• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الوكالة تضيع الأبتر بين البتران ! .
                          • الكاتب : عمار جبار الكعبي .

الوكالة تضيع الأبتر بين البتران !

امست واصبحت السنتين السابقة والجديدة على دماءنا ، ليعم اللون الأحمر من جديد ، ليس لون الاحتفال بالكرسمس ، وانما لون الدماء والاشلاء المتناثرة من بقايا اجساد ابناء وطني ، لقد كان احتفالاً بهيجاً مليئاً بالصراخ والآلام ، فأنقسمنا الى نصفين الاول محتفلٌ مبتهج لا يعلم بآلام ابناء شعبه ، والاخر احيا ليلة رأس السنة بين بقايا أحبته وشهداءه 
الخروقات الامنية والتفجيرات الاخيرة التي ضربت السنك وبغداد الجديدة ومدينة المظلومين ( مدينة الصدر ) وباقي مدننا العزيزة ، تعكس حقيقتين أساسيتين ، الاولى ان داعش بات ككريات الدم الحمراء ، تسري بين أوردة المجتمع ، وما لم يكن هذا الجسد يملك مناعة حقيقية تجاه التطرف فلن يستطيع التخلص منه ، فالخلايا اخطر ممن يعلن عداءه الصريح ، لان عملياته تكون اكثر ضرراً وتأثيراً وعمقاً في نفوس الناس ، اما الحقيقة الثانية فهي الفشل الامني المتراكم ، الذي لم يتم معه انتهاج استراتيجية واقعية للتعامل مع هذه الخروقات 
استمرار ادارة مناصب الحكومة بالوكالة هو امر خطير جداً ، يعكس الحالة الحكومية المترنحة والتي تفتقد الى ابسط الرؤى لإدارة المناصب ، وخصوصاً الامنية منها ، بقاء شخص واحد يدير هذه الوزارتين اضافة الى منصبه كرئيس للوزراء هو منحى دكتاتوري لا يختلف عن سابقه سوا في الخطاب ، واما السلوك والمخرجات فتتطابق انطباقاً تاماً ، وكأن اجهزة حزب الدعوة تشابه اجهزة ( ابل ) تختلف الاشكال بينما النظام والجوهر واحد ! ، يتلخص في السيطرة على اكبر قدر ممكن من السلطة وأدواتها ، وبهذا يكون انتقاد الكتل السياسية وتحميلها مسؤولية الانتكاسة الامنية الاخيرة والتفجيرات هي حيلة ليتم تشتيت انتباه الجمهور ، كي ينطبق المثل الشعبي ( ضاع ابتر بين البتران ) ، لعدم إلقاء المسؤولية على المقصر الفعلي ، نتيجة التشتت الذي يعاني منه المجتمع جراء سياسات التجهيل التي تُمارس ضده من حزب السلطة واتباعه المخلصون ! .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=87950
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29