• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حليمة من هنا وحليمة من هناك .
                          • الكاتب : كاظم فنجان الحمامي .

حليمة من هنا وحليمة من هناك

 وعادت حليمة الكويتية إلى عاداتها القديمة, وراحت تلعب (الحجنجلي بجنجلي خلف الجبلي), خلف جبل (سنام) على كيف كيفها, وتصدح في الجنوب بموشح الاتهامات الموجهة ضدنا بإيقاعات جديدة مسمومة, من دون رادع ولا وازع, في الوقت الذي عادت فيه نظيرتها حليمة الإيرانية إلى عاداتها القديمة, وراحت تلعب (الحجنجلي بجنجلي فوق الجبلي), فوق جبل (حاج عمران), وتواصل قصفها المدفعي براجمات جديدة, فتدك القرى العراقية على كيف كيفها, من دون رادع ولا وازع . 

حليمة من هنا, وحليمة من هناك, صرنا نعيش بين حليمتين, حليمة جاحدة, وحليمة حاقدة. حليمتان أدميتا قلوبنا على مدى عقود من الزمن المر, فلا هذه تصون متطلبات الجيرة, وتحفظ مبادئها, ولا تلك تهز ضميرها الروابط الأخوية, فتكف أذاها عن شعبنا, الذي ذبحته بسكين بندها السابع من الوريد إلى الوريد. 
حليمة من هنا, وحليمة من هناك, وصرنا بين (حانه ومانه), هذه تقصفنا بلسانها اللاذع, وتشتمنا كل يوم, وتلك تقصفنا بقذائفها. 
حليمة من هنا, وحليمة من هناك, حليمة الكويتية تقطع حبال الود, وحليمة الإيرانية تقطع شرايين نهر الوند, وتجفف منابع جدول (هوشياري) في بنجوين, هذه تقطع علينا مسارات المياه المخصصة للفلاحة, وتلك تقطع علينا مسارات المياه المخصصة للملاحة.
حليمة من هنا, وحليمة من هناك, هذه تحاصرنا في البحر من الجنوب, وتزحف نحو خور العُميَّة زحفا ملاحيا وهندسيا وعمرانيا منتظما ومتواصلا, فتغير اسم شط العرب على مزاجها, وتمزق هويته العراقية, وتمنحه اسما فارسيا مستحدثا, فتسميه (أروند رود), وتشيد لها منشئات مينائية جديدة في أمعاء شط العرب.
وتلك تحاصرنا في البحر من الجنوب أيضا, وتزحف نحو خور عبد الله زحفا ملاحيا وهندسيا وعمرانيا منتظما ومتواصلا, فتتحكم بخطوط الثالوك والهالوك, وتحشر أكبر منشئاتها المينائية الجديدة في رئة خور عبد الله, ثم ترفع عقيرتها بالصياح لتشتمنا كيفما تشتهي, وتصب جام غضبها على العراق وأهله, وتتهجم علينا في صحافتها المحلية من دون أن نرتكب ذنبا, أو نقترف أثما.
 
 
حليمة من هنا, وحليمة من هناك, هذه تحتجزنا تحت مقصلة مجلس الأمن وقراراته الجائرة, وتلك تكبلنا بأصفاد العناصر المتمردة عليها, فتطارد فلولها في أوديتنا وكهوفنا على طريقة حليمة الطيبة الأردوغانية, التي سبقتها في لعب الحجنجلي بجنجلي فوق وخلف (الجبلي), وألقت بثقلها العسكري كله شمال العراق بذريعة مطاردة خلايا حزب العمال الكردي, فصالت وجالت هناك على كيف كيفها, لكنها توقفت مؤقتاً عن ممارسة هذه العادة الجبلية الانكشارية, وانشغلت بممارسة عاداتها النهرية القديمة, وراحت تشيد المزيد من السدود الجبارة لقطع شرايين دجلة والفرات, فبنت لها حتى الآن أكثر من عشرين سداً عملاقاً منيعاً في هضبة الأناضول, بتمويل من صديقتها حليمة الإسرائيلية, التي وجدت الفرصة مؤاتية لاستغلال الأوضاع المتأرجحة في الشرق, والعودة إلى ممارسة عاداتها الصهيونية التوسعية من النيل إلى الفرات.
 
حليمة من هنا, وحليمة من هناك, حليمة السورية تزحف نحو نهر دجلة الذي يمر بحدودها مر الكرام, فتكرس جهدها الهندسي كله لسحب مياه النهر, وتغير مساره باتجاه الأراضي السورية, وتنجح في تنفيذ مشروعها الجبار بتمويل من شقيقتها وشقيقتنا حليمة الخليجية (؟؟؟؟؟), التي تطوعت لمساعدتها في تغطية نفقات مشروع جر نهر دجلة إلى سد (باسل الأسد), وسد (7 نيسان), وسد (8 آذار), من أجل حرمان العراق من آخر قطرة مياه تفضلت بها علينا حليمة الطيبة الأردوغانية. 
نخشى أن يكون حال العراق كقول ابن عباس عندما نعى صاحبه, فقال:
جبل تدكدك ثم مال بجمعه
في البحر فاجتمعت عليه الأبحر
 
اللهم أحفظ العراق وشعب العراق من كل مكروه, واحمهم من كيد أشقائهم وأصدقائهم وجيرانهم, وجنبهم مؤامرات أعدائهم ومخططاتهم الإجرامية, اللهم آمين. 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=8486
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19