• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العلاقات الروسية التركية بعد اغتيال السفير الروسي .
                          • الكاتب : مركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة كربلاء .

العلاقات الروسية التركية بعد اغتيال السفير الروسي

 سعد محمد حسن الكندي

 
باحث في قسم الدراسات الدولية
 
مركز الدراسات الاستراتيجية/ جامعة كربلاء
 
كانون الاول-ديسمبر 2016
 
المتتبع لطبيعة العلاقات الروسية التركية وماشهدته من احداث وتوترات نتيجة الخلافات حول قضية الازمة السورية يلاحظ ان لكل طرف منهم رؤية وهدف ومصلحة تختلف عن الاخر، فالمصالح الروسية في سورية تتمثل بالآتي:
 
الاحتفاظ بقاعدتها العسكرية في ميناء طرطوس، اذ تعد قاعدة طرطوس البحرية العسكرية آخر موقع بحري لأسطول روسيا بمنطقة البحر الابيض المتوسط. وتعتبر مرفقا استراتيجيا طويل الامد تم بموجب اتفاقية بين روسيا وسوريا عام 1971م.
بيع السلاح : أصبحت روسيا المورد الرئيس لسوريا بالأسلحة. وبعد اندلاع الازمة، لجأت سوريا الى روسيا للحصول على أسلحة حديثة تشمل (نظم الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات. وفي عام 2009 تم شراء طائرات ميج29إس إم المقاتلة، ونظم اس أي الدفاعية، ونظم صواريخ اسكندر الدفاعية، وطائرات ياك130، وغواصتين من طراز آمور) .
وتشير الإحصائيات بأن قيمة العقود بين روسيا وسوريا عام 2011 بلغت أربعة مليارات دولار. اذ تحتل سوريا المرتبة السابعة بين الدول التي تستورد أسلحة من روسيا.
 
المصالح الاقتصادية، بلغت الاستثمارات الروسية في سوريا عام 2009 حوالي (20) مليار دولار، لاسيما في مجال التنقيب عن النفط، اذ نجد شركتي (تا تنفت وسويوز فتغاز ) الروسيتين تقومان باستخراج النفط، كما تستثمر روسيا في مجال الغاز الطبيعي بالقرب من الرقة. كذلك شيدت مجموعة ذا نورث ويسترن غروب عام 2008 مصنع لمعالجة البترول بالقرب من دير الزور.
اما المصالح التركية فتتركز بالآتي:
 
اقامة منطقة آمنة على الحدود السورية التركية والتي تقدر بحوالي 822 كيلومتر تكون ملاذ آمن للسكان السوريين بدلا من الهجرة خارج البلاد.
منع " قوات حماية الشعب" الكردية التابعة للجناح السوري "لحزب العمال الكردستاني" الذي تعده تركيا منظمة ارهابية، من التواجد في المناطق ذات الاغلبية الكردية .
تهتم تركيا بوجود جار حليف مناسب وقوي تستطيع ان تتعامل معه
تنظر تركيا الى سوريا كممر واصل الى الوطن العربي.
ويمكن تشخيص أبرز نقاط الخلاف بين روسيا وتركيا في سوريا بالآتي:
 
الخلاف حول بقاء الاسد بالسلطة، فروسيا لا ترى عنه بديلا، لاسيما أن الجماعات الارهابية موجودة وتقاتل، فهي كما تدعي لا تريد تسليم سوريا " لمجاميع ارهابية". اما تركيا فتطالب بتغيير الاسد باي شكل من الاشكال.
إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا، اثار موجة من الخلافات بين البلدين.
استهداف القوات التركمانية في جبل التركمان من قبل القوات الروسية .
وعلى الرغم من كل هذه الخلافات، فقد شهدت العلاقات بين روسيا وتركيا في الآونة الاخيرة تقاربا ملحوظا جراء زيارة الرئيس الروسي بوتين الى تركيا. اذ ساهمت الزيارة في تقليل حجم الخلافات بين البلدين، وابدا الجانبان حرصهم على ايجاد تفاهمات مشتركة حول الازمة السورية. وابدت روسيا موافقتها بإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا مع الحدود التركية، كما غيرت تركيا نوعا ما موقفها في سوريا.
وتزامنا مع العميات العسكرية في حلب اغتيل السفير الروسي في تركيا أندريه كار لوف. فهل سنشهد توترا جديدا بين تركيا وروسيا ام سيستمر التفاهم والتقارب بينهما؟
أغلب المؤشرات تشير الى ان العلاقة بين تركيا وروسيا لا تتأثر بل ستزيد ومن اهم المؤشرات ما يلي:
معظم ردود الافعال الرسمية إزاء الحادثة تؤكد حرص الجانبين على استمرار التقارب، ولن تعود العلاقة الى نقطة الصفر.
اعلنت روسيا بأن الهدف من الحادثة هو افشال تسوية العلاقات بين روسيا وتركيا وعملية السلام في سوريا.
وجهت تركيا الدعوة الى روسيا للمشاركة في التحقيق الخاص بقضية الاغتيال.
الاتفاق على عقد مؤتمر موسكو، يضم كل من روسيا وتركيا وإيران، حول الازمة السورية.
خلاصة القول: ان العلاقات بين تركيا وروسيا لن تتأثر بحادثة اغتيال السفير، لحاجة كل طرف للآخر. فموسكو تحتاج الى انقرة لمواجهة العقوبات المفروضة عليها من قبل الغرب عبر مزيد من دعم العلاقات الاقتصادية والتجارية، بينما تحتاج تركيا الى روسيا للتخفيف من العقبات التي واجهتها عقب محاولة الانقلاب الفاشل في يوليو/ تموز الماضي.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=87937
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19