• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مدرسة عاشوراء[9] *الامام الحسين (ع) وأسرار زيارته* .
                          • الكاتب : السيد ابراهيم سرور العاملي .

مدرسة عاشوراء[9] *الامام الحسين (ع) وأسرار زيارته*

ونحن نقرأ زيارة الأربعين العظيمة بمضامينها المستقاة من فيض القرآن الكريم، والنهج الذي لا يلين، لسلالة عرفت العالم معنى الوفاء للدين, نلتقي الزيارة المروية عن الإمام الصادق عليه السلام، تحمل في طياتها دستورا صاغته للأجيال التي ورثت هذا الحب والمودة لآل المصطفى (ص)، حيث يقول الإمام (ع): (وبذل مهجته فيك، ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة) وهنا بيان صريح للغاية المقدسة من الحركة الإصلاحية للإمام أبي عبد الله (ع) بأبعادها المترامية الرامية لإزالة الجهل وإزاحته من تفكير وعقلية الأمة. لأن ذلك يؤدي بها إلى شفا حفرة من النار، كما جاء في قوله تعالى: (وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا).
ولعل استفحال الجهل وتفشيه يتناسب واللهاث وراء الدنيا بزخرفها وزبرجها، حيث جاء في الزيارة: (وقد توازر عليه من غرته الدنيا، وباع حظه بالأرذل الأدنى) وقد أشار إلى هذه الآفة أبو عبد الله (ع) وحذر الجموع الضالة، الخارجة لمحاربته على صعيد كربلاء: (ولا تغرنكم هذه الدنيا فإنها تقطع رجاء من ركن إليها) فالركون للدنيا يعني الركون للظلمة والحكام الجائرين، الذي يستتبع الوقوع في الهاوية، لأن الطغاة يطعمون أذيالهم من هذه الجيفة القذرة لتقوية سلطاتهم ونفوذهم، وهذا ما حصل مع اللعين عمر بن سعد الذي باع آخرته بدنيا أولاد البغاء، ليكون من الأخسرين أعمالا.
إنّ الله تبارك وتعالى يعطي لزائر اﻹمام الحسين (سلام الله علیه) أعلى الدرجات، ويباهي به أنبياءه وحملة عرشه. وإن أردت أن تعلم عظم مقام ودرجة زائر الحسين (سلام الله علیه) فإليك الرواية الشريفة التالية:
«عن ذريح المحاربي قال: قلت لأبي عبد الله (سلام الله علیه): ما ألقى من قومي ومن بني إذا أنا أخبرتهم بما في إتيان قبر الحسين (سلام الله علیه) من الخير، إنهم يُكذّبوني ويقولون: إنك تكذب على جعفر بن محمد;.
قال: يا ذريح دع الناس يذهبون حيث شاءوا، والله إنّ الله ليباهي بزائر الحسين، والوافد يفده الملائكة المقرّبون وحملة عرشه حتى إنه ليقول لهم: أما ترون زوّار قبر الحسين أتوه شوقاً إليه وإلى فاطمة بنت رسول الله. أما وعزّتي وجلالي وعظمتي لأوجبنّ لهم كرامتي ولأدخلنهم جنّتي التي أعددتها لأوليائي ولأنبيائي ورسلي.
ياملائكتي هؤلاء زوّار الحسين حبيب محمد رسولي، ومحمد حبيبي ومن أحبّني أحبّ حبيبي، ومن أحبّ حبيبي أحبّ من يحبّه، ومن أبغض حبيبي أبغضني، ومن أبغضني كان حقّاً عليّ أن أعذّبه بأشدّ عذابي وأُحرقه بحرّ ناري وأجعل جهنم مسكنه ومأواه وأُعذّبه عذاباً لا أُعذّبه أحداً من العالمين».
 ورد في زيارة اﻹمام الحسين (سلام الله علیه) العبارة التالية: «يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزاً عظيماً». فما هو أثر ذكرنا لهذه العبارة، وما هو مفاد الروايات الشريفة في ذلك؟
لا شك أنّ مثل هذه العبارة لها اثر إيجابي على معنوية اﻹنسان، فهي تزيد من ولائه وتعلّقه بالحسين (سلام الله علیه)، كما في الرواية الشريفة التالية:
«عَنِ الرَّيَّانِ بْنِ شَبِيبٍ عَنِ الرِّضَ (سلام الله علیه) فِي حَدِيثٍ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: يَاابْنَ شَبِيبٍ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَلْقَى اللَّهَ وَلا ذَنْبَ عَلَيْكَ فَزُرِ الْحُسَيْنَ.
يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَسْكُنَ الْغُرَفَ الْمَبْنِيَّةَ فِي الْجَنَّةِ مَعَ النَّبِيِّ (صلی الله علیه وآله) فَالْعَنْ قَتَلَةَ الْحُسَيْنِ.
يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ سَرَّكَ أَنْ يَكُونَ لَكَ مِنَ الثَّوَابِ مِثْلُ مَا لِمَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ الْحُسَيْنِ (سلام الله علیه) فَقُلْ مَتَى ذَكَرْتَهُمْ: يَالَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً فوزا عظيما.
معاوية بن وهب (رض) ينقل هذا الدعاء عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام  وهو يدعو لشهداء كربلاء ولزوار أبي عبد الله الحسين (ع):
يامن خصنا بالكرامة،وخصنا بالوصية،ووعدنا الشفاعة.وأعطانا علم مامضى ومابقي،وجعل أفئدة من الناس تهوي الينا،اغفر لي ولاخواني ولزوار قبر أبي الحسين صلوات الله عليه،الذين انفقوا أموالهم،وأشخصوا أبدانهم رغبة في برنا ورجاء لما عندك في صلتنا,وسرورا أدخلوه على نبيك صلواتك عليه وآله,واجابة منهم لأمرنا،وغيضا أدخلوه على عدونا,أرادوا بذلك رضاك,فكافهم عنا بالرضوان،واكلأهم بالليل والنهار،واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف،واصحبهم واكفهم شر كل جبار عنيد،وكل ضعيف من خلقك او شديد،وشر شياطين الجن والانس ,وأعطهم افضل ماأملوا منك في غربتهم عن أوطانهم،وما آثرونا به على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم.اللهم ان أعدائنا عابوا عليهم خروجهم فلم ينههم ذلك عن الشخوص الينا,وخلافا منهم على من خالفنا .
اللهم فارحم تلك الوجوه التي قد غيرتها الشمس،وارحم تلك الخدود التي تقلبت على حفرة ابي عبدالله عليه السلام,وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا,وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا, وارحم الصرخة التي كانت لنا.
االلهم اني استودعك تلك الأنفس , وتلك الأبدان حتى توافيهم على الحوض يوم العطش .
و الإمام الحجة (ع) في زيارته يخاطب الإمام الحسين (ع) في زيارته بمضامين عالية يصف فيها مصاب الطف ويعرف بمقام الإمام بهذه الكلمات :
اَلسَّلامُ عَلى وَلِيِّ اللهِ وَحَبيبِهِ، اَلسَّلامُ عَلى خَليلِ اللهِ وَنَجيبِهِ، اَلسَّلامُ عَلى صَفِيِّ اللهِوَابْنِ صَفِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلى الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهيدِ، اَلسَّلامُ على أسيرِ الْكُرُباتِ وَقَتيلِ الْعَبَراتِ، اَللّـهُمَّ إنّي أشْهَدُ اَنَّهُ وَلِيُّكَ وَابْنُ وَلِيِّكَ وَصَفِيُّكَ وَابْنُ صَفِيِّكَ الْفائِزُ بِكَرامَتِكَ، أكْرَمْتَهُ بِالشَّهادَةِ وَحَبَوْتَهُ بِالسَّعادَةِ، وَاَجْتَبَيْتَهُ بِطيبِ الْوِلادَةِ، وَجَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السادَةِ، وَقائِداً مِنَ الْقادَةِ، وَذائِداً مِنْ الْذادَةِ، وَأعْطَيْتَهُ مَواريثَ الأنْبِياءِ، وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلى خَلْقِكَ مِنَ الأوْصِياءِ، فَأعْذَرَ فىِ الدُّعاءِ وَمَنَحَ النُّصْحَ، وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فيكَ لِيَسْتَنْقِذَ عِبادَكَ مِنَ الْجَهالَةِ وَحَيْرَةِ الضَّلالَةِ، وَقَدْ تَوازَرَ عَلَيْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيا، وَباعَ حَظَّهُ بِالأرْذَلِ الأدْنى، وَشَرى آخِرَتَهُ بِالَّثمَنِ الأوْكَسِ، وَتَغَطْرَسَ وَتَرَدّى فِي هَواهُ، وَأسْخَطَكَ وَأسْخَطَ نَبِيَّكَ، وَأطاعَ مِنْ عِبادِكَ أهْلَ الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ وَحَمَلَةَ الأوْزارِ الْمُسْتَوْجِبينَ النّارَ، فَجاهَدَهُمْ فيكَ صابِراً مُحْتَسِباً حَتّى سُفِكَ فِي طاعَتِكَ دَمُهُ وَاسْتُبيحَ حَريمُهُ، اَللّـهُمَّ فَالْعَنْهُمْ لَعْناً وَبيلاً وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً أليماً.
       *والحمد لله رب العالمين*



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=84793
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 10 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18