• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لماذا فضل الامام الحسين الاستشهاد في العراق وليس في المدينة .
                          • الكاتب : مهدي المولى .

لماذا فضل الامام الحسين الاستشهاد في العراق وليس في المدينة

المعروف ان الامام الحسين رفض مبايعة عدو الله والحياة والانسان وابن عدوهم ممثل الفئة الباغية يزيد  ومهما كانت التحديات لانه كان على يقين ان  مبايعة يزيد يعني التخلي عن الاسلام والعودة الى الكفر الى دين الجاهلية  الجدير بالذكر ان عبارة الفئة الباغية اطلقها الرسول على ال سفيان ومن معهم كيف  اعترف به خليفة للمسلمين واميرا للمؤمنين  يعني لا اسلام ولا قرآن ولا محمد ولا الله   ولا حياة ولا انسان يعني اعتراف بالوحشية والظلام والعبودية
للاسف ان الامام الحسين لم يجد اي استجابة او تأييد من قبل النخبة الاسلامية  بل وجد المعارضة والنفور منهم   فبدأت هذه النخبة بالضغط على الامام الحسين من اجل تغيير موقفه والاعتراف بخلافة يزيد  بحجة ان هذا الرفض يؤدي  الى شق وحدة المسلمين وهناك من طلب منه عدم الخروج وهناك من طلب منه الخروج الى اليمن بحجة واهية وكأن الخلاف بين يزيد والحسين خلاف شخصي على مبلغ من المال على قطعة من الارض وهناك من نصحه الخروج الى اليمن  فهذه النخبة   لا ترغب باي  مواجهة مع انحراف وفساد الفئة البغية بل اظهرت انها مؤيدة  لهل  لهذا اعلنت خضوعها الكامل فالاموال التي أغدقت عليها كثيرة  بغير حساب فعمت بصرها وبصيرتها لهذا اسرعت الى الاعتراف بخلافة يزيد ومبايعته ومساندته  الا ان موقف الامام الحسين  الرافض لخلافة يزيد يحرجهم لهذا طلبوا منه القبول بالامر الواقع  ومبايعة يزيد  او الخروج من المدينة وبهذا شعر الامام الحسين بانه وحده لا يملك مؤيد ولا مساعد ولا معين
 المعروف ان الفئة الباغية  ترغب كل الرغبة  في بيعة الامام الحسين لخلافة يزيد فترى في ذلك انتصار كبير لها ومنحها القوة والشرعية  لهذا لا ترغب في قتله ابدا     لهذا بدأ ت بطرق واساليب كثيرة ومختلفة من اجل اخذ البيعة من الحسين سواء بالترغيب بالضغط  بالتوسط بالحاح بعض الشخصيات القريبة منه  اما عملية قتله  فتركت  تبدأ عندما تخفق كل السبل في اخذ البيعة    المعروف ان الفئة الباغية معروفة بقتل المسلمين الذين يشكلون خطرا على خططهم  ابتداءا من سم الرسول ومنعه من كتابة وصيته وسم ابي بكر وقتل عمر بن الخطاب وقتل عثمان وقتل الزبير وطلحة وقتل سعد بن عبادة وقالوا ان الجن هي التي قتلته وقتلوا مالك الاشتر وقالوا قتلته الملائكة وقتلوا الامام علي وقالوا  كانت هناك مؤامرة قامت بها الخوارج لقتل الامام علي ومعاوية وعمرو بن العاص  ونجحوا في قتل الامام علي في حين فشلوا في قتل ابن العاص ومعاوية   يعني ان مؤامرة قتل الامام الحسين مخططة    و   مهيئة  الآليات الاشخاص الذين يقومون بعملية الاغتيال ثم يظهرون الحزن ويتظاهرون بالبكاء على الحسين ويمشون في جنازته ويقيمون التعازي وربما يتهمون اشخاص من انصاره او اشخاص  لا علاقة لهم بالقضية ويلقون القبض عليهم ويعدمونهم كما فعل الطاغية صدام عندما  قام بقتل الكثير من مراجع الدين الشيعة 
لهذا قرر الامام الحسين الخروج من المدينة  متخفيا خوفا من قتله   لا يدري ان الفئة الباغية وضعته تحت المراقبة الدقيقة منذ ايام الملعون معاوية فهو الذي اشار عليهم بذلك وحذرهم من الحسين  وطلب منهم اخذ البيعة او قتله   فكانوا على علم بكل كلمة يقولها وبكل خطوة  يخطوها 
حيث تمكنوا من اختراق انصار ومؤيدي  الامام الحسين في الكوفة وتمكنوا من معرفة المخلصين الصادقين منهم  من خلال ادخال الكثير من عملاء وجواسيس ورجالات  الفئة الباغية فكانوا اول المتقدمين في كل حركة يتحركها انصار الحسين المخلصين وكانوا اول من ارسل الرسائل الذين يدعون    م الحسين  الى المجيء الى العراق لهذا قام الأموين بحملة  طرد وتشريد وقتل وسجن الكثير من انصار الامام الحسين ونشر الرعب والخوف في  نفوس ابناء الكوفة حتى لما جاء مسلم بن عقيل  التف حوله عدة آلاف ثلاثة ارباع هؤلاء هم من انصار وجواسيس الفئة الباغية لهذا ذابت هذه الألوف وتراجعت  وخذلت مسلم بن عقيل  اما ما تبقى فقامت اجهزة بن  امية بأعتقالهم بقتلهم   ومنعوا وصول اي خبر الى الحسين عن مقتل مسلم وما حل بانصار الحسين ومؤيديه بالكوفة 
  وهذا يعني ان بني امية يريدون وصول الحسين الى  الكوفة  لان الخطة ستنتهي في الكوفة   لكنهم مع ذلك لا يرغبون بقتل الامام الحسين لانهم يعلمون خطر قتله على حكمهم اذا لم يكن الان   فخطره في المستقبل امر مؤكد    لهذا نرى جيوش بني امية هي التي استقبلت الحسين  ومن معه   على مسافة من الحكومة   فمنعته من دخول الكوفة ومن ثم حاصروه في صحراء كربلاء  وبدأت المساومة والمقايضة  حيث  فرضوا الحصار الجوع العطش الاغراء
فرد الحسين هيهات منا الذلة والله لم ار الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين فنظر الحسين  الى حاملي السيوف  التي تطالب بقتله فقال لهم الم تكتبوا لي هذه رسائلكم نحن جنود مجندة لك  وضد اعداء الله  الفئة الباغية   وفي صحراء كربلاء قرروا ذبحه وذبح انصاره  وقطعوا رؤوسهم ورفعوها فوق الرماح واسروا نساء الرسول ودخلوا بها الكوفة  فكانت مفاجئة لاهل الكوفة لانهم لم يسمعوا بوصول الحسين 
يا ترى هل كان خروج الامام الحسين الى العراق الى الكوفة كان بتخطيط ورغبة الامام الحسين ام برغبة الفئة الباغية ام رغبة  الطرفين معا لكن لكل رغبة هدف
فالامام الحسين على يقين انه لم ولن يحقق نصرا على الفئة الباغية الا انه يسجل موقفا انسانيا  حيث سجل ملحمة تاريخية بوجه الظلم يزداد صداها وتألقها بمرور الزمن كما خلق قاعدة ارتكاز واسناد لعشاق الحرية ومحبي الحياة هذا من جهة ومن جهة اخرى وهي مهمة جدا   ان العراق  الكوفة بلد الحركات الفكرية والسياسية والثورية وكل المعارضين  لحكم الفئة الباغية  فكل هؤلاء اصبح شعارهم لبيك  ياحسين وهذا هو الانتصار العظيم والكبير والذي لا مثيل له في التاريخ  جعل من الحسين رمزا  لا مثيل له ولا شبيه في تاريخ الاصلاح والتجديد  وكل من يشدوا الى الحرية والقيم الانسانية وكان السبب في هزيمة الفئة   وقبرها الى الابد رغم محولات الوهابية التكفيرية بقيادة ال سعود بعثها من جديد
فلوا قتل الامام الحسين في مكة المدينة مدينة اخرى لما ذكره احد ولتمكنت الفئة الباغية من حجب جريمتها واشغال المسلمين بامور اخرى وتجاهلها  المسلمين وخلقت اشاعات واكاذيب تتهم انصار الرسول بالكفر  كما كفرت الامام علي وذبحته بحجة انه لم يصل  رغم انها ذبحته وهو يصلي في المسجد 
فالفئة الباغية قتلت سعد من عبادة ولم يذكره احد وهجمت على مدينة الرسول وذبحت شبابها واغتصبت وأسرت نسائها  ونهبت اموالها ودمرت بيوتها  اكثر بكثير مما فعلته المجموعات الارهابية الوهابية بدعم من ال سعود في سنجار وتلعفر ومناطق اخرى من العراق سوريا  في عصرنا لان ال سعود وكلابهم الوهابية تريد تجديد سنة الفئة الباغية ال سفيان
فخروج الامام الحسين الى العراق الكوفة واستشهاده كان انتصارا له وللحرية وللاصلاح ولكل الاحرار والمصلحين
وفي نفس الوقت كان هزيمة منكرة للفئة الباغية  للعبودية ولكل انصار الفئة الباغية والعبودية
 وهذا هو سبب خروج الامام الحسين من المدينة الى الكوفة العراق واستشهاده فيه



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=84503
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 10 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28