• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التأسيس التاريخي الوهابي لهدم قبر الإمام الحسين* .
                          • الكاتب : السيد ابراهيم سرور العاملي .

التأسيس التاريخي الوهابي لهدم قبر الإمام الحسين*

 من غير الممكن إطلاقاً أن تنجح كل محاولات الطمس والتغييب والتشويه، سواء تلك التي دعمها الأمويون والعباسيون وأحفادهم في الماضي، أو تلك التي تجري في الحاضر، ويمكن إرجاع ذلك الفشل الذريع إلى أن النهضة الحسينية هي حركة تجديد للدين الإسلامي، على أسس القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، كأول حركة صد قوية في وجه محاولات إعادة المسلمين إلى الجاهلية الأولى على يد الحاكم غير الشرعي يزيد بن معاوية. أضف إليها قائمة المبادئ والقيم الإسلامية والإنسانية والفكرية التي تهفو إليها كل شعوب العالم.
 
خارطة الحسين العالمية، تجاوزت تشويه المشوّهين وإرجاف المرجفين ومؤرخي الذهب الأموي والعباسي، الذين ذهبت أفعالهم الخسيسة سدىً وهباءً منثوراً، حتى ظهر من غير المسلمين من يمتلك أمانةً وضميراً لأن يقول كلمة حق لم يجرؤ على قولها من ملأت الدولتان الأموية والعباسية وحكومات الأحقاد ركابهم فضةً أو ذهباً.
 
إن مؤسس جريمة هدم قبر الحسين (ع) المنصور الدوانيقي! وأن المسلمين حتى غير الشيعة نقموا عليه واعترضوا.
وقد أعاد المسلمون مشهد الحسين (ع) بعد الدوانيقي ، وعادوا الى زيارته حتى جاء حفيده هارون ، الذي سموه الرشيد ، فهدمه مرة ثانية!
 
روى الطوسي في أماليه / ٣٢١ : « حدثني يحيى بن المغيرة الرازي ، قال : كنت عند جرير بن عبد الحميد ، إذ جاءه رجل من أهل العراق ، فسأله جرير عن خبر الناس ، فقال : تركت الرشيد وقد كرب قبر الحسين (ع) وأمر أن تقطع السدرة التي فيه فقطعت! قال : فرفع جرير يديه ، فقال : الله أكبر ، جاءنا فيه حديث عن رسول الله (ص) أنه قال : لعن الله قاطع السدرة ، ثلاثاً ، فلم نقف على معناه حتى الآن ، لأن القصد بقطعه تغيير مصرع الحسين حتى لايقف الناس على قبره ».
 
أقول : معنى : تغيير مصرعه ، تغيير قبره ومكان قتله (ع). وقد قطعت قبل تلك السدرة سدرتان : سدرة البقيع وكانت تستظل بها الزهراء (ع) ، وسدرة الحديبية التي بايع النبي (ص) تحتها المسلمين. وقاطعهما واحد ، ولا مجال للتفصيل.
وأعاد المسلمون قبر الحسين (ع) في زمن هارون ، ورتبت أمه الخيزران خَدَماً له ، وأمرت الوزير الشيعي الحسن بن راشد ، أن يجري عليهم راتباً شهرياً!
 
فقد روى الطبري في تاريخه ( ٦ / ٥٣٦ ) عن : « القاسم بن يحيى قال : بعث الرشيد إلى ابن أبي داود والذين يخدمون قبر الحسين بن علي في الحير « أي كربلاء » قال فأتيَ بهم فنظر إليه الحسن بن راشد وقال : ما لك؟ قال بعث إليَّ هذا الرجل يعني الرشيد فأحضر ـ ني ولست آمنه على نفسي! قال له : فإذا دخلت عليه فسألك فقل له : الحسن بن راشد وضعني في ذلك الموضع! فلما دخل عليه قال هذا القول ، قال : ما أخلق أن يكون هذا من تخليط الحسن ، أحضروه! قال فلما حضر قال : ما حملك على أن صيرت هذا الرجل في الحير؟ قال : رحم الله من صيَّره في الحير ، أمرتني أم موسى ( الخيزران ) أن أصيره فيه ، وأن أجري عليه في كل شهر ثلاثين درهماً! فقال : ردوه إلى الحير ، وأجروا عليه ما أجرته أم موسى »! وابن راشد معاون الوزير ابن يقطين (رحمه الله) .
نهب الوهابية لقبر الحسين (ع)
 
وقد أغار الوهابيون على كربلاء سنة ١٢١٦ ، في يوم عيد الغدير ، وكان أغلب أهل كربلاء في زيارة أمير المؤمنين (ع) في النجف. وكان والي بغداد يومها سليمان باشا الكبير ، ووالي كربلاء عمرآغا ، وكان غائباً عن كربلاء ، وقيل إنه تواطأ مع الوهابية ، ولذلك لم تدافع الحامية التركية عن البلد. وكان المهاجمون بقيادة محمد بن سعود ، وعددهم نحوألفين ، فدخلوا البلد بدون مقاومة تقريباً ، وعند دخولهم المدينة تعالت أصواتهم : أقتلوا المشركين! وقتلوا من صادفوه ، وهدموا قبر الحسين (ع) وسرقوا تحفه وذهبه ، وقلعوا القضب المعدنية والسياج والمرايا ، ونهبوا النفائس من هدايا الباشوات والأمراء والملوك ، والشمعدانات والسجاد الفاخر والمعلقات الثمينة والأبواب المرصعة ، وكل ما وجدوا فيها ، وقيل إن من جملة ما أخذه لؤلؤة كبيرة ، وعشرين سيفاً محلاة بالذهب مرصعة بالأحجار الكريمة ، وأوانٍ ذهبية وفضية ، وفيروزاً وألماساً ، وغيرها. وقتلواقرابة خمسين شخصاً بالقرب من الضريح الشريف ، وخمس مائة في الصحن الشريف ، ولم يرحموا شيخاً ولا طفلاً.
 
وقدر بعضهم عدد القتلى بألف نسمة ، وقدرهم آخرون خمسة أضعاف ذلك.
 
ولم يلبثوا فيها إلا ضحوةً ، وخرجوا من كربلاء قرب الظهر ، حاملين تلك الأموال ، المنهوبة من حرم الحسين (ع) ومن بيوت المسلمين!
 
وعُقدة الوهابيين من قبر الحسين (ع) وزواره نفس عقدة المتوكل! ولا عجب فالمتوكل إمامهم ومؤسس مذهبهم في التجسيم وعداوة أهل البيت (ع)!
 
أخذه من بني أمية وكعب الأحبار ، وجعله حزباً وجماعة ، وسماهم أهل الحديث والأثر ، وجعل ابن حنبل إمامهم!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=86312
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 11 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16