• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اردوغان... الغلو والممارسات العشوائية .
                          • الكاتب : عبد الخالق الفلاح .

اردوغان... الغلو والممارسات العشوائية

ما في شك من ان العلاقات التركية العراقية تمرّ عبر منعطف خطير و أشكالاتً مختلفة من الصراع بين تركيا و العراق وقد بذل الكثير من الجهد في وصف المنافسة الدائمة بينهما، وهي منافسة ترتبط بإرث لا يمكن تجاوزه من العداء بين الدولتين العثمانية والعراقية المختلفة وتطورها في زمن الرئيس الحالي اردوغان وحزب العدالة والتنمية بشكل اكثر بروزاً، الاختلاف المذهبي . فالعوامل التي تتراوح بين الطائفية والهيمنة الإقليمية، والشكوك السياسية المحلية، وبين المصالح المتشابكة يبدو أنها تدفع العلاقات نحو دوامة تدفعها إلى المنحدر وعدم الاستقرار . اضافة لرؤية كل طرف، للطرف الآخر من منظور إقليمي، وعرقي،وما يزيد الطين بلة مواقف العداء من دول الخليج العربي للعراق عبر العديد من القرارات والمواقف التي تعكس مدى تخاذل هذه الدول وتخليها عن مبدأ الدين والاخوة ووحدة الدم . وكان اخرها الموقف السلبي لهذه الدول من التغلغل التركي داخل الاراضي العراقية والسكوت المخزي لهم من هذا التغلغل المشين و التي تم استداع السفير التركي وتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة ازاء تلك العبارات و رداً للخطاب المتشنج للرئيس رجب طيب اردوغان المثير . وكانت كل من  قطر والامارات اعلنتا عن تضامنهما مع التواجد التركي داخل العراق تحت العديد من الاعذار والحجج الغيير منطقية وعبر وسائل الاعلام والقنوات الفضائية المختلفة التي تمتلكها هذه الاطراف , معتبرتين ان الحق كل الحق لتركيا للتوغل لحجج عديدة منها تدريب المقاتلين العراقيين والتصدي لداعش وحزب العمال الكردستاني وغيرها من الامور التي تنم في الحقيقة عن عداء هذه الدول وتأييدها لكل مايضر سيادة العراق ووحدة شعبه .
وهي من الصعوبة ان  تحل بسهولة  ، ولا تخدم أياً من مصالح البلدين . فهنالك حاجة ماسة إلى دبلوماسية فاعلة بينهما، بصرف النظر عن المعالجة الفاعلة للقضايا المحلية، بدل التصعيد المخرب والاعتقالات العشوائية التي يمارسها النظام التركي بعد الانقلاب المزعوم من خلال تطبيق ديمقراطية حقيقية، والمُثل العليا للدولة التعددية والتسامح بدل الدولة ذات الاتجاه الواحد والتي تسعى الحكومة التركية فعلها في هذا البلد وتصفية مخالفيها  . إن التحديات تكمن في القوى الفاعلة على الأرض بين البلدين أولاً، وتكمن في انعدام الإرادة الدولية الحقيقية لعودة العراق إلى محيطه العربي والإسلامي والعالمي من قبل هذه القوى المحلية والإقليمية والعالمية ، وهي تعمل بكل ما تملك من قوة لمنع أي تغيير سياسي في النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والعرقية ، موقف هذه الدول للعديد من المواقف السلبية التي مارستها ضد ابناء الشعب العراقي وفي مقدمتها الدعم للمنظمات الارهابية مادياً ومعنوياً والعمليات التي راح ضحيتها مئات الالاف من ابناء العراق .
 وبالتالي فهي تسعى لإبقاء البلاد على حالها على حساب  اكثرية الشعب العراقي .ومن المفاهيم الواضحة والتي لاغبار عليها الصدع في العلاقات التركية العراقية، له جانب أوسع، يأخذ شكل صراع محاور . فمن جانب، هنالك تركيا، وأغلبية العالم العربي، والغرب، بينما يوجد في الجانب الثاني، روسيا ودول محورالمقاومة ، وعلى نحو اخر، الحكومة الاتحادية العراقية في بغداد. إن العداء التركي للدول المنطقة ، لا مثيل له في التاريخ حيث، يشارك في هذا العداء جميع الأتراك وباختلاف إنتماءاتهم السياسية، اليسارية واليمنية والإسلامية والليبرالية، وليس فقط السلطات الحاكمة. وهذا يعني إن العداء ليس مبني على المصالح السياسية والإقتصادية فقط، وإنما يمتد إلى النفوس والعقل الجمعي للمجتمع التركي، ويعود إلى التربية الثقافية التي ربتها السلطات العثمانية والتركية مواطنيها عليها خلال مئات الأعوام،
تركية بحاجة إلى دولة عراقية قوية اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، لإقامة علاقات متينة معها، وبناء تجارة مشتركة، وضبط الحدود العراقية التركية، فالأمن والاستقرار في العراق وشماله ينعكس مباشرة على الأمن والاستقرار في تركيا، ويجب العمل من اجل الوصول لهذا الهدف الذي يخدم مصالح البلدين  والاستقرار الأمني لا يتحقق بدون استقرار سياسي وديمقراطي في العراق والتي تبذل تركية جهوداً كبيرة من اجل تزلزلها، وكان عليها العمل من اجل دعم جهود الاستقرار السياسي في العراق، وبالأخص بعد الانسحاب الأمريكي من العراق عام 2011م، الذي رحل عسكرياً وبقي يعمل على تكريس الدولة الطائفية التي صنع لها قانون ودستور المحاصصة الطائفية والعرقية .هذه الاخطاء جعلت من تركية ان تعيش في شبه عزلة إقليمية خطيرة و تحيط بها دول جارة تتسم علاقاتها معها بالعداء. هذا العداء ناتج عن أسباب تأريخية و عنصرية و عنجهية الأتراك و روح التوسع و العدوان المغروسة في نفوسهم بالإضافة الى تضارب المصالح بينها و جيرانها. بسبب الطبيعة البدوية و القبلية للأتراك، فأنهم يستعملون لغة القوة أسلوباً لحل القضايا السياسية و الإجتماعية، بدلاً من لغة الحوار.
وهذا يفهم من الموقف التركي والنبرة الأردوغانية العنيفة من المواقف الاخيرة من تصريحات رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي والاسلوب المتهجم عليه بعيداً عن الدبلوماسية والاعراف ، وكذلك التقارب مع المملكة العربية السعودية والهرولة اليها لتشكيل تحالف يخدم كيان معيين من المجتمع العراقي طمعاً في مستقبل ادارة الموصل على اساس طائفي. إن تركيا والسعودية والبعض من الدول العربية و الإسلامية لاتحسن العواقب العديدة الحتملة من هذه التصرفات المشينة ، وأخطر ما فيها مشاركت بعض الدول العربية أو بعض الدول الإسلامية ضد البلدان الاسلامية، فالدول العربية أو الإسلامية التي تحالف إسرائيل لا يمكن تبرئتها من الاشتراك في العدوان على الأمة الإسلامية، وكذلك الدول التي تحالف أمريكا في السر والعلن وتشارك بقتل العراقيين واليمنيين والسوريين وهو تحالف إجرامي لاغبار عليه وثبت من خلال الممارسات الفجة من قتل الانسان دون تمييز وتدمير الشجر والحجرتطرفاً وغلواً غير متعارف عليه في العلاقات الانسانية الواقعية 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=84790
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 10 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28