• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تأملات وتساؤلات في بعض حالنا اليوم – القسم الثالث عشر .
                          • الكاتب : رواء الجصاني .

تأملات وتساؤلات في بعض حالنا اليوم – القسم الثالث عشر

68- الموصل ..الموصل 

  في الشدائد، تظهر الحقائق، وتُبان.. كما هو معروف ومتداول، ولا أظن بأن هنالك اكثر شدة عراقية اليوم من معركة الموصل.. وبشأنها، في جزئية مهمة، يتقاطع رأيان، وأعني الموقف من تدخل تركيا في المعركة، وماترتب، وسيترتب عليها...

   ثمة موقفان صريحان عند من يؤيد ويعارض، ولكل منهما حججه وقناعاته، المعلنة على الاقل، ولسنا في مجال التوقف عند ذلك الآن، وانما حول موقف اللا موقف عند سياسيين ورسميين و"مفكرين!" واقرانهم، من الذين  يتهربون من إبداء الرأي الواضح والصريح، فيروحون – كما تعودوا- للتسويف وخلط الأمور، والأطالة، وعداها من اساليب يراوغون بها . وهنا ما يثير الشك والظنون، فيصبح حقاً للمتلقين أن يقيموا المعنيين، بواطنَ وظواهرَ، وما بينهما. وبأختصار: لمَ لا يلجأ اصحاب الرأي للصراحة، ويتحدثوا عن رأيهم، وموقفهم؟!.. وبدون ذلك، فلا نظرة أحترام لمن يخشى من التصريح، فلم تعد الحال كما مضى في الأزمان السالفة.. ونكرر: " وأذلّ خلقِ الله في بلدٍ طغت فيه الرزايا، من يظل محايدا" .. ما رأيكم؟.

 

69- ليكن التعليم أولا ..

   احلام وتمنيات وطموحات لا تنتهي عند حدود، لدى الطيبين من العراقيين، في بناء وطن مزهر آمن، تسود فيه السعادة والرخاء، بعد ان طال العناء، وعرض وتعمق، لعقود وعقود وعقود .. وكل هذه الطموحات، وتلك التمنيات، مشروعة دون ادني جدل على ما يُفترضُ وينبغي...

... ولكن الامر هنا – وفي "لكن" تبرز المشكلة دائماً- أما من ضرورة لرسم وتحديد الأولويات والاسس التي يجري في ضوئها السعي لذلك الوطن المبتغى، والسعادة المرتجاة.. والتساؤل الأوضح: أما في اشاعة التعليم أولاً، وقمع الجهالة الفاشية، أولى الاولويات المطلوبة... وإن كان الأمر كذلك فلمَ لا تتركز الجهود على ذلك الأمر، وتؤجل الأحلام الوردية بالحريات العامة، والانتخابات النزيهة، والديمقراطية الشعبية، والعدالة الاجتماعية، والاستقلال الناجز... وما الى ذلك من مشابهات "أفلاطونية" في بلدان لم يتعلم مواطنوها المشيّ بعد، ولكنهم يصرون على "الهرولة"ا بل والركض ايضا!. 

 

 70- اليوم منعت الخمور ... فماذا سيأتي به الغد؟! 

    يبدو ان برلمانــ"نـا" قد اتمم كل القضايا المطلوبة منه، والمتراكمةعليه، فطرح، وأقر بهذا الشكل أو ذلك، وبسرعة استثنائية، قانوناً جديدا يشمل من جملة ما يشمل منع بيع واستيراد المشروبات الكحولية- فضلا عن تصنيعها طبعاً- وبعقوبات قاسية على المخالفين، وفق المعلن...

    وبعيداً عن الحلال والحرام، والحقوق والحريات المدنية وغيرها، نتساءل هل حقاً من الممكن تطبيق ما جاء به ذلك التشريع البرلماني الجديد؟!. نعتقد بأن من الواقعية، والمناسب بمكان، ان نقول: كل ممنوع أكثر مرغوبية، وسيستمر تداول المشروبات الروحية، وربما ستزداد وتيرة تعاطيها، في بلاد تعودت على ذلك منذ عشرات القرون.. كما سيزداد تهريب تلك "الممنوعات" وتتسع مجالات تصنيعها محلياً، وسترتفع اسعارها، وينتفع "التجار" العلنيون والسريون، ووتتزايد العقوبات والغرامات، ولا أحد يدري كيف ستكون النتائج الأخرى، وعساها ألا تكون باهضة الاثمان والعواقب، وألا تلحق بقوانين أخرى، لقضايا أخرى، تكون فيها العقوبات: الجلد وقطع الاطراف، والرجم بالحجارة .. *ملاحظة: كاتب هذه السطور من "سادة أهل البيت الأصلاء" أباً عن اجداد، ولا يحب الخمور .

 

71- سكتوا دهراً، فنطقوا عن الجواهري، كفرا..

   كتبت مرة، قبل نحو ثلاثة اعوام، عن نصب مشوه للجواهرى الخالد، تم فرضه  في  احد مراكز شارع المتنبي الثقافية، وأزيل لاحقاً بعد حملات انتقادات واسعة، شُنت في حينها، كتبت موجِزاً: "سكتوا عن الجواهري دهرا... ثم نطقوا كفرا، بذلكم النصب المشوه" .. وها هي الحل تتكرر من جديد، قبل ايام، بأزاحة الستار عن تمثال للجواهري، شاعر البلاد العراقية، في واجهة مقر اتحاد الادباء والكتاب المركزي ببغداد، وجاء مشوهاً ومعيباً- بقدر ما نفهم بالفنون والتعبير والايحاءات والرمزية- مشابهاً لمثيله السابق في شارع المتنبي...

   نعرف جيداً ان القدرات المالية سبب من اسباب هذا الواقع المؤسف، ولربما راح مسؤولو الاتحاد، وجمهرتهم راضين بذلك الواقع من مبدأ : شئ احسن من لا شئ.. ولكن!.. ترى هل تسمح هذه المقولة، بأن يجرى تجاوز الاعراف والتقاليد، والقيم، في تمجيد وتخليد رموز الوطن، بمثل ذلك التمثال العفوي- الفطرى، على أبسط وصف؟!.  

--------------------------------------- يتبع  

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=85270
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 10 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28