• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العام الجديد ...انا العراقي .. ماذا أقول ...؟؟ .
                          • الكاتب : د . يوسف السعيدي .

العام الجديد ...انا العراقي .. ماذا أقول ...؟؟

أيها العام الجديد القادم والمحتفى به.. ...أنا لست من حملة الشموع والورود إليك اليوم،

لأننى أسير ما قبلك، ....مثخن بالجراح، ....ومثقل بالهموم والآلام.... ولكنى أسألك.. أجئتنا بما مضى.. أم لأمر فيك تجديد لحياتنا!؟.

وطن الإنسان: يتمزق.. يغرق فى الدماء.. يُدمر ويحرق.. يُدفع إلى الهاوية.. يُقاد إلى المجهول.. يفنى أمام

ناظريه.... وإنسان الوطن فى غيبوبة.. لا تحركه نوازع وطنية.....ولا تثيره مشاعر الغضب وأحاسيس الجراح ....والألم بمعاناة الوطن وأهله.... وهو يأبى أن يستيقظ من سباته وينهض لنجدة الوطن وإنقاذه،..... وهو بجهله يظل فى غيبوبته لا يبرح مكانه.....ولا يكف عن أعماله السيئة.....وبهذا يعين الأعداء....ويكاد أن يكون أشد عداء من الأعداء على الوطن.. ويهرب ويذهب بعيداً..... لكي لا يسمع صوت رثاء الثكالى... وأنين ندبهن... وبكاء الأرامل... وآهات وجعهن.....وصراخ الأطفال المذعورين.....وكثير منهم من الأيتام..الذين أحتضنتهم الشوارع والأزقه ، بعد أن فقدوا العائل والسكن......

أنا الوطن المصاب فى نفسى وأبنائي، أنا (أم الجميع) .. أنا روح الجسد.. ورئة القلب.. أبنائي نزغ الشيطان بينهم وأبلاهم بفتنة.... يتقاتلون..القاتل والمقتول من أبنائي.. فأنا المقتول ...ويا ويلّي قاتلي هم أبنائي.!! هل هناك فى الورى من يهب لنجدتى ويسترنى ؟؟أم أظل كالشاة المذبوحة لا يضيرها سلخها بعد ذبحها..!؟

أجبنى أيها العام الجديد المحتفى به ...أو فليجبنى المحتفلون بك....

أنا إنسان.. روح وجسد.. قلب وعقل.. بكل المعانى حي أنتمى إلى المجتمع الإنسانى ... أريد أن أعرف موقفهم تجاه ما يحصل لى بوضوح.....وإن كان بعضهم قد فقد معنى مفهوم الإنسان والإنسانية... وأصبحوا جزءا من مشكلة معاناة الإنسانية.... إلا أننا فى أزمتنا لم نفقد الأمل فى الحل.....حتماً سيأتينا الزمان به فى أوانه...، وبما كنا نجهله أو نستهين به من الأحداث....ويأتينا بالأخبار التى لم نتزود بها من أحداث التاريخ وعبره....رغم الآلام وعمق الجراح.....وكيد الكائدين ومكرهم.... قريباً سنهتدى للحل.... وينجلى ظلام الليل بصبح الفرج.....بصدق إيماننا بالله تعالى ... ويقيننا بوعده (فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً).. وبتمسكنا بالأمل لحياة أفضل ....ننتظرك أيها العام الجديد....عسى الله عزوجل أن يسرع بفرج أزمتنا فى مستهل دخولك علينا، وما ذلك على الله تعالى بعزيز.....




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=87670
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 12 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19