واعتبر حداد في كلمة له، في مجلس العزاء الحسيني الذي يقيمه رئيس مجلس النواب نبيه بري في قاعة أدهم خنجر بدارته في المصيلح، أن عاشوراء تبقى جديدة لأنها قيمة والقيمة لا تفنى، وإن مجتمعاتنا بحاجة لها.

وأشار المطران حداد أن شخصية الحسين (ع) تكونت بثلاثة أعمدة هم: الإيمان بالله، تكريم الانسان وعنفوان الذات التي يتمحور فيها وحي الاله ومحبة خلائقه.

كما دعا للتأمل بقيم الحسين (ع) معددا بعضا منها، أولها الكبر والتواضع، فقال: “لقد أبى الحسين الا أن يشارك في الدفاع عن الفقير والمظلوم والجائع وكل ضعيف ومستضعف”، مشيرا الى أن الحسين (ع) لم يكن يحتاج يوما الى ثورة ليعيش بكرامته ويؤمن لقمة عيشه، لكنه دافع بتواضع وبشراسة المقتنع عن الحق وقدم كل ما عنده في سبيل قناعته.

وتابع بالقيمة الثانية وهي الشجاعة، “الامام (ع) لم يأبه الموت بل رأى المنون يقترب لا محال, عرف أن موته سيكون رمزا خالدا فلم يتراجع، بل سار بشجاعة الى مسرح التضحية ليصبح الذبيح فداء عن الأمة”.

أما القيمة الثالثة فبرأي حداد هي الصدق، “أصبح الحسين مثالا للصدق أولا مع الذات وثانيا مع الله، وبالنتيجة مع إخوته في البشرية”.

كما كان للحكمة دورا أيضا، برأي المطران حداد، “ان رأس الحكمة مخافة الله، والحكمة في الحسين تكمن في تفضيل خيار الله له، فلم يتوانى عن المعركة”، مشيرا الى ان الامام الحسين (ع) كتب حكمة كلفته حياته، لكنه ما إن مات حتى عاد الى مسرح الحياة، مثالا لكل حي يريد أن يعيش بكرامته وعنفوانه، وما أسخف الحياة من دونهما.

وخلص حداد الى أن قيم أخرى كثيرة زينة شهادة الحسين (ع)، في كل منها دعوة للتشبه والتأمل والصلاة والتوبة امام الله عزة وجل، متسائلا هل قيم الحسين معاشة في أيامنا هذه كما أرادها هو؟