• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : هكذا واجه النبي محمد (ص) ظاهرة التكفير!! .
                          • الكاتب : طاهر القزويني .

هكذا واجه النبي محمد (ص) ظاهرة التكفير!!

 التكفير ليست ظاهرة جديدة على المسلمين وقد جربت المجتمعات الاسلامية الاولى ظاهرة التكفير لكن النبي واجهها بقوة منطقه وكلامه فلم يسمح بانتشارها وتحولها الى ظاهرة اجتماعية كما هو حاصل اليوم بالنسبة للتيارات التكفيرية التي تمسك بزمام الامور في بعض البلدان العربية والاسلامية وهي تدعم ظاهرة التكفير وتنشرها بشكل واسع في كل العالم فهناك المئات من المدارس الدينية  في افغانستان وباكستان وحتى في افريقيا التي تغذي طلابها بالعقيدة التكفيرية المسمومة والمدمرة لهذه البلدان بالاضافة الى بلدان الخليج التي تعتبر مركز الاشعاع الاول لعقيدة التكفير ومنها ياتي الدعم المالي لنشر هذه الظاهرة في كل بلاد العالم واوروبا.

ومنذ الوهلة الاولى جابه النبي الاكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ظاهرة التكفير من خلال الاحاديث التي ادلى بها والمواقف التي تبناها وهكذا وقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم امام اول محاولة للتكفير برزت من جانب احد الصحابة والقصة تنقلها كتب التاريخ } فلما رجع رسول اللّه وسلم صلى الله عليه وآله وسلم من غزوة خيبر، وبعث أُسامة بن زيد في خيل الى بعض قرى اليهود في ناحية فدك، ليدعوهم الى الاسلام، وكان رجلا من اليهود يقال له مِرداس بن نَهيك الفَدَكي في بعض القرى، فلما أحسّ بخيل رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم جمع أهله وماله وصار في ناحية الجبل فأقبل يقول: أشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً رسول اللّه، فمرّ به أُسامة بن زيد فطعنه فقتله، فلما رجع الى رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم أخبره بذلك، فقال له رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم “قتلت رجلاً شهد أن لا إله إلا اللّه وأني رسول اللّه”؟ فقال: يا رسول اللّه، إنما قالها تعوذاً (خوفاً) من القتل، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم “فلا كشفت الغطاء عن قلبه، ولا ما قال بلسانه قَبلت، ولا ماكان في نفسه علمت”. فحلف أسامة بعد ذلك أن لا يقتل أحداً شهد أن لا اله إلا اللّه وأن محمداً رسول اللّه} (1) وعلى اثر ذلك نزلت الآية العظيمة  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}   النساء -94-
ونحن نقول لكل من يكفر المسلمين مقالة رسول الله لاسامة فهل شققت عن قلب من تكفر وعرفت انه لايصدق في مقولة الاسلام؟ والاسوء من هؤلاء هم السلفيون التكفيريون الذين يؤولون الاحاديث ويخالفون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صراحة والقرآن جهرا عندما يكفرون المسلمين لافعال يفعلونها وطقوس يفعلونها لمجرد انها تعارض اهواءهم وتناقض فكرهم المريض.
وهذه الآية واضحة في احكامها ولايحتاج المسلم كثيرا من التفكير لكي يفهم معناها ويدرك مغزاها، ومن هنا؛ لايأتي يوم القيامة رجل ويعتذر بجهله انه كان من جملة الذين يكفرون المسلمين والآية واضحة في نبذ التكفير بحق حتى من شهد الشهادتين خوفا على حياته وحياة عياله.
الآية القرآنية التي اقرت عدم شرعية التكفير وتجريمه نزلت في حادثة تزرع الشك والشبهة والارتياب في قلب  كل من كان في موقف اسامة بان اسلام اليهودي لم يكن اسلاما صادقا وانما هو اسلام لفظي المراد منه حفظ النفس من القتل وان نطقه بالشهادة كان بهدف الخلاص من القتل مع ذلك فإن الله سبحانه وتعالى قبل بشهادته وادخله الاسلام لمجرد التلفظ بقول الشهادتين  حتى لو خالف ذلك مافي قلبه من عدم الايمان بدين الاسلام حقا وصدقا فتلفظه بالشهادة تكفيه لحفظ عرضه وماله ونفسه، وهذا حكم الكتابي المحارب اما الكتابي المعاهد فهو محفوظ بدمه وماله وعرضه حتى لو لم يتلفظ بالشهادتين.
والتكفير محرم في جميع مذاهب الاسلام لوجود النصوص الواضحة ونحن هنا سننقلها من كتب الاخوة من اهل السنة لنؤكد ان حرمة تكفير المسلمين هي قاعدة اساسية في الاسلام ولايأتي احد ويحاول ان يشرعها من خلال القول بالاستثناءات وبوجود ضوابط للتكفير وهو بذلك يقف موقف الراد على كتاب الله ونبيه الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم وهذه النصوص أخذناها من كتاب واحد من كتب اهل السنة ومصدر من مصادرهم وهي مليئة بمثل هذه الاحاديث فقد ورد في كتاب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للمتقي الهندي ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  قال {8267 – أيما رجل مسلم كفر رجلا مسلما فإن كان كافرا ، وإلا كان هو الكافر} ووفق هذا الحديث الشريف فإن الفرق والجماعات والمدارس الفكرية التي تكفر المسلمين هي بحكم الله كافرة وكل من كفر مسلما نطق بالشهادتين فهو كافر كما في الحديث ايضا { 8269 – إذا قال الرجل لأخيه : يا كافر فقد باء بها أحدهما} واما بالنسبة الى الذين يكفرون المسلمين لذنوب يرتكبونها فهذا الحديث الشريف يضرب على افواههم {
8270 – كفوا عن أهل لا إله إلا الله لا تكفروهم بذنب فمن كفر أهل لا إله إلا الله فهو إلى الكفر أقرب} وفي الاحاديث الشريفة من قال لاخيه ياكافر فقد قتله وفي المعجم الكبير  { 461 – إذا قال الرجل لاَخيه يا كافر فهو كقتله، ولعنُ الموَمن كقتله} ذلك ومن يطلق حكما بالكفر على مسلم فقد اباح بذلك دمه وماله وعرضه وهو بهذا الحكم يقتله فإن لم يفعل كما هو حال بن تيمية فإن اتباعه هم الذين سيفعلون ويطبقون ويبيحون دماء المسلمين بعد تكفيرهم كما هو حاصل اليوم بين اتباع الوهابية والسلفية الذين خاضوا في دماء المسلمين وتسببوا حتى الآن بحرق العراق وسوريا وليبيا والصومال وافغانستان واليمن وكادوا ان يفعلون ذلك في الجزائر وتونس ومصر ولبنان لكنهم لم يتمكنوا بسبب فطنة شعوبهم!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=87625
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 12 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19