• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ياعلي : أن القران خلف فراشي في الصحف والحرير والقراطيس , فخذوه واجمعوه .
                          • الكاتب : ياس خضير العلي .

ياعلي : أن القران خلف فراشي في الصحف والحرير والقراطيس , فخذوه واجمعوه

 قام الأمام علي (ع) بتنفيذ الأمر فجمع القران وخطه بنسخة وقام في عهد الخليفة الثالث بجمعه وما سمي بالجمع الثالث للقران الكريم , أي بعد أن أكمل مواراة ابن عمه النبي محمد (ص) حتى قام بالعبء فكان لديه أول مصحف ضم آي الذكر الحكيم وكان بالخط العربي المعروف في تلك الحقبة من الزمن بينما الصحابة أنشغلوا بالبيعة للخلافة والصراع على الزعامة وبعض القبائل حاولت العودة للجاهلية والتحديات الكبيرة أمام الأسلام قام الرجل بجمعه ولكن هل النسخة الحالية هي نفسه 
التي كتبها بخط يده وأين هي في أي متاحف العالم ؟ , و لقد اجمع المؤرخون أن القران أأول كتاب مقدس مخطوط بين ايدي العرب , يهديهم الى الرشد ويدفع بهم الى تفتح العبقريات المؤمنة الجديدة .
 
لذا حضي تاريخ الخط العربي بأهمية من بنيت الخط العربي وزخارفه كتراث عقائدي , الخط العربي وزخارفه يعبران عن جهود فذة في تاريخنا الحضاري , تطورت الكتابة العربية وتعددت أقلام الخط العربي , ظهور بحوث ومدارس فلسفية حددت أهمية ومكانة الخط العربي فكان هناك أبطال لهذا التراث النابض بالحياة والمشقة والقوة من أول خطاط بعد وفاة النبي (ص)  وهو الأمام علي (ع) الذي خط اول مصحف بخطه , وعلى الرغم من توقف الخط العربي بأقلامه المختلفة عن النمو والتطور والتفاعل مع الز0خرفة البنائية والهندسية , وغابة ذلك الجمال عن الحضارة المزدهرة التي تطبعت بطابع العروبة والأسلام , فلم نرقب له أي حضور متسق مع التراث , منذ غياب (رسا ) و(الهواويني) و( ممدوح) و (بدوي) , ولم يبقى بعد هؤلاء
نهاية القرن العشرين  وبداية هذا القرن ألنفر قليل , بعيد كل البعد عن هذه الثقافة التشكيلية , وجاهل كل الجهل بقواعد هذا الفن أو معرفة تأريخه , الامر الذي دفع بالخط العربي وزخرفته الى زوايا النسيان وعلى الرغم من وجود قسم متخصص بدراسة الخط العربي في معهد الفنون الجميلة ألا أن طريقة القبول الخاص وخاصة القسم المسائي حيث كان الطلاب من موظفي الحكومة العراقية أكثرهم ممن كان معيدا في الدراسة الأعدادية وقبلوا  لتسهيل حصولهم على شهادة المعهد لأغراض وظيفية وليس لأنهم خطاطون موهوبون لم يتعدى الأمر سوى أن هناك معلمون لتلقين الطالب قوانين الخط وأحكامه ولكن دون تطبيق بالحياة العامة  ولأنه مهنة الخطاط بالعراق من تأسيس الدولة الحديثة لليوم مهنة خطرة ولاتمنح أجازة لفتح محل خطاط ألا بموافقات خاصة لضمان عدم ممارسته كتابة اللافتات والشعارات المعادية للحاكم على أي مكان !, ومع ذلك ثمة ما يدعو الى اليأس من بعث الحياة والخط العربي وزخارفه كتراث جليل , مادتا أعلامية  ثمينة ,  فهو رصيد غني اذا ما عرفت تقنياته العديدة ومميزاته الجميلة , ومعلوم انه لمم يخترع المسلمون الكتابة , كانت العرب تعرفها في سبأ واليمن وما بين النهرين وارض كنعان , وكان بالغا مبالغة من الاحكام والاتقان والجودة عندالتبابعة , والخط الحميري فائض الازدهار وانتقل الى الحيرة في العراق ومنها تلقنه اهل الطائف وقريش
, وكما قال الشاعر العربي :
 
قوم لهم ساحة العراق اذا                         ساروا جميعا والخط والقلم
 
وقال ابن خلدون ( الخط صناعة حضارية ) , ويمثل حركة امتصاص بين الأمصار فلحمير كتابة المسند وحروفها المنفصلة , وقد تعلمت قبيلة مضر الكتابة العربية ورسم المصحف بخطوطهم فكانت مستحكمة الاجادة . 
عندما كتب القران الكريم منجما اثر كل وحي يهبط على الرسول(ص) خطه كتاب الوحي بالخط المكي نسبتا لمدينة مكة أو الحيري نسبت لا صله الحيرة الشبيه بالكوفي , على الرقاع المختلفة والأوراق الناعمة الملساء وكما ذكرنا جمعه الأمام علي (ع) وتعددت المصاحف الا أنها لم تكن موحدة الامر الذي جعل الاختلاف فيما بينها مستفحلآ مع الزمن واتساع رقعة الفتوح حتى أمر الخليفة الثالث بجمع القران ونسخه وتوزيع نسخة موحدة وبتشجيع وأشراف من الامام علي (ع) , اتخذ المسلمون في بادئ الأمر من الدين منهل للمعرفة والفقه ومسندا للحكم  وترسيخ العدل , ثم ألبست كلماته لباسها المشوق فرصعت حياته الفنية بالجمال لدرجة التأويل لما تشير أليه الآية الكريمة ( ن والقلم وما يسطرون ) , ( اقرأ بأسم ربك الاكرم, الذي علم بالقلم ,علم الانسان ما لم يعلم ) .
 
وهناك اثنتا عشر قاعدة للخط الكوفي , سميت بأمصارها , ان الخط نفسه كبنية تشكيلية صالح للانتشار والتحوير نظرا لسهولته وملائمته للزخرفة فازدهر اثر بناء بغداد كمركز خلافة أسلامية ولسرعة الأشراق من خلال اتساع الأمبراطورية الأسلامية
, ورغم التفنن لم يأخذ شكل موحد , ظل ما تنتهجه بغداد غير ما تكتبه الكوفة أو دمشق
أو البصرة حتى جاء الوزير علي بن مقلة في المئة الثالثة للهجرة فجعل الخط في توثب
ناشط مستمر ودرسه لتلاميذه من بعده فزادوا عليه وأثروه . وظهر خطاطون مثل خالد
البن البياج وقطية المحرر وابن البواب , وفي العهد العباسي صارت جودة الخط الى
ابراهيم الشجري مبتكر خط قلم الثلثين ثم انتقل منه الى ما هو اخف فأسماه (الثلث )
وكان ابن البواب اتصف  بلدونة الخط وريه ,
فكان مكملا للوزير ابن مقلة في براعته بقلم التوقيعات والنسخ المحكم لنهج أستاذه
ابن اسد  حتى حرر قلم الذهب وأتقنه وقام
برد الحواشي وزينه , غير أن ذلك وما قام فيه في الرقاع وخط الريحان هما ما تميز به
في خط المتن والمصاحف الكوفي ووثق فنون الخط بقصيدته الرائية وهي من ثلاثة وعشرين
بيتا  , أما ابن خلدون صاحب المقدمة , شرح
فيها أعداد الاقلام ونوعياتها وأسلوب بريها وشقها وقطها وحبرها , وهذا ما قدمه ابن
مقلة المعلم الاول في رسالة له حول القواعد المختلفة للخط ووقائعا مع الاقلام فقد
حدد نوع القلم الذي يكتب به رسائل الحمام الزاجل والقلم الذي تكتب به الاسرار
والقلم الذي تكتب به الطلبات وأنواع الحبر في كل منها وهناك تفاصيل كثيرة في
رسالته مذهلة حول ذلك تبين أهمية نوع الحبر ونوع الورق وحتى نوع القلم وتأثير ذلك
على الحفظ  , وكتب ابن البواب 64 مصحف وكان
احدها بخط الريحان وضرب من الثلث ذو صفات ومعالم خاصة وهو نفس المصحف الذي أهداه
السلطان سليم الأول العثماني لأحد جوامع اسطنبول بعد أن سيطر على التراث الأسلامي
في بغداد وبدل أن يتركه في بغداد ولكن الأحتلال ظالم كما اليوم الأمريكان زوجوا
أسرائيل بنسخة من التوراة مخطوطة ببابل وكانت بالمتحف العراقي ببغداد وهي اليوم
معروضة بالكنيست الصهيوني كغنائم الحرب على العراق وثأرآ من العراقيين على السبي
البابلي لأورشليم ! , ثم برز خطاطون مثل ياقوت المستعصمي وكان مملوك روميا
للمستعصم بالله أخر خلفاء بني العباس ببغداد , ياقوت ينسخ خطوط ابن لبواب ويقلدها
وبرع في الثلث حتى نسخة من المصاحف ما بلغة تعدادها الألف ومصحف , كتبها بأقلام
مختلفة وزخرفها بألوان مختلفة , ومن المشهورين بالخط العربي ببغداد الشيخ حمد الأماسي
تلميذ الخطاط عبد الله الصيرفي البغدادي كان يملك زمام الجودة والتفوق في خط
الأجازة الذي يعتبر الطريق الأكاديمي الى شهادة التخرج بفن الخط العربي فمن يتقن
هذا الخط يبلغ قمة الابداع والكمال والتميز , أن انتقال المدرسة البغدادية في الخط
العربي وزخارفه الى المدرسة التركية بعد انهيار الخلافة كان ممثل بالشيخ الأماسي
حتى جاء بعده الفنانون الأتراك والفرس ومنهم احمد قرة حصاري وتلاميذته , وأبرزهم
الحافظ عثمان الذي أدرك أربع سلاطين هم ( بايزيد والفاتح وياوز سليم خان وسليمان
القانوني ) و أستولد الفنانون الفرس من خط النسخ وخط التعليق خط جديدا مركب اسمه
(( النستعليق ) هو ما نطلق عليه اليوم الخط الفارسي وضعت له قواعد ومقاييس وأبعاد
وبرعة  الفرس والعرب والترك وكان الفرس قبل
الاسلام يكتبون بال خط البهلوي ثم استبدلوه بالخط العربي وبرز في عهد الأسرة
التيمورية خطاطون كبار أمثال ( المير علي التبريزي وبدر الدين اللتبريزي) والذي
كتب فرمان السلطان تيمور الى سلطان مصر ويقال أن تعداد اسطره بلغ السبعمائة سطر وألف
.
 
أما الخط الديواني فقد عرق يعد فتح القسطنطينية عام 857ه رغم انه معروف
بعهد السلاجقة ولك الفنان أبراهيم منيف وضعه بالصدارة بتفننه في أجادته , وأصبح
الخط الرسمي للديوان بالمخاطبات الرسمية وهو خليط من خط الثلث والنسخ والريحان ,
ولجماله نجده تكتب به الشهادات الدراسية والمعاهدات والصكوك للقرن العشرين والواحد
والعشرين في أكثر بلدان العرب , وأخترع خط الرقعة وهو غير الرقاع من زمرة الثلث
قصير الأحرف مشتق من الثلث والنسخ ومابينهما , فشاع أستعماله لتوافقه مع الكتابة
السريعة ولا تستعمل فيه الزخرفات ويكتب بقطة القلم لخط الثلث , ولا يمكننا نسيان
الخط العربي في الأندلس والمغرب العربي و فقد بلغ الأهتمام من خلال عمليات النسخ
والكتابة والنشر , والتميز في الريازة والعمران في مستوياتها الباذخة ونقوشها
وزخارفها التي لاتبارى , ويقال أن الحلقة الدراسية للخط العربي بقرطبة الأندلسية
كانت تضم ألف طالب تعلم .
 
الذي علم بالقلم    ,  عليكم بحسن الخط فانه مفاتيح الرزق   , أكرموا أولادكم بالكتابة فأن الكتابة من أهم
الأمور وأعظم السرور !!
 
الصحفي العراقي
 
ياس خضير العلي
 
مركز ياس العلي
للآعلام _ صحافة المستقل
 
 
 
           
 
 
 
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=8629
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16