• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : حبيب بن مظاهر في الحشد الشعبي !! .
                          • الكاتب : صلاح عبد المهدي الحلو .

حبيب بن مظاهر في الحشد الشعبي !!

 قصة واقعية سمعتها من أحدهم (حفظه الله). 

في الأيام الأولى من فتوى الدفاع المقدس,التي تنزَّلت من صقع الغيب على قلب مرجعنا المفدَّى - دام ظله - خزانة فقه آل محمدٍ صلى الله عليه وآله,تحديداً في اليوم الثالث من شهر رمضان, أبتدء العمل الجهادي, وكان عملاً شاقَّاً ,مضنياً, يبدأ من إطلالة النهار الأولى وهو يُولَدُ من رحم الفجر ,في الساعة السابعة صباحاً,وينتهي في عتمة الليل الحالكة,وهي تجثم على صدر النهار في الساعة التاسعة مساءً . 
المشكلة الرئيسةُ في الأمر,إن القطعات العسكرية المتواجدة هناك كانت تحتاج إلى الكثير من التجهيزات التي تمكنهم من القتال,وقد أخلت الدولةُ يدها من دعمهم,حتى أن عناصر الفرقة الذهبية شكوا لنا انه لا يصلهم من الدولة ولو قطرةٌ من ماء ,يطفئوا بها غلَّة ظمأهم,أو بلغةٌ من الطعام يسدُّوا بها جوعتهم. 
وبوِّدي أن أرويَ لكم قصة ذلك الحاج الذي كان يرابط في إحدى القصور الرئاسية في العوجة بعد تحريرها. 
هو من أهل البصرة,مدينة النخيل,والأنهار الزرقاء الصافية,التي يغسلُ شطئآنها ضوء القمر العاري,من تلك المدينة المجاهدة,التي تُصدِّر الرجال مزيَّنةً سواعدهم السمر ببنادق الجهاد,وتستورد الشهداء موشحة بزَّاتهم العسكرية بدماء الشهادة,تعلو وجهه سمرةٌ رسمتها ريشةُ الشمس,ويغسلُ مُحيَّاهُ نورٌ صنعته شيبةٌ وقور,اسمه (حبيبُ بنُ مظاهر) لا,لا ,لقد اشتبهت,فلسنا في عرصات كربلاء,اسمه الحاج عبد الزهراء (الزهرة) الرويمي مجاهدٌ في سوح القتال,يبلغ من العمر سبعاً وتسعين عاما. 
ولكن ,لحظةً من فضلك, 
هل ثمةٌ فرقٌ بين كربلاء بالأمس ,وسامراء اليوم؟ 
أليس كلُّ المجاهدين من الشيوخ حبيب؟ 
وكل سوح الجهاد كربلاء؟ 
ولكن (حبيب) اليوم,أو فقل الحاج عبد الزهراء الرويمي,لم يأتِ لوحده,بل جاء يصحبه أولاده,ويصحب أحفاده,ويقول والإبتسامة تعلو وجهه,والبشرُ يغمرُ قلبه:- إنه عندما سمع بفتوى سماحة المرجع - دام ظله - ,تذكر نداء الإمام الحسين عليه السلام,فالنداءُ واحد,وإن خرج من شفتين مختلفتين,وأحَبَّ أن يسجِّل مع المرجعية موقفاً مشرفاً في غده,بعد أن تعذر عليه أن ينصر الإمام الحسين في أمسه. 
يقول:- إنَّ لي أمنية واحدة لاغير. 
ترى ماهي أماني هذا الرجل وهو في أواخر حياته؟ 
أتُراه يطمع في تزويج أحفاده؟ 
أم تراه يريد إراحة بدنه من نصب الحرب؟ 
أم هو شيءٌ لاهذا ولا ذاك؟ 
تعالوا نستمع لأمنيته,انها من سنخ الأماني الكبار,انه يريد أن يرى سماحة المرجع المفدى,لا أكثر من ذلك ولا أقل,يريد أن يرى نائب إمام زمانه,تُرى كم من رجلٍ خطر على قلبه مثل هذه الأمنية؟ 
وفعلاً تشرَّف باللقاء به - دام ظله - وبارك له جهده وجهاده,وأثنى عليه كثيرا,بعد ترتيب موعدٍ لذلك,ثم تشرَّف بزيارة العتبة العلوية المقدَّسة ,والتقى به سماحة الشيخ ستار المرشدي وكرَّمه بما يليق به وبأمثاله من الرجال. 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=85678
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 11 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29