• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مرض السكر والصيام(الجزء السابع) .
                          • الكاتب : د . رافد علاء الخزاعي .

مرض السكر والصيام(الجزء السابع)

ان الصيام هو حلم كل مسلم ينتظره بفرح وبمقبولية تطوعية وتباشير احتفالية مع اطلالته كل عام عام برؤية هلال رمضان مع استعداد نفسي وذهني مكنون عبر التطور الزماني والمكاني للانسان.ان الله لطيف خبير بعباده  فقد قال في منزل كتابه الكريم) )أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)... وهوالرؤوف الرحيم قد اعطى عذرا للمرضى او المسافرين من اداء هذه الشعيرة المباركة وقد جعل العذر مع الاستطاعة او المقدرة على الصيام . والله تعالى يقول: "وما جعل عليكم في الدّين من حرج" ويقول سبحانه: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"... ويباح الفطر بوجه خاص للمريض إذا كان الصيام يؤدى إلى تدهور حالته الصحية، ومن المرضى الذين يباح لهم الفطر مرضى السكري حيث تؤدي الاضطرابات الاستقلابية التي تحدث بسبب تغير أوقات الوجبات إلى تدهور حالتهم الصحية وتعرضهم لحالة حرجة، ومضاعفات متزايدة: لذا يباح لمريض السكري الفطر في رمضان عملا بالرخص التي وخصها الله تعالى لعباده، واتباعا لهدي رسول الله  صلوات الله عليه وعلى اله الطيبين الاطهار- في الذي أمرنا بالعمل بها فقال : إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى فرائضه وفي رواية عزائمه
 
 وهنا يتسأل مرضى السكر على امكانية صيامهم وماهي النصائح الطبية التي تجعلهم يتكيفون مع الصيام بدون مضاعفات .
 
ان ازدياد مرضى السكر في العالم  بصورة عامة والعالم الاسلامي بصورة خاصة وتقدر الاكثر من مائة مليون مسلم بالسكري جعلت هذه مسؤولية على الاطباء المسلمين المختصين بعلاج السكري على وضع نصائح وارشادات كدليل للصائمين.
 
ان مرض السكري هو ينتج من قصور في انتاج هرمون الانسولين في غدة البنكرياس من( جزر لانغارهانز) اما جزئيا او كليا او وجود مقاومة لعمل هرمون الانسولين مما يولد مرض السكري. ان احدى اهم وضائف الانسولين هو تنظيم نسبة السكر في الدم والحفاظ عليه في مستوى اقل من 110 ملغ|100 مل من الدم , وهو يحفز الخلايا والعضلات على استهلاك الكلوكوز من اجل الحصول على الطاقة وتحويل السكر الزائد عن الحاجة الى كلايكوجين (خزين استتراتيجي للطاقة) في الكبد والعظلات وبالتعاون مع هرمون اخر ينتج من البنكرياس يسمى الكلكون الذي اهم وظائفه هو تحويل الكلايكوجين المخزون الى سكر الكلكوز عند انخفاض السكر في الدم لديمومته من اجل الطاقة.من خلال ذلك نتعرف على مراحل بناء الخلايا في الجسم حيث .. صمم الباري عز وجل الأبدان على نحو يهيئ التعامل مع مركبات الطعام، وفقاً لآلية تسير بنظام وتوافق في ثلاث مراحل متتابعة،
 
 فالمرحلة الأولى هي عمليات الهضم في المعدة والأمعاء، والامتصاص والتمثيل في الأمعاء، وعمليات تحويل الطعام إلى سكر كلوكوز يسري في الدم، والى مواد أخرى أولية يتيسر استخدامها لإطلاق الطاقة وبناء الأنسجة، والمرحلة الثانية هي مرحلة تخزين الفائض من الطاقة، فالكلوكوز الفائض يخزن في الكبد والعضلات، على هيئة نشا حيواني (كلايكوجين)، بينما يخزن فائض الدهون في معظم أجزاء الجسم. هذا وتتولى المرحلة الثالثة مهمة فتح مخازن الطاقة وتحويل الكلايكوجين والدهون، إلى كلوكوز وأحماض دهنية، لإطلاق طاقتها في الأجسام، وتختلف المرحلة الأخيرة عن سابقتيها، في أنها لا تحدث مطلقاً، إذا لم يمتنع الإنسان لفترة زمنية محددة عن تناول الطعام، أي إذا لم يصم الإنسان، فالصائم يمتنع عن تناول الطعام، يبدأ مستوى سكر الكلوكوز الطبيعي (80 – 120ملغم/ 100سم3) في دمه بالانخفاض بعد نحو ست ساعات من بدء الصوم، وهنا تنتبه على الفور منطقة (الهيبوثلامس, المهاد) بالدماغ، فترسل إلى الغدد برسائل عاجلة تطلب منها العون والمدد، وعندئذ تفرز  البنكرياس هرمون الكلكون وتفرز الغدة الكظرية مزيداً من الهرمونات التي تحث على تحول الكلايكوجين المخزون إلى سكر الكلوكوز بواسطة هرمون (الأدرينالين) و(الكورتيزول) وتعمل الغدة الدرقية نفس العمل بواسطة هرمون (الثيروكسين) وكذلك الغدة النخامية عن طريق هرمون النمو والبنكرياس أيضاً عن طريق هرمون (الكلوكاكون) وهكذا تتشارك كل هذه الهرمونات في حث الجسم على تحويل مخازن الطاقة المدخرة في الكبد والعضلات إلى سكر كلوكوز، ليعيد الاتزان المفقود في سكر الدم، على أن الكلايكوجين المخزون قد يستنفذ، وهنا لا بد من التعامل مع مخازن الدهون، لهدمها وتحرير طاقتها، وقد أكد الباحثون فعل الصيام في زيادة منحنى احتراق الدهون طوال ساعات الصوم، حيث يتم استهلاك مخازن الدهون المتراكمة في مناطق ترسيب الدهن في الأجزاء الخارجية من الجسم كالأرداف والعجز والبطن ونحو ذلك، وهنا نستطيع أن تخمن ما يمكن أن يحدث في الجسم إذا لم يمارس الصوم – من وقت لآخر – إذ يبقى الجسم مشغولاً بإجراء المرحلتين الأوليتين، ولا تتاح له فرصة إذابة مخزون الكلايكوجين والدهون، والنتيجة سوف يثقل كاهل الجسم بكميات هائلة من الدهون المخزونة، والتي تستلزم إنشاء عشرات الكيلو مترات الإضافية من الشعيرات الدموية الصغيرة والدقيقة لنقل الدم إلى تلك الدهون المتراكمة، وتشير إحدى الدراسات بأن كل كيلو غرام من الأنسجة الدهنية الزائدة تقابله زيادة 3 كم طولاً من الشعيرات الدموية يلزم وصول الدم إليها مما يعني مزيداً من العبء على القلب وشرايينه، علاوة على ما تسببه الدهون المتراكمة من تأثير سيء على الكبد والكلي وسائر أعضاء الجسم وأجهزته. وعلى ضوء ذلك فإن فسيولوجيا خلق الأبدان، تقتضي الامتناع عن تناول الطعام بين وقت وآخر، وتستوجب الحصول على فترات معقولة من الصيام، تكفل إراحة الوظيفتين الأوليتين وتعمل على منح الوظيفة الثالثة فرصتها في العمل والتغيير.
 
 
 
 
 ان مرض السكر يحدث عند وجود قصور في انتاج الانسولين جزئيا اوكليا وهو نتيجة عوامل وراثية والتهابية والسمنة والتئثيرات الاخرى  مما يزداد السكر في الدم اعلى من 140 ملغ|100 مل من الدم (اكثر 6,5 وحدة) بعد الصيام اكثر من ثمان ساعات او اكثر من 200 ملغ| 100 مل(11 وحدة) من الدم بعد الطعام بساعتين.ويصاحبه اعراض مثل العطش وجفاف الفم وكثرة شرب الماء وكثرة التبول والهزال(انخفاض الوزن) والتعب ومضاعفاته.
 
هنالك نوعين من مرض السكر مصنفه عالميا حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية:
 
1-            السكر النوع الاول .هو السكر المعتمد على الانسولين(هو قصور كلي او شبه كلي من انتاج الانسولين من البنكرياس) وهو النوع الشائع لدى الاطفال وبعض كبار السن.
 
2-            السكر النوع الثاني , هو فهو السكر الكهلي او مايسمى السكر الغير معتمد على الانسولين (هو وجود قصور في انتاج الانسولين او وجود مقاومة لعمل الانسولين او خلل في مستقبلات الانسولين في الخلايا المحيطية) وهو غالبا ما يسمى سكر البالغين وهذا خاضع للقابلية الوراثية 100% وقد يرافقه السمنة او اسباب اخرى كالعلاج بالكورتيزون او مرض كويشن او اسباب اخرى.
 
3-             كما هنالك انواع اخرى مثل سكر القلق وهو سكر وقتي يزول تدرجيا بزوال الازمة وبعدها او السكر المصاحب للحمل.
 
ان فسلجة الصوم هي بحد ذاته تمرين تقوية للبنكرياس ولفحص قدراتها على كيفية التعامل على السيطرة على مستوى السكر في الدم من خلال هرموني الكلكون والانسولين والانتيكرين.
 
ان مرضى السكري المعتمد على الانسولين النوع الاول بالنسبة للاطفال يمنع صيامهم  لانهم بحاجة الى النمؤ والسيطرة التامة على السكر للاستمرار بالبلوغ للاعضاء وتقليل المضاعفات, واغلبهم صغار السن عادة وهؤلاء يحتاجون إلى الأنسولين في علاجهم ولا غنى لهم  عنه وهؤلاء لا ينصحون بالصيام أساساً حتى لا يتعرضوا للانخفاض أو الارتفاع المفاجئ في نسبة السكر في الدم وقد تحدث لهم غيبوبة من جراء هذا الارتفاع  أو الانخفاض الشديد. 
 اما المرضى المستقرة حالتهم من مرضى السكري النوع الاول يمكنهم الصيام بعد استشارة الطبيب المعالج وطبيب التغذية وذلك بتقسيم جرعة الانسولين على جرعتين قبل الفطور وقبل السحور مع تاخير السحور مع وتكون الجرعة الاكبر وقت الفطور مع اخذ الاحتيا طات اللازمة لمعالجة انخفاض السكر والافطار في اي لحظة لان حالة انخفاض السكر مميتة في بعض الاحيان , اما مرضى السكر المعتمد على الانسولين المصحوب بمضاعفات مثل ارتفاع ضغط الدم العالي او التناذر الكلوي او العجز الكلوي فلا ينصحون بالصيام.
 
اما بخصوص مرضى السكري النوع الثاني فيمكنهم الصيام مع تنظيم وقت اخذ العلاج المخفض للسكرمثل (حبوب الدوانيل او الحبوب المخفضة للسكر قليلة الامد )قبل الفطور واخذ الادوية المنظمة للسكري مثل (الكلكوفيج, الميتفورمين) بعد الفطور او قبل السحور وتناول قرص قبل السحور، ولكن يراعى تناوله لنصف
 
كمية الدواء في السحور حتى لا يحدث انخفاض شديد للسكر أثناء الصيام. 
  مع اخذ الاحتياطات اللازمة في حالة انخفاض السكري  والالتزام بالتو صيات للطبيب التغذية لمساعدته في الحفاظ على السكري.
 
المرضى الذين لا يجب عليهم أن يصوموا:
1-مرضى السكري من النوع الاول وهو النوع المعتمد على الانسولين خاصةً إذا كان هناك  اختلال شديد في نسبة السكر في الدم 
2-مرضى السكري من النوع الاول المعتمد على الانسولين أو النوع الثاني غير المعتمدعلى الانسولين أي الذين  يتناولون عادة  الحبوب لتنظيم نسبة السكر في   الدم خاصة الذين يعانون من مضاعفات مثل:  الفشل الكلوي أو  القصور  الشديد في شرايين القلب التاجيه أوارتفاع ضغط الدم فيسمح لهم بالصيام بعد  استشارة الطبيب المختص.
 
3-مرضى السكري الذين يعانون من ارتفاع أو هبوط  شديد في مستوى السكر في الدم كأن تظهر عليهم أعراض مثل :تسارع في ضربات القلب ( خفقه) ،تعرق، جفاف وعطش شديدين ،دوخه و صعوبة في الروية خاصة الذين يتناولون الا نسولين كعلاج كما أن  بعض الادوية تخفض من نسبة السكر في الدم خاصةً في ظل وجود الصيام وعدم تناول الطعام ، عند ذلك يجب   تناول  كمية من السكر أو الحلو لكي ترتفع  نسبة السكر في الدم.
4-مرضى السكري الذين يعانون من ارتفاع في درجة الحرارة أو اسهال شديد فيفضل عدم الصوم نظراً لخطورة  حدوث جفاف وارتفاع في مستوى السكر في الدم. 
 
 
 
 
وعلى الرغم من محدودية أعداد الدراسات والبحوث التي تناولت آثار صيام رمضان، بشكل خاص على صحة الفرد من وجهة نظر مختصين، فإن العديد من الدراسات الغربية أشادت بنظام الصيام المتقطع، الذي يمتنع فيه الفرد عن الطعام والشراب لعدد من الساعات، ليعقبها بعد ذلك فترة يسمح فيها بتناول الطعام بحرية.
 
وفي هذا السياق نشرت “الدورية الأمريكية لعلم التغذية السريري” الصادرة عن الجمعية الأميركية للتغذية، مقالا علميا استعرضت فيه نتائج تجارب أجريت على الثدييات والبشر، وكشفت عن دور الصوم المتقطع في خفض مخاطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة كداء السكري، وأمراض القلب والشرايين.
 
وتبين أن الصوم المتقطع ساعد على زيادة استجابة خلايا الجسم لهرمون الإنسولين، وعمل على تحفيز التقاط الخلايا لجزئيات الإنسولين، وهو ما يدعم نتائج دراسات سابقة أكدت أن هذا النوع من الصيام يزيد من حساسية الجسم لهرمون الإنسولين، ما قد يسهم في التقليل من مخاطر الإصابة بداء السكري.
 
كما أشارت دراسة نشرت بدورية الجمعية الأميركية لعلوم الحيوان إلى أن الصوم المتقطع أدى إلى زيادة فعالية اثنين من مستقبلات هرمون “الأديبونيسيتين” الذي يسهم في تنظيم استهلاك الجسم لسكر الجلوكوز واستقلاب الأحماض الدهنية عند الثدييات، علاوة على لعب دورٍ في زيادة استجابة الأنسجة لهرمون الإنسولين، الذي ينظم عمليات البناء والهدم للجلوكوز في الجسم.
 
وفي السياق نفسه، كشفت دراسة أعدها مختصون في مجال التغذية، ونشرتها الدورية البريطانية للتغذية، والتي استهدفت مجموعة من الصائمين في شهر رمضان، عن أن تغيير مواقيت الوجبات، وخفض عددها إلى اثنتين برمضان، ساعد على زيادة استجابة الجسم لهرمون الإنسولين، وذلك بالنسبة للأفراد الذين يمتلكون عوامل الإصابة بداء السكري.
 
وفي عام 2001 نشرت المجلة الطبية المتخصصة بأمراض داء السكري (Diabetes Metabolism ) على أن المرضى المصابين بداء السكري والمعتمد على الأنسولين يمكن لهم الصوم إذا رغبوا باستعمال أحد أنواع الأنسولين حيث ينصح المريض بمراجعة الطبيب لمتابعة حالته الصحية وإعطاء النصيحة حول إمكانية الصيام واستعمال الجرع المقنن من الأنسولين.
 
وفي عام 1990 نشر بحث علمي في ماليزيا يؤكد بأن الصيام لا يضر المرضى المصابين بداء السكري من النوع الثاني المعتمد على الحبوب.  وفي عام 2000 نشرت المجلة الأوروبية للتغذية السريرية بحثاً أجري في دولة الكويت أظهر بأن الصوم يؤدي إلى زيادة نسبة الدهون المفيدة في دم المرضى الذين يعانون من زيادة كبيرة في الكولسترول وكذلك يؤدي الصوم إلى انخفاض في نسبة حامض اليوريك.  وفي عام 1993 نشرت المجلة الطبية البريطانية BMJ  في عددها 307 بأن مرضى السكري الذين لا يحتاجون إلى استعمال الأنسولين يمكن لهم الصيام وأن استخدام حبوب مضادات السكري عند الفطور والسحور يمكن أن يساعدهم في السيطرة على ارتفاع مستويات السكر في الدم.  وفي المملكة العربية السعودية تم نشر بحث طبي عام 1990 أظهر بأن الصيام مفيد للمرضى المصابين بداء السكري الغير معتمد على الحبوب والذي يؤدي أيضاً إلى تقليل في مستوى الدهون الثلاثية في الدم .
 
 وقد أظهرت دراسة جديدة أن (43 % ) من المصابين بالسكري من النوع الأول، ، (79 %‏) من المصابين بالسكري من النوع الثاني في العالم الإسلامي يصومون شهر رمضان، أي أن عدد المصابين بالسكري الذين يصومون رمضان يتراوح بين ( 40-50 ‏) مليون شخص فطبقا للدراسات التي ‏أجريت حول تأثيرات الصيام على الصحة، والتوصيات التي أوصى بها عدد من عدد من اختصاصي الغدد الصم ومعالجي أمراض السكري في المؤتمر الذي عقد في (كازابلانكا) عام 1995تأكد أن صيام مرضى السكري قد يعرض حياتهم للخطر، وأنه يؤثر بشكل خاص على مرضى السكري من النوع الأول، ويصاحبه مخاطر متعددة وبالرغم من التحذير هذه المخاطرالمحتملة مازال بعض المرضى يصرون على الصيام، .من ثم تبقى أمامنا الحاجة الملحة في نشر الإرشادات الخاصة بالعناية بمرضى السكري الصائمين. كما يجب تجنب استعمال كلمة تعليمات أو مخالفة التعليمات بالنسبة لموضوع الصيام، لأن الصيام مسألة دينية، ويتخذ مريض السكري قراره بالصوم بعد تلقيه النصائح من علماء الشريعة والأطباء المعالجين
المخاطرالمصاحبة للصيام عند مرضى السكري: يوصي الأطباء بعدم صيام المرضى المصابين بالسكري وذلك بناء على توصية دراسة موسعة لعلم الأوبئة أجريت في 13 بلدا اسلاميا و طبقت على 12.243 شخص مصاب بالسكري، ويصومون رمضان، وخلصت الدراسة إلى أن الصوم قد أدى إلى ارتفاع معدل المضاعفات الحادة لديهم، وتشير بعض الدراسات المتعلقة بهذا الأمر إلى أن المضاعفات الناتجة عن الصيام لدى مجموعة صغيرة ققط من مرضى السكرى لا تشكل خطرا كبيرا على صحتهم
 
أهم المضاعفات التي يحدثها الصيام عند مرضى السكري:
 
يترتب على صيام مريض السكري عدد من المضاعفات الخطيرة التي يجب تجنبها والتوعية بأضرارها، وهذه المخاطر تتمثل في الأمور التالية:
 
أولا: انخفاض سكر الدم:
تعتبر قلة تناول الطعام عاملا أساسيا لانخفاض مستوى السكر في الدم، وقد أظهرت محاولات ضبط السكر ومضاعفاته عددا ًكبيرا من المخاطر التي تترتب على الانخفاض الشديد لسكر الدم عند المرضى الذين يحتاجون إلى الرعاية الفائقة وخاصة من لديهم نسبة الخضاب الجلوكوزي HbA1C مقدرة بحوالي    (0.7%) وقد قيست نسبة الوفيات الناتجة عن انخفاض سكر الدم فوجدت أنها تتراوح بين  (2-4%) لدى المصابين بمرض السكري من النوع الأول، ولم يثبت أن انخفاض نسبة السكر في الدم تسبب الوفيات عند مرضى السكري من النوع الثاني و هناك شعور سائد بأن انخفاض سكر الدم ليس عاملا رئيسياً للوفاة في هذه المجموعة، وأن نسبة انخفاض سكر الدم لدى مرضى النوع الثاني أقل منها لدى مرضى النوع الأول، لذا يعالج مرضى النوع الثاني عن طريق الفم . ويبدو أن تأثير الصيام على انخفاض مستوى سكر الدم عند مرضى السكري غير معروف بشكل قطعي، وتشير أكبر دراسة علمية حديثة(EPIDIR) إلى أن الصيام يزيد من خطورة
 
الهبوط الحاد لسكر الدم. غير أن بعض الحالات التي تتطلب التدخل الطبي دون الحاجة لدخول لم تشملها هذه الإحصائية والأخطر من ذلك أنه بالرغم من أن متوسط
قياس الخضاب الجلوكوزي (الهيموجلوبين السكري) في هذه الدراسة لم يؤخذ في بداية رمضان، إلا أن هذا لا يرجح أن مستوى السكر جيد لدى المرضى فقد يحدث هبوط حاد بالسكر عند الأشخاص الذين يتناولون العلاج عن طريق الفم، أو عند تغيير جرعات الأنسولين، وعند الأشخاص الذين طرأ تغيير كبير على نمط حياتهم
ثانيا : ارتفاع سكر الدم:
تؤكد بعض الدراسات، ومنها الدراسة البريطانية التي أجريت حول طول فترة البقاء أو الموت عند المصابين بمرض السكري ، على وجود ارتباط كبير بين ارتفاع سكر الدم، ومضاعفات أمراض القلب الوعائية. ومع ذلك لا توجد معلومات دقيقة تربط بين ارتفاع سكر الدم المتكرر، أو الارتفاع لفترة بسيطة وبين حدوث الإصابة بمضاعفات السكري. والجدير با لذكر أن التحكم بمستوى سكر الدم عند المرضى الصائمين في رمضان لم يحدث تغييرا بهذا الخصوص وأظهرت بعض الدراسات أن عدد مرات ارتفاع سكر الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني الذين يحتاجون إلى العناية بالمستشفى خلال شهر رمضان تتراوح بين (2-5) مرات لكل (100 ‏) شخص شهريا، بينما وجد أن نسبة ارتفاع سكر الدم
 
ثالثا : الحماض الكيتوني السكري:
 
المصابون بداء السكري من النوع الأول هم أكثر الناس عرضة للاصابة بالحماض الكيتوني السكري خلال فترة الصوم، .بخاصة إذا كانت نسبة سكر الدم لديهم مرتفعة قبلها، با´لإضافة إلى أن مخاطر تطور هذه الإصابة تكون أكبر بسبب انخفاض جرعة الأنسولين، وذلك تبعا لانخفاض كمية الطعام المتناولة خلال شهر رمضان
 
رابعا : التجفاف والخثارات:
 
تسبب قلة السوائل المتناولة أثناء الصيام التجفاف، الذي يشتد في الجو الحار، .خاصة عند القائمين بأعمال جسدية شاقة، وفي حالات التعرق الزائد، كما إن قلة تناول السوائل تسبب ارتفاعا في سكر الدم الذي ينجم عنه -أحيانا- زيادة إدرار البول التناضحي، وهو ما يسهم بشكل كبيرقي نقص السوائل والأملاح بالدم، ويساعد على الإصابة بنقص الضغط الشرياني،و بخاصة عند المصابين باعتلال الأعصاب و ينجم عن نقص حجم الدم و انخفاض الضغط المرافق له حالات الإغماء والسقوط، مما قد يتسبب في حدوث الجروح والكسور بالإضافة إلى أن الانقباضات الوعائية التي تحدث نتيجة لذلك قد تسبب حالة من الخثار المفرطة: فالمصاب بالسكري يكون عرضة للإصابة بحالة من الخثار المفرط نتيجة لزيادة عوامل التخثر، ونقص مضادات التخثر ، ونقص الألياف المنحلة، كما إن زيادة لزوجة الدم تزيد من خطورة الإصابة بالخثار، ولا يوجد أي إحصاء دقيق يتعلق بتأثير الصيام على عدد الوفيات عند مرضى السكري وغيرهم.
 
من خلال  ذلك لازالت الدراسات الطبية  بحاجة للكثير من البحث والتمحيص عن تأثير الصيام  على مرضى السكري وبانواعه المختلفة ولكن من خلال هذه المعطيات المتوفرة لدينا.
 
1-ان مرضى السكر النوع الاول المعتمد على الانسولين يجب على المريض الراغب بالصيام بالتواصل مع الطبيب المعالج واجراء فحص خضاب الدم الكلوكوزي (HbA1c) ان يكون اقل من (0.7%) وهو يعطينا ان المريض مسيطر على السكري, ومع التاكيد على المرضى المصابين بالسكري المصحوب بمضاعفات على القلب وتصلب الشريايين والعجز الكلوي والتناذر الكلوي او على التغيرات في الشبكية على عدم الصيام لما ما يحمله من اثار جانبية خطرة.
 
2-السكر الكهلي او النوع الثاني وهم ايضا يجب عليهم اجراء فحص خضاب الدم الكلوكوزي يجب ان يكون اقل من (0.7%) وعليه الالتزام بنصائح الطبيب المعالج وطبيب التغذية, اما المرضى المصابين بمضاعفات  فتكون نصيحتنا لهم بعدم الصيام.
 
نصائح غذائية خلال شهر رمضان لمرضى السكري الراغبين بالصوم:
1- ضرورة التقيد و إتباع تعليمات الحمية الغذائية و العلاج و الإرشادات الخاصة بكمية الطعام المسموحة على وجبتي الإفطار و السحور ..
2- ينصح مرضى السكري بتناول وجبتي الإفطار و السحور و وجبة خفيفة بينهما .
3- يفضل الإكثار من شرب السوائل مثل الشوربات و الحليب والماء والعصائر غير المحلاة.
4-عند وجبة الإفطار يفضل البدء بتناول مصدر من السكريات البسيطة مثل حبتين من التمر مع اللبن أو نصف كوب من عصير الفاكهة الطبيعي
5- تجنب تناول المشروبات الرمضانية التقليدية مثل عرق السوس و قمر الدين والاستعاضة عنها بمشروب اللبن أو عصير الفاكهة الطبيعي والفضل ان يكون عصير التفاح او الليمون.
6-إتباع تعليمات الغذاء الصحي لمريض السكري
7- عند تحضير الشوربات الخاصة بمريض السكري لا بد من مراعاة عدم استخدام مكعبات مستخلصات اللحوم ويمكن استخدام مرق الدجاج ولكن بإتباع الطريقة الصحيحة
8-يمكن لمريض السكري إن يتناول حبتين من القطايف بعد الإفطار بساعتين
9-ينصح مريض السكري بحمل بعض مكعبات السكر أو السكاكر أو التمر لتناولها مباشرة عند الشعور بأعراض انخفاض السكري في الدم
10-يفضل استخدام التوابل والبصل والثوم والليمون لإعطاء النكهة عند تحضير الوجبات بدلا من الزبدة والملح
11-إذا كنت مدعوا لتناول وجبة الإفطار خارج المنزل عليك مراعاة تعليمات الحمية الغذائية في طبق الإفطار نحاول اختيار الشوربات مع الأطعمة الخفيفة
 
نصائح عامة :
في ما يلي إرشادات عامة للذين تسمح لهم حالتهم الصحية بالصوم:
1- تجنب القيام بمجهود بدني كبير في أيام الصوم
2- عليك اخذ قسط من الراحة وخاصة في فترة ما بعد الظهر
3- راجع طبيبك حتى يتم تعديل جرعاتك الاعتيادية من أدوية السكري أو أدوية الضغط والدهنيات أو أية أدوية أخرى
4-إذا كنت من المدخنين فان شهر رمضان يعطيك فرصة كبيرة للتوقف عن التدخين
5-خلال فترة الصيام احرص على عمل التحاليل اليومية لمتابعة مستوى السكري في الدم
6-في حال ظهور أعراض هبوط السكر وهي ( التعرق الشديد, الخفقان وزيادة ضربات القلب, تنمل الشفتين, ارتجاف الساقين واليدين, الجوع الشديد, زغللة الرؤيا او ازدواجية الرؤيا , الشعور بالاعياء وقرب فقدان الوعي او فقدان الوعي والتشنجات العضلية) عليك الإفطار فورا بتناول بعضا من السكر أو لتمر دون انتظار الاستشارة الطبية.كما ينصح المرضى بحمل هوية تعريفية عن المرض ونوع الادوية والطبيب المعالج ورقم هاتفه او نقاله. وفي حالة عدم استجابات الحالة لشرب العصائر او اخذ  مكعبات السكر عليه مراجعة اقرب موسسة صحية لاخذ المحلول السكري الوريدي العادي او المركز.
 
ان الصيام هو غاية عبادية تعبيرية عن الامتثال لرب العزة الخالق الرؤوف الرحيم وقد اوجد العذر للمريض وهذا من تجليات رحمته لنا , المهم هو نيتنا والدعاء في هذا الشهر الفضيل في تقبل الطاعات والفوز بالعتق من النيران برحمته علينا, اللهم بلغنا رمضان، وأعنا على الصيام، والقيام، واحفظ الجوارح من مفارقة الآثام، ووفقنا لبر الوالدين، وصلة الأرحام، وصلى الله وسلم على خير من صلى ، وعلى آله وصحبه الكرام المنتجبين، والتابعين لهم بإحسان.
 
.
 
الدكتور رافد علاء الخزاعي
 
 
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=8580
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28