• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الصناعات الثقافية .
                          • الكاتب : محمد علي مزهر شعبان .

الصناعات الثقافية

 تناول موضوعة حساسة وعلى قدر كبير من الاهمية، وهي الصناعات الثقافيه، يحتاج الى بحث تلك التجارب التي أعطت الامم القدر الكبير من العناية والاهتمام لهذا الجانب الحيوي على المستويين الثقافي والاقتصادي في حياة الشعوب، وفي المقدمة منها الحكومات . فبقدر ما انتجت الثورة الصناعية من تحريك هائل للحياة وبما قدمت من معطيات حضارية واقتصادية وتجارية، حيث اضحى العالم سوقا أمدته يد الابداع المنتج  الى أغلب متطلبات الحياة واتساعها وتنوع حاجاتها،  واستوعبت هذه الثورة الصناعية وهي تنهض بالحياة من عالم الى اخر مفجرة ومثورة مناحيها كافة، وجعلت من الامم مستعمرات لمن كانت لها اليد الطولى في هذا السباق المتفاعل  .
 تعددت الصناعات التي تطورت بتسابق مذهل محققة ارباحا وخاصة الصناعة الزراعية  ووسائل النقل وكل ما تحركه الماكنة ارضا وجوا وبحرا، وما انسحب على الاكتشافات الطبية والانسانية . قصاد هذه الصناعة لاحقتها صناعة من نوع اخر(وهي الصناعات الثقافيه ) التي لاقت رواجا كبيرا بالتزامن مع النهضة الصناعية . لقد اهتمت الامم بهذه الصناعة كمنتج ثقافي واقتصادي ، وربما تجاوزت مردوداتها الصناعات الاخرى وخاصة تلك الدول ذات الافاق العريضة في عالم الصناعة والتكنلوجيا،  وبقدر ما تحمل هذه الصناعة الابداعية من معنيات ساميه في نهضة الشعوب، واحياء تراثها وتواصلها الثقافي مع الشعوب واغنائها الفكري، حتى اضحت تتصدر المشهد في التجارة العالميه .
أن الإبداع صفة إنسانية أساسية يجب تنميتها في كل الناس، ولهذا كان الابداع هو المحرك الفاعل والباعث الاساسي في عملية البحث الدؤوب في الارتقاء والنهوض وتحريك كوامن الانسان، اذ اضحى  هو الأساس المتين الذي قامت عليه كل الدول المتقدمه.  ونشر الإبداع بين كل الناس من كل المواقع والفئات البشرية  والاقتصادية حيث يمثل ضرورة مهمة وناجزة للمصلحة العامة. ان الدوافع للابداع له محركات على مستوى طبيعة الحكومات، وسياستها في المقام الاول، في تنشأة الاجيال، والحث على الارتقاء بشعوبها، دون النظر الى المعوقات الجانبيه، التي توقف حركة التاريخ في سجله المليء بالدماء والعصبيات الاثنية والطائفية والدينية . وبالمقابل مدى استعداد الفرد او الشعب في ان يمضي باتجاه العلم والابداع والتفوق والاكتشاف، تحركه معطيات الوجود الفعلي والمؤثر في الحياة على المستويات كافة .   
يقول  ( جون هارتلي ) في كتابه الصناعات الابداعية  : لا يزال الإبداع هو جوهر الثقافة، ولكن طريقة إنتاج الإبداع وتوزيعه والاستمتاع به كانت تختلف في مجتمعات ما بعد الصناعة  كل الاختلاف عن المراحل السابقة . ان الحدث الأكثر أهمية كان تحول الصناعات الإبداعية إلى مصدر هائل للثروة، فالقيمة لم تعد تأتي من تصنيع الأشياء، وإنما من المعلومات مثل (نظم تشغيل الحواسيب)، وانتقلت السيادة من شركات مثل جنرال إلكتريك إلى أخرى مثل ميكروسوفت، وتحولت المعلوماتية إلى التفاعلية والتواصلية، وما تبع ذلك من أعمال ومشروعات عبر شبكة الإنترنت وشبكات الاتصالات، وأصبح الإبداع في هذه المرحلة أحد أصول السوق . لقد تجاوزة صناعة الابداع او الثقافه ، اغلب السلع شيوعا ، حتى لتسبق اكثر الاقتصاديات والخدمات خلال القرن الحادي والعشرين .
اذن الاهتمام بهذه الصناعة لم يات من فراغ بل الى دورها كموجة للمعرفه في كيفية تحقيق الارباح الاقتصاديه ، في احتضان راس المال الابداعي، ليكون رافدا مهما في ميزانية الدول بقطاعيها العام والخاص. حيث تهتم هذه الصناعات بالجانب الذي يشمل ابداع وانتاج وتسويق المواد والخدمات ذات الطابع الثقافي، المؤثر والفاعل من جهة ومن جهة يكون هذا المنتج محميا بقانون الملكية الفكرية، وهذا ما جعل من اولويات اهتمام الامم المتحده والهيئات الدولية التابعه لها، بصيانة وحماية هذا المنتج .
 وعلى ضوء ما طرحه " جون هارتلي " فأن ذلك يعني ان الارتباط الوثيق بين الصناعات الإبداعية مع خدمات أخرى من حيث تداخلها وارتباطها مثل  السياحة، والنقل، والشحن، والطاقة ، والمالية، التأمين، الاتصالات، المحاسبة، الشؤون القانونية، الرعاية الصحية، الإعلان، البناء، الهندسة، العمارة، تكنولوجيا المعلومات، الضرائب، التعليم، التجارة الإلكترونية، الخدمات البيئية .
ومن خلال المنتج الابداعي الثقافي وتوسعته وانتشاره . ومن خلال التنوع كالتصميم ، الصناعة السينمائية ،والوسائل السمعية والبصرية ، والفنون التشكيلية ، وصناعة الالات الموسيقيه والانتاج ، والعرض والكتابة ، الاعلان ، والفنون ، والازياء ، وقصور المؤتمرات  التي تعد  ساحة تلتقي فيها الكثير من المنتج الثقافي من عروض واحتفالات ومؤتمرات وما تحققه من مورد مالي، ومعلم حضاري .
هذه الانواع هي من اهم التصانيف في الصناعة الابداعية . اضافة الى فنون التسويق التجاري، فهي فنون إبداعية، فيلم وفيديو، موسيقى، نشر، إعلام مسجل، معاملة بيانات، برامج إلكترونية. وما يلزم هذه الصناعات، هو الوظيفة المؤداة ونوعها . فهناك صناعات ثقافية: تتحدد فاعليتها في ضوء وظيفة السياسة العامة والتمويل، مثل المتاحف والقاعات، فنون وحرف بصرية، تعليم الفنون، إذاعة وسينما، موسيقى، فنون أداء، أدب، مكتبات. ومحور هذا كله هناك منتج وهو المفكر الاديب الفيلسوف الرسام الممثل وكل ذوي اختصاص في تخصصه فيما يتعلق بهذا المنتج . أما الجهة الاخرى هو المتلقي او ما يطلق عليه المستهلك او الجمهور الذي ارتبطت حياته بشكل كبير بهذا المنتج  .
ومن الصناعات الثقافيه ما يتحد عبر الجمع بين التكنلوجيا والابداع الفكري مثل صناعة الافلام التي ترتكز عليها دول متقدمه وحتى ناميه ، مثل الولايات المتحده والهند وفرنسا ومصر وايران وتركيا وسوريا .
لنتعرف على بعض الاحصاءات فيما تورده هذه الصناعات ، مثلا فأن دور النشر في الولايات المتحده حققت صافي عائدات ما قيمته 791 بليون دولار، ويعمل في دور النشر هذه حوالي ثمانية مليون عامل ، وكانت صادراتها 89 بليون وهو رقم لم تصل اليه صناعة الطائرات والسيارات والصناعات الكيميائية . وحتى لا نحصر الامر في جانب ، وتعليقا على ذلك فان ماهية الصناعة الابداعيه لا تقتصر على المردود المادي  بل هي في الاساس لها فاعلية وتثوير في الفكر البشري ، فحين يكون النشر قد حقق هذا الرقم ، فأنه بذات الوقت قد ادى مهمة هي من اخطر المهمات ، كثقافة وتنمية فكرية، وسلطة رقابية ، فاحصة كاشفة ، وتنمية عقلية . ولان النشر وظيفة تعددت مفاداتها وتجذرت في شؤون الناس والسلطة ، فالمعلومة وما تكشف من اسرار، سواء الاعلام الاقصائي، او الاعلام الذي يسير موجة الانظمة ، وما تطرح من رؤى مدركة لها الفاعلية الاولى في التنمية البشرية العقلية والسلوكيه والتنظيميه .
اذن ما تزاوج بين الفكري الابداعي والمردود المادي ، نستخلص فكرة في غاية الاهمية الا وهي ان الرعاية والعناية الفائقه بهذه الصناعة يحتاج ان يقود الممارسات الإبداعية مجموعة كبيرة من الأنشطة التي تتقابل في حشد من المواقع وللعديد من الأغراض المختلفة، ويستخلص فيها المبدعون او صناع المنتج الثقافي ، للتوزيع، وارتباط الإبداع بالتجارة كوسيلة مهمة وكتحصيل حاصل من ثنائية الغاية .
لناخذ مثلا اخر من الصناعات الثقافيه او من ابداعاتها ، قد يبدو لاول وهلة وكأنه في خانة خافتة الاضواء ، مثل التصميم . فالتصميم صناعة تعتمد على خدمات كثيفة الإبداع ، وهو من أهم الصناعات الإبداعية تنوعا وديناميكية، وقد بلغ حجمه الاقتصادي عام 1999 حوالي 140 مليار دولار. حيث كان نموه في السنوات 1995–2000 بنسبة 21%، كما يعد التصميم مدخلا أساسيا في معظم منتجات وخدمات الاقتصاد الجديد، وإحدى الأدوات الأساسية المخولة للإبداع في اقتصاد الخدمات. ويوضح تقرير التنافسية العالمية (2000/2001) للمنتدى الاقتصادي العالمي وجود ارتباط واضح بين كثافة التصميم في أنشطة المشروع وتطور المنتج، والتنافس الاقتصادي العريض.
ويشير بحث ( لبرايس هاوس كوبرز ) إلى أن أعلى المشروعات أداء ترى في التصميم أصلا إستراتيجيا، بينما تتراجع أهميته في المشروعات الأقل نجاحا .
يقدر جون هوكينز (1999) إجمالي الاقتصاد الإبداعي بـ 2.2 تريليون دولار، ومن المميزات الاقتصادية لهذه الصناعات الإبداعية أنها سلع تجربة، المشتري في حاجة وعوز  للمعلومات قبل الاستهلاك، وهي بذات الوقت تحتاج إلى عمل جماعي وفرق إبداعية تتمتع بمهارات متنوعة . وبذات الوقت يتنوع الإنتاج في أشكاله وتسويقه ، ويحتاج إلى التنسيق بين أنشطة إبداعية متنوعة في مدى زمني قصير نسبيا ومحدد غالبا . ولهذا فأن الدول التي ادركت قيمة هذا المنتج الصناعي الثقافي ، سعت جاهدت ومجتهدة لتطوير نماذج لاقتصاد يقوم على المعرفة يتضمن دورا ابتكاريا مجددا للدولة في وضع سياسات الصناعة في القرن الحادي والعشرين، وتحديد أولويات الابتكار والمشروعات القائمة على الأبحاث والتطوير، وإعادة تدريب وتعليم السكان بكثافة، والتركيز على عولمة فوائد التواصلية عبر القضاء على الأمية في مجال المعلوماتية والاتصالات .
ثقافة المؤسسة وادارتها
ان البادرة الاولى كي يكون البلد في مصاف الدول التي اهتمت بتنمية الصناعة الثقافية هي ثقافة المؤسسة المنتجه ، حيث سياسة الادارة فيها ضمن منهجية وتصورات علميه ، هذه الثقافة تركز جدا على الاهتمام باحتياجات العاملين مما يساعدهم على التفاعل مع المتغيرات الخارجية ، ولكن الاجدر ان تتزامن مع الادارة ثقافة العمال في هذه المؤسسة  حين يتمسكون بمجموعة القيم والمفاهيم التي يؤمن بها العاملين في قواعد واخلاقيات الالتزام بالضوابط  المطروحة كضوابط للعمل . اي وجودُ ثقافةٍ قوية في المؤسسة يساعد على التكامل الداخلي لأن العاملين سيكون لديهم نفس المبادئ عن أسلوب التعامل وما هو مقبول وما هو مرفوض. كذلك فإن الثقافة القوية تساعد على التفاعل الخارجي حيث أن جميع العاملين يعرفون أسلوب المؤسسة في تحقيق أهدافها و التعامل مع المتغيرات الخارجية.
ثقافة المؤسسة تجعل العاملين في هذه المؤسسة لديهم من المبادئ وأسلوب العمل ما يجعلهم متحدين على مفاهيم واحدة. وقد تتعاكس ثقافة مؤسسة دون اخرى في منهجية تصورها للعمل من ناحية المجازفة او بمعنى ادق المغامرة من حيث المنتج وقراءة النجاح وفق منظور المغامرة ، في حين هناك قراءات تستقرأ النتائج على ضوء رؤى مغايره .
ان ثقافة المؤسسات تعتمد على عدة محاور ، منها الاهتمام بالعاملين بتوفير مستلزمات شؤونهم الحياتيه ، والتشجيع المستمر للمبدعين منهم ، الاحتفاء برواد المؤسسة وابداعاتهم  وما تركوا من انطباعات في جدية العمل والخلق والابداع والتفاني ، حتى تؤسس هذه السيرة منار كقاعدة لها فعاليتها في سلوك العمال او عن طريق مراسم معينة أو احتفاليات معينة مثل الاحتفال بترقية موظف أو تقدير عامل على عمل معين أو وصول موظف لسن التقاعد أو احتفاليات دورية. هذه الاحتفاليات و المراسم أو العادات المتبعة فيها تعبر عن الثقافة الكامنة في المؤسسة .
ان ما ينشيء ذلك في طريق النجاح هو عن طريق ادارة ومدير مميز ، يقوم بارساء الدعائم من خلال مباديء رصينة تحترم العامل وتسعى لكسب المستهلك ، ولهذا فان الكثير من المؤسسات تضع شعارات لها وتكون مقيدة تماما تحت مفاد وماهية الشعار المطروح . وهذه الشعارات او لنسميها المباديء ، هي الثقافة التي تعتمدها المؤسسة كسلوك في العمل وكوعي وادراك لفلسفتها ، فثقافة المؤسسة لابد و أن تناسب الاستراتيجية فعندما تكون الاستراتيجية هي التميز في سرعة التوريد للعميل فإن الثقافة لابد أن تشجع التفويض وسرعة اتخاذ القرار والاستجابة الفورية لاي متغير ، وهو من لوازم الانضباط والالتزام والتفاعل السريع مع المتغيرات الخارجية وتلبية احتياجات العملاء و بالتالي فهي تعتمد على إعطاء كثير من الحريات للعاملين وتفويضهم في اتخاذ القرارات وتنظيم عملهم.
هذه الثقافة تشجع الإبداع ، دونك من تلك الثقافات المحدده بقوالب جامده ، وبيروقراطية مملة ومن الجدير بالذكر ان نذكر احد قيادي العمل لشركة " ام ثري" في اواخر الخمسينات " مايك نايت " الذي حفرت تعاليمه في الاذهان وهي تخط على لافتة منذ ذلك الحين على جدارات هذا المعمل الذي يشار بجودة واتساع انتاجه حيث قال (من الضروري أن يواكب نمو الشركة تفويض مسئوليات و تشجيع الرجال و النساء على المبادرة. هذا يتطلب الكثير من التسامح هؤلاء، الرجال و النساء الذين نفوض لهم السلطة و المسئولية، إذا كانوا صالحين، فإنهم يحبون أن يقومون بالعمل بأسلوبهم الخاص) ويقول : سوف نرتكب أخطاء. ولكن إذا كان الشخص في العادة على صواب، فإن هذه الأخطاء ليست خطيرة على المدى البعيد "
وفي الاخير اذ استعرض التعريف الذي يفتقد الى الدقة والعمق في تعريف الصناعة الثقافيه  الذي تعرف فيه اليونسكو ''الصناعات الثقافية'' بأنها الصناعات التي تنتج وتوزع النتاج والخدمات الثقافية بحيث يتبين لدى النظر في صفتها أو أوجه استخدامها أو غايتها المحددة أنها تجسد أو تنقل أشكالا للتعبير الثقافي بصرف النظر عن قيمتها التجارية''
ان هذا التعريف الذي لا يبعث العزم والهمم في ان تلاحق الدول الناميه دولا اتخذت من هذه الصناعة موردا ماديا ، وعطاءا فكريا ، في زمن العولمة .
حيث يذكر برنامج الامم المتحده الانمائي ان الاقتصاد الابداعي للصين تخطى وبشكل كبير كافة اقتصادات الابداع العالمي اذ هيمن على ما نسبته 21 وسته بالمئه من السوق الدولي للمنتجات الصناعية الثقافيه خلال عام 2002 _ 2008 . فأين هذا الانجاز من تعريف ينطبق تماما على عدم اكتراث بعض الدول لهذه الصناعة الجديرة بالاكتراث والاهتمام . فمثلا العراق يعتمد على مورد واحد تعيش كل كائناته على هذا المصدر . فحين تقع اي اشكالية على المصدر الممول للعراق وهو النفط ، سيكون الامر من الخطورة بمكان ان نندب قدرنا الذي لم يسعفنا كي نكون ضمن صفوف المهتمين بهذه الصناعة . اذ لا يهتم المثقفون بل حتى الدولة بدراسة ومعالجة هذا الجانب رغم معرفتهم بأنها تصرف وجهة الاستثمار بعيدا عن مجالهم الذي ما زال يقوم فقط على الدعم الرسمي في حين لم يقوموا بأي خطط إستراتيجية تصنع منه بيئة حقيقية لأي مشروع قابل لاستقطاب القطاع الخاص.. وهو ما أدى إلى غياب المنتج الثقافي الفعلي وانعدام التطبيق الذي تتداخل فيه القيمة المعرفية والإبداعية مع استثمارها ماديا وحضاريا .
ان ماهية هذه الصناعة تكمن في توسعها وتجذرها لكثير من المواطن  هكذا ما تأكده تجارب الشعوب ويؤكده مختصون في التنمية يتفقون في اتجاههم إلى أهمية هذه الصناعة بكل مستوياتها وضرورة الاستثمار في مجالاتها لتحقيق خدمة للفكر والأدب والعلوم والفنون ودعم التقنيات المتصلة بالمجال التنموي الثقافي، وهو ما من شأنه النهوض بمجالات الابتكار والإبداع وتوفير مناخ تحمى فيه الملكية الفكرية وتتطور فيه مختلف الطاقات والقدرات المشاركة بالعملية الثقافية .
ان ما اختم به هذا الاعداد لجنبة مهمة في حياة الشعوب وارتقاءها، وهي الصناعات الثقافية، والتي لم نكترث بها، ومضينا نتكأ على مورد واحد، خضع لمقتضيات السوق، ومضاربة السياسات العالمية، واطماع الدول ذات السطوة والسياده، سواء كقوى يجب ان تخضع لاوامرها السياسة في ادارة البلد واقتصاده، بقينا ننتظر ستتلاعب ميزانيتنا واقرارها، وصراخ السادة، لارادات مجنده، ولصوصية مغتنمي الفرص، وركل الموظف بين حين واخر، والمسن المتقاعد الذي ينتظر كم ستذبح السكين من لقمة عيشه الهزيل . كل هذا في بلد هو اول موطن للحضارة وصاحب اليد الطولى في عمارتها، من اور لبابل، للعقول الجبارة التي تسربت بين اصقاع المعمورة .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=86860
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 12 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29