• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تأملات في القران الكريم ح334 سورة الصافات الشريفة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تأملات في القران الكريم ح334 سورة الصافات الشريفة

بسم الله الرحمن الرحيم

وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ{123} 

تنعطف الآية الكريمة لتؤكد مقررة (  وَإِنَّ إِلْيَاسَ ) , احد الانبياء "ع" , ارسل الى بعلبك وما جاورها , (  لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ ) , ممن اكرمهم الله تعالى بالرسالة والنبوة .   

 

إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ{124} 

تروي الآية الكريمة انه "ع" قال لقومه (  إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ ) , الله تعالى فتخافونه وتحذرون عقابه .   

 

أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ{125} 

يستمر كلامه "ع" في الآية الكريمة (  أَتَدْعُونَ بَعْلاً ) , تعبدونه , وبعل هو احد الاصنام المصنوعة من الذهب , وقيل ان كلمة بعل تعني رب في لغة القوم , سميت المدينة بعلبك نسبة اليه , (  وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ) , وتتركون عبادة احسن الخالقين .  

 

اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ{126} 

يستمر كلامه "ع" في الآية الكريمة (  اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ) , الذي خلقكم وابائكم الاولين .  

 

فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ{127}

تروي الآية الكريمة ما تأتى من قومه (  فَكَذَّبُوهُ ) , ان القوم كذبوه , كما هي الحال في كل الامم والشعوب التي كذبت رسلها وانبياءها , (  فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ) , في العذاب .   

 

إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ{128} 

تستثني الآية الكريمة عباد الله المخلصين , الذين آمنوا بإلياس "ع" واخلصوا ايمانهم من كل شائبة قد تشوبه . 

 

وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ{129} 

تضيف الآية الكريمة (  وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ) , الثناء الجميل , وهو خصوصيته "ع" التي يتمتع بها , حيث يروى انه "ع" ممن لا يزال حيّا كإدريس والخضر وعيسى "ع" .  

 

سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ{130} 

تضمنت الآية الكريمة تحية من الله تعالى (  سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) , عليه "ع" وعلى من تبعه , على بعض الآراء , وفي آراء اخرى ان (ياسين) من اسماء النبي الاكرم محمد "ص واله"   

 

إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ{131} 

تبين الآية الكريمة (  إِنَّا كَذَلِكَ ) , بمثل جزاء الياس "ع" , (  نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ) , سيجزي الله تعالى من آمن واحسن عملا .  

 

إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ{132} 

تقرر الآية الكريمة (  إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ) , ان الياس "ع" من المخلصين بالإيمان العاملين بالطاعة .   

 

وَإِنَّ لُوطاً لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ{133}

تنعطف الآية الكريمة لتؤكد مقررة (  وَإِنَّ لُوطاً لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ ) , عليه السلام ممن اصطفاه الله تعالى للرسالة والنبوة .    

 

إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ{134} 

تضيف الآية الكريمة (  إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ) , حين انجاه الله تعالى وجميع اهله من العذاب والهلاك الذي نزل بقومه .   

 

إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغَابِرِينَ{135} 

تستثني الآية الكريمة (  إِلَّا عَجُوزاً ) , طاعنة بالسن , هي زوجته على اغلب الآراء , (  فِي الْغَابِرِينَ ) , من الذين بقوا ونالهم العذاب .    

 

ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ{136} 

تضيف الآية الكريمة (  ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ ) , الشعب المعروف بقوم لوط "ع" .  

 

وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ{137} 

تنتقل الآية الكريمة لتخاطب كفار مكة (  وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم ) , على ما تبقى من اثار مدنهم وبيوتهم في اسفاركم الى الشام , فأن سدوم تقع في طريق سير القوافل من الشام الى مكة , (  مُّصْبِحِين ) , في الصباح , او النهار , وهو زمن مسير القوافل , عادة لا تسير القوافل بالليل .   

 

وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ{138} 

تضيف الآية الكريمة الى خطابها (  وَبِاللَّيْلِ ) , حيث تخيّم القوافل للراحة بالقرب من تلك الاثار , على بعض الآراء , (  أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) , يا اهل مكة اليس فيكم عقول لتتعظوا بهم .    

 

وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ{139} 

تنعطف الآية الكريمة لتؤكد مقررة (  وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ) , ممن اصطفاه الله تعالى واكرمه بالنبوة والرسالة .   

 

إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ{140} 

تروي الآية الكريمة انه "ع" (  إِذْ أَبَقَ ) , ابق العبد أي هرب من سيده , فلما كان هربه "ع" من قومه بدون أذنه جل وعلا اتفق وانطبق ان يطلق عليه , (  إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ) , الى السفينة المملوءة .    

 

فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ{141}

تستمر الآية الكريمة في سرد تفاصيل القصة (  فَسَاهَمَ ) , قارع ركاب السفينة , (  فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ ) , من المغلوبين , خسر القرعة , فألقوه في البحر , وفقا الى الاعتقاد السائر .   

( عن الباقر عليه السلام في حديث قال انه لما ركب مع القوم فوقفت السفينة في اللجة واستهموا فوقع السهم على يونس ثلاث مرات قال فمضى يونس إلى صدر السفينة فإذا الحوت فاتح فاه فرمى بنفسه ) . "تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني" .    

 

فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ{142} 

تستمر الآية الكريمة في سرد التفاصيل (  فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ ) , ابتلعه , (  وَهُوَ مُلِيمٌ ) , تختلف الآراء فيها فمنها :  

1- أي آت بما يلام عليه من ذهابه إلى البحر وركوبه السفينة بلا إذن من ربه . "تفسير الجلالين للسيوطي , تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني" .

2- مليم لنفسه . "تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني" .

3- او ان ركاب السفينة تلاوموا بشأنه .         

 

فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ{143} 

تستمر الآية الكريمة في سرد التفاصيل (  فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ ) , الذاكرين الله تعالى كثيرا حتى في بطن الحوت , {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }الأنبياء87 .   

 

لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{144} 

تستمر الآية الكريمة مقررة مبينة (  لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ ) , لبقي في بطن الحوت , (  إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) , الى يوم القيامة .  

 

فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ{145} 

تستمر الآية الكريمة في سرد تفاصيل القصة (  فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء ) , القيناه على اليابسة , (  وَهُوَ سَقِيمٌ ) , عليل , مريض مما ناله من بطن الحوت .   

يختلف المفسرون في تحديد الفترة التي امضاها يونس "ع" في بطن الحوت , فمنهم من يرى انه يوم او ثلاثة ايام او سبعة ايام او عشرون يوما او اربعون يوما .

 

وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ{146} 

تستمر الآية الكريمة في سرد التفاصيل (  وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ ) , وتسمى ايضا القرع او الدبا .  

 

وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ{147} 

تستمر الآية الكريمة في سرد التفاصيل (  وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ) , ثم ارسله الله تعالى الى قوم نينوى , وكان عددهم مئة الف ويزيدون اما عشرون او ثلاثون او سبعون الفا .   

الجدير بالملاحظة ان اكبر عدد ذكر في القرآن الكريم هو مئة الف . 

 

فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ{148}

تستمر الآية الكريمة مبينة (  فَآمَنُوا ) , امنوا لما عاينوا العذاب الذي وعدوا به , (  فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ) , صرف الله تعالى عنهم العذاب بعد ايمانهم , ومتعهم الى حين انقضاء آجالهم .    

( عن أمير المؤمنين عليه السلام إن الحوت قد طاف به في أقطار الأرض والبحار ومر بقارون إلى أن قال فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين كما سبق ذكره في سورة القصص قال فاستجاب له وأمر الحوت أن يلفظه فلفظه على ساحل البحر وقد ذهب جلده ولحمه وأنبت الله عليه شجرة من يقطين وهي الدبا فأظلته من الشمس فسكن ثم أمر الله الشجرة فتنحت عنه ووقعت الشمس عليه فجزع فأوحى الله إليه يا يونس لم لم ترحم مئة ألف أو يزيدون وأنت تجزع من ألم ساعة قال يا رب عفوك عفوك فرد الله عليه بدنه ورجع إلى قومه وآمنوا به ) . "تفسير القمي" . 

( وعن الباقر عليه السلام قال لبث يونس في بطن الحوت ثلاثة أيام ونادى في الظلمات ظلمة بطن الحوت وظلمة الليل وظلمة البحر أن لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين فاستجاب له ربه فأخرجه الحوت إلى الساحل ثم قذفه فألقاه بالساحل وأنبت الله عليه شجرة من يقطين وهوالقرع فكان يمصه ويستظل به وبورقه وكان تساقط شعره ورق جلده وكان يونس يسبح الله ويذكر الله بالليل والنهار فلما أن قوى واشتد بعث الله دودة فأكلت أسفل القرع فدبلت القرعة ثم يبست فشق ذلك على يونس فظل حزينا فأوحى الله إليه ما لك حزينا يا يونس قال يا رب هذه الشجرة التي كانت تنفعني سلطت عليها دودة فيبست قال يا يونس أحزنت لشجرة لم تزرعها ولم تسقها ولم تعن بها أن يبست حين استغنيت عنها ولم تحزن لأهل نينوى أكثر من مأة ألف ينزل عليهم العذاب إن أهل نينوا قد آمنوا واتقوا فارجع إليهم فانطلق يونس إلى قومه فلما دنى من نينوا إستحيى أن يدخل فقال لراع لقيه إئت أهل نينوى فقل لهم إن هذا يونس قد جاء قال الرّاعي أتكذب أما تستحيي ويونس قد غرق في البحر وذهب قال له يونس اللهم إن هذه الشاة تشهد لك إني يونس ونطقت الشاة له بأنه يونس فلما أتى الرّاعي قومه وأخبرهم أخذوه وهموا بضربه فقال إن لي بينة بما أقول قالوا فمن يشهد لك قال هذه الشاة تشهد فشهدت بأنه صادق وأن يونس قد رده الله إليكم فخرجوا يطلبونه فوجدوه فجاؤا به وآمنوا وحسن إيمانهم فمتعهم الله إلى حين وهو الموت وأجارهم من ذلك العذاب ) . "تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني" .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=86805
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 12 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28