانها لا تريد ان ترى احدا مرفوع الراس ( عاش بها المستبعدين،المجددين عادة هم الذين ، المتكلمين اعتقلوا الانبياء، وما فعله مؤرخي العبيد) هذه في اول عشر صفحات فقط، وزد على ذلك فانها تتلاعب بمبادئ ابي ذر الغفاري لتجعل منه شيوعي اشتراكي ، يا لله ويا للجمهورية النبوية مجازا
 
الحديث يطول وسيكون لها مقام في كتابنا ( الاسلام بين التطرف العلماني والتطرف الاسلامي)
 
من كتاب جمهورية النبي تاليف عبد الرزاق الجبران البصراوي  



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=88397
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28