• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شهيدنا الغائب عن الانظار الحي بالوجدان .
                          • الكاتب : لؤي الموسوي .

شهيدنا الغائب عن الانظار الحي بالوجدان

  الشهيد المتعارف عليه في نظر الشريعة الاسلامية من يضحي بدمه "دون ماله ووطنه وعرضه"، كما جاء في الحديث النبوي الشريف على لسان خاتم النبوه محمد (ص)، ففي هذا المورد يعد من قافلة الشهداء.
 
   الشهيد هو الحي الغائب عن الانظار الموجودة اثاره في الحياة الدنيا، من خلال عطائه المعنوي بفكره وكلمته المجاهدة في مقارعة الظُلم والاستبداد، وبعطائه المادي المتمثل بجسده ودمائه التي روت ارض بلاده لترسم غداً مشرق للاجيال القادمة بعد تحريرها من قيود العبودية التي تمثلت بِحُكام الجور.
 
   الجود بالنفس اقصى غاية الجودي، الدماء الطاهرة التي تسقط على منبر الحرية لا يعادلها ثمن، فالمرء يضحي بدمائه ومستقبله من اجل ان ينعم الغير بسلام. 
 
   الانبياء والرُسل وألأئمة الاطهار "عليهم السلام" لم يسلمو من الحملات العدائية التي يسوقها اصحاب النفوس الحاقدة "المريضة"، على دُعاة الحق عن طريق تسخير الاقلام و الاعلام لاجل ان يشوه الحقائق، ليظلوا الناس لمآرب خاصة تعود بالمنفعة لاصحاب المشاريع المُضلة، ولم يقتصر العداء فقط في حياتهم "ع" بل تعدى بعد وفاتهم بالتعدي على المراقد والمشاهد المقدسة، والشواهد كثيرة كان اخرها مرقد العسكريين في سامراء، ومراقد النبياء في مدينة الموصل لكن هل تزلزلت مكانة اولياء الله في نفوس المؤمنين جراء الحقد الارهابي ام اصبح العكس من ذالك في تزايد من الحب والولاء لهم مع بيان المظلومية لهم "عليهم السلام". 
  تعرض الشهيد الثائر ضِد الظُلم والمضحي بدمائه من اجل تحرير بلاده، الى موجة ضالة ومضلة من قِبل اصحاب النفوس العدائية لمشروع الشهادة، بشن حملات تنم عن حقد اصحابها الهدف من ورائها الطعن بشخص الشهيد، لكن هل هذا الوسائل والاساليب الرخيصة التي يستخدمها البعض، تستطيع ان تنال من مكانة الشهيد عن طريق حرق الصور ودس الاكاذيب والاقاويل الباطلة، كما فعل اسلافهم مع العترة الطاهرة، بل انهم يزدادوا رفعة ومكانة وتزداد محبتهم في نفوس الاحرار اصحاب القلوب النابظة بالايمان. 
   
   الشهيد لا تمجد ذِكراه او ان تحصر بصورة هنا وهناك انما مواقفه البطوليه هي من تخلد ذِكراه، التي ترددها وتتوارثها الاجيال، فما كان لله ينمو، فالحسين خلده موقفه يوم الطف، فضلاً عن كونه معصوم وسبط النبي، والشهيد صالح البخاتي الذي احرقت صورته بالامس، ايضاً خلده صموده وجهاده ومظلوميته، ارادوا دُعاة السوء بفعلتهم هذه اطفاء نوره، لكنهم لم يعلموا بعملهم هذا قد خلدوه من حيث لا يعلمون وهم من هزموا امام صورته التي ترعبهم بمجرد النظر اليها.
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=86291
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 11 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29