• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : السلفية عصا ال سعود الغليظة .
                          • الكاتب : صلاح حسن الموسوي .

السلفية عصا ال سعود الغليظة

تباينت مواقف حكومة المملكة العربية السعودية من مابات يسمى بثورات الربيع العربي بين تأييد الأنظمة القائمة الى حد ارسال القوات العسكرية الى البحرين لدعم النظام هناك ضد الأحتجاجات الشعبية ,وموقف اخر مغاير تماما في سورية يتمثل بالدعوة العلنية لتغيير النظام والعمل خلف الكواليس مع الولايات المتحدة ودول اوربا الغربية لأسقاط حكم الرئيس بشار الأسد , وبين الموقفين المتباينين وقفت السعودية موففا مؤيدا لأنظمة زين العابدين بن علي وحسني مبارك وعلي عبدالله صالح ترجم عبر وسائل الأعلام المحسوبة على السعودية او باظهار موقف رسمي قوي معترض  على الموقف الأمريكي الذي خذل الرئيس مبارك في ذروة الثورة المصرية الظافرة .

مع استمرار الربيع العربي ادركت السعودية موقعها في قلب العاصفة , حيث تعني البحرين واليمن ملفين داخليين محضين , ورسم سقوط نظام حسني مبارك اجواء الهزيمة المرة لمعسكر السعودية المسمى بـ ( الأعتدال ) ولمصلحة غريمها الأكبر معسكر ( الممانعة )الذي سجل فيما مضى انتصارات جلية ضد السعوديين في كل من العراق ولبنان مما فاقم من تراجع النفوذ السعودي في السياسة العربية وساعد المنافس القطري الصاعد على الساحة الخليجية والعربية في التألق بمعالجة القضايا الشائكة على الصعيد اللبناني والفلسطيني والسوداني مرغما السعوديين على الانكفاء في جزيرة شبه منعزلة عن الشؤون العربية والأقليمية .

قبل ان يتحول النفوذ الأيراني الى بعبع يحاصر السعودية من جهات العراق والبحرين واليمن ويهدد بطرق الداخل السعودي بقوة في المنطقة الشرقية ومنطقة عسير, دخلت السياسة السعودية في ازمة ذاتية عميقة بعد احتلال صدام للكويت واستجلاب الاف الجنود الأمريكان للتواجد على الأراضي السعودية مما ولد شبه انشقاق مع المؤسسة الدينية الوهابية المتحالفة مع ال سعود وتسبب فيما بعد بجفاء خطير مع الولايات المتحدة اثر حصول هجمات 11سبتمبرواتهام السعودية كمفقس رئيسي  في توليد الأرهابيين  والتصريح العلني من قبل صقور ادارة بوش بان ايام العائلة السعودية الحاكمة باتت معدودة وان سقوط البيت السعودي اصبح وشيكا نتيجة للتأمر بين الوهابيين وال سعود ضد امريكا ومصالحها مما يستدعي فعلاَ امريكيا للتخلص منهما معاَ . وقد تمخض الرد السعودي عن انجرار شبه كامل خلف السياسة الأمريكية تحت ستار ماسمي بمحور( الأعتدال) الذي تجاوز الخصوصية الوطنية والقومية الى حدود اتخاذ مواقف حيادية تجاة الحرب الأسرئيلية على لبنان عام 2006 وحرب غزة عام 2008, وكان اكثر المشاهد اثارة وتعبيرا عن التبعية الفجة للولايات المتحدة , الأجتماعات الدورية لكوندليزا رايس بروؤساء مخابرات مصر والسعودية والأردن والأمارات مجتمعين في احدى العواصم العربية وذلك في اطار مايسمى بمكافحة الأرهاب .

في خضم التحول الجاري على الساحة العربية بفعل الأنتفاضات الشعبية تظهر السعودية استراتيجية معلنة لأستثمار وجود الحركات السلفية في الدول العربية وتقويتها عبر ضخ مليارات الدولارات كما اعلن في مصر عن تخصيص اربع مليارات دولار للحركة السلفية في مصر والسعي لفرضها على المشهد السياسي المصري على الرغم  من هامشية هذة الحركة في الثورة المصرية وارتباطها باجهزة امن النظام السابق الى حد وجود شعبة في جهاز امن حسني مبارك باسم ( سلفية امن الدولة ), وقد ابتدأ هؤلاء السلفيين بعد انتصار الثورة باعمال عنيفة ضد الأقباط والصوفيين واستعارة لغة تنظيم القاعدة في وصف الأستفتاء حول الدستور عبر توجيه احد خطبائهم لاتباعه السلفيين بواجب المشاركة في ( غزوة الصناديق ).وفي اليمن يخوض حزب الأصلاح السلفي حربا يومية مع الحوثيين في مناطق الجرف وصعدة على الرغم من اشتراك الطرفين في الثورة على علي عبدالله صالح , ولليمن تاريخ طويل من الهيمنة السعودية وفرض ترسيم الحدود الذي غمط حقوق اليمن في مناطق عسير, وقد لعبت حملات التبشير السلفي السعودي المدعومة بالأموال الطائلة دورا اساسيا في تحويل اليمن الى حديقة خلفية لسياسة ال سعود , اما سورية فتحمل نوع من القدسية في الوجدان السلفي كونها موطن ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الجوزية وتحتضن السعودية على اراضيها كبار شيوخ السلفية السوريين من امثال العرعورالذين يوجهون اتباعهم بشكل يومي عبر قنوات الوصال وصفا . وفي نبرة طائفية مغرقة بالعدوانية والظلامية افتى  الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى بجوازابادة ثلث الشعب السوري لأنقاذ الثلثين الأخريين , في اشارة الى الأقليات في سوريا , وكان الشيخ اللحيدان وفي تماشي مع الموقف الرسمي السعودي المعادي لحماس في حرب غزة قد وصف المتظاهرين العرب المناصريين لأخوانهم في غزة بالمفسدين في الأرض .

 ارتبط تاريخ ال سعود بالتوظيف الدائم للحركة الوهابية لتوسيع سلطانهم ابتداءا من هيمنة عبد العزيز بن سعود على كامل ارض الجزيرة العربية وانتهاءا بدفع هذه المجاميع صوب المناطق الأخرى كحركة الأخوان التي كانت تهاجم بوادي ومدن العراق والشام واليمن في مطلع القرن العشرين , وتبديل الأسم الى ( السلفية ) االتي قاتلت مع الأمريكان ضد الأتحاد السوفيتي في افغانستان وصولا الى اختراق جميع الدول الأسلامية عبر مسمى ( السلفية الدعوية ) والهيمنة بواسطة الجمعيات الخيرية من خلال الأموال التي تضخها الميزانية السعودية , وياتي مسمى ( السلفية الدعوية ) للأيحاء بالأختلاف عن السلفية ( الجهادية ) التي ارتبطت بتنظيم القاعدة وابعاد شبهة العمل السياسي عن نشاطاتها , ولكن المراقب للأحداث يكتشف بطلان هذا التمايز ,بين سلفية جهادية اعلنت حربها العالمية الأولى عام 1998عبر تاسيس بن لادن والظواهري واخرين للجبهة الأسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبين , وسلفية تدعي انها دعوية اعلنت حربها العالمية الثانية وتتوثب للهيمنة على مصير الشعوب العربية مستغلةهشاشة البنية الثقافية المدنية للأقطار العربية وألأثر المدمر لحكومات الأستبداد المعمرة واموال دول الخليج التي باتت برلمانتها ومؤسساتها رهينة بيد السلفيين وانانية الغرب الذي لايهمه من العرب غير النفوذ وسرقة الثروات.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=8832
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18