• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : علاقات دائمة ؟! .
                          • الكاتب : كريم الانصاري .

علاقات دائمة ؟!

 حينما نبحث بعضَ المفاهيم  - كمفهوم العلاقة بمعناه الإنساني - في  معاجم اللغة والمصطلح والبيان ، بنحوٍ من  البساطة والوضوح دون التكلّف والغموض في استيعاب المعنى  المتبادر إلى الأذهان ،  يختلّ البحث ويتعثّر الوصول إلى المقصود بتبادر "البنيويّة " التي تستوقفنا بأُصولها ومؤنها المكوِّنة للمحتوى والعنوان ، ف "العلاقات " بما هي هي  تأخذ مأخذها في المقام والوجدان  ..
 ولا يخفى على الكثيرين أنّ "  البنيويّة " كما قيل أساساً : منهج بحث مستخدم في عدّة تخصّصات علمية تقوم على دراسة العلاقات المتبادلة بين العناصر الأساسية المكوِّنة لبنى يمكن أن تكون: عقلية مجرّدة، لغوية، اجتماعية، ثقافية. بالتالي فإنّ البنيوية تصف مجموعة نظريات مطبّقة في علوم ومجالات مختلفة مثل الإنسانيات والعلوم الاجتماعية والاقتصاد ، لكنّ ما يجمع جميع هذه النظريات هو تأكيدها على أنّ العلاقات البنيوية بين المصطلحات تختلف حسب اللغة/ الثقافة ، وأنّ هذه العلاقات البنيوية بين المكوّنات والاصطلاحات يمكن كشفها ودراستها. بالتالي تصبح البنيوية مقاربة أو طريقة (منهج) ضمن التخصّصات الأكاديمية بشكل عام يستكشف العلاقات الداخلية للعناصر الأساسية في اللغة، الأدب، أوالحقول المختلفة للثقافة بشكل خاصّ ، ممّا يجعلها على صلة وثيقة بالنقد الأدبي وعلم الإنسان ، الذي يعنى بدراسة الثقافات المختلفة.
 وتتضمّن دراسات البنيوية محاولات مستمرّة لتركيب "شبكات بنيوية" أو بنى اجتماعية أو لغوية أو عقلية عليا.. من خلال هذه الشبكات البنيوية يتمّ إنتاج ما يسمّى "المعنى" meaning عبر شخص معيّن أو نظام معيّن أو ثقافة معيّنة. 
ويمكن اعتبار البنيوية كاختصاص أكاديمي أو مدرسة فلسفية بدأت حوالي 1958 وبلغت ذروتها في الستّينات والسبعينات.
 
وقيل أيضاً : معنى أبحاث بنيوية : كونها ذات علاقة ببناء مجموع معنويّ كالدَّولة والمجتمع وغيرهما. 
وهي مصدر صناعيّ من بِنْيَة ، مذهب في العلوم والفلسفة مؤدّاه الاهتمام أوّلاً بالنظام العام لفكرة أو لعدّة أفكار مرتبطة بعضها ببعض ، وامتدّ إلى علوم اللغة عامّة وعلم الأُسلوب خاصّة . ويُعرف أحيانًا باسم البنائيّة والتركيبيّة ( العلوم اللغوية ) ، وهي نظرية تهتمّ بالجانب الوصفيّ من اللغة ، وتنظر إليها على أنّها وحدات صوتيّة تتجمّع لتكوِّن المورفيمات التي تكوِّن الجملة ، ومن أعلام هذه النظرية بلومفيلد الأمريكي .انتهى .
 
ولاأدري لِمَ تداخَلَ موضوعُ بحثنا مع موضوع " البنيوية " مع ما بينهما من التفاوت والتباعد ربما .. وربما مصطلح " العلاقة " بالذات هو الذي استقطب لاشعورياً " البنيوية " بحالها الفلسفي المنهجي المعرفي .. ولعلّه لوجود نوع ترابطٍ  وتماهي بينهما ؛ كون العلاقات الإنسانية متشكّلة  من جملة عناصر ومبادىء أساسية قد تتوافر بأجمعها وقد يُفقَد الكلّ أو البعض منها .. وعلى ضوء ذلك يتحدّد شكل العلاقة ومحتواها ، فقد تكون علاقة لأجل علاقة ، وقد تكون علاقة لأجل مصلحة ..  
 
 
فحينما يقولون : " لاعلاقات دائمة إنّمامصالح دائمة " يتبادر السؤال عن مفهوم " البنيوية " كنظرية جادّة وفلسفة فاعلة  ومذهب معرفي نابض قائم على " العلاقة " ، و عن المعنى الإنساني للعلاقة القائم على القيم والمبادىء والأخلاق الفاضلة  .. ولاندري حين تأفل " البنيوية " بظهور " البنيوية المحدَثة " وضمور الثانية ببزوغ " العولمة " و" الحداثوية " و" مابعد الحداثوية " ... لِمَ ترانا نصاب بخيبة أملٍ في مَيْدَنة أصل " العلاقات " على صعيد التبادر المفهوميّ الإنساني ، ونزداد خشيةً  من سلطة " المصالح "  الآخذة بالهيمنة الشاملة على أحاسيس وأفكار وفعال الذات الإنسانية حتى تكاد تنسيها أو تفقدها القيم والمبادىء الأخلاقية التي قام عليها العقل الثاني   
لقد أثبتت الميادين علوّ المصالح على العلاقات طبق الخطوط البيانية  ، بل لم يبق إلّا القليل من العلاقة الحقيقية ، والكثير من الأمانيّ والذكريات العالقة على صفحات الضمائر والقلوب الإنسانية .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=88308
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29