قال الدكتور وليد الحلي إن الإصلاح ينبغي إن يشمل البحوث العلمية لتخرج من الأبحاث النظرية إلى الأبحاث التطبيقية لحل مشاكل العراق في التنمية الصناعية والزراعية والتقنيات وغيرها، إضافة إلى المساهمة في رفع مستوى الجامعات العراقية عالميا من خلال نشر الأبحاث في مجلات علمية رصينة خارجية.

وأضاف الحلي، خلال كلمة ألقاها اليوم الأربعاء ، في المؤتمر العلمي التخصصي الأول لطلبة الدراسات العليا في كلية العلوم بجامعة بغداد، إلى إننا نحتاج إلى ثقافة بحثية تعتمد القيم العلمية الرصينة والإدارة الكفوءة إضافة إلى الالتزام بالجودة والمقاييس العالمية المعتبرة.

موضحا ان المعايير العلمية مهمة في النهضة البحثية في العراق، وينبغي عدم التباطىء في إعادة دراسة المنهج البحثي التي ورثناه من مرحلة العهد البائد الذي صادر الحريات والعقل والوعي وخدمة الوطن، والتي وضعت سياسات البحث مخصصة للحرب والعدوان وليس لتطوير العراق اقتصاديا وصناعيا وخدميا.

مذكرا إننا في شهر محرم الحرام نستلهم من منهج الإمام الحسين (ع) الذي اهتم بمعايير إصلاحية تشمل تهيئة الأرضية الخصبة المناسبة لتطوير الواقع العلمي والسياسي للبلاد من خلال الدعوة إلى العدل، ومقاومة الظلم والطغيان، ونشر الفضيلة، ونبذ العدوان، واحترام الحقوق والحريات، ورفض التجاوز على الناس بالباطل، وعدم التسلط عليهم بطرق غير مشروعة، وعدم ممارسة الفساد والرذيلة، والامتناع عن استخدام أموال الناس  بإعمال مخالفة للشرع والقانون، والانتصار للحق وليس للأشخاص، لتخليص المجتمع من الآفات المرضية والسرطانية التي منعته من الوعي والمعرفة والعلم.

منبها، الى إن نهضة الحسين (ع)  لم تكن من اجل الحصول على مكاسب دنيوية او لرد خصومة شخصية أو عائلية أو مصلحية أو فئوية " إني لم اخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الإصلاح"، بل كانت نهضة من اجل إرساء مفاهيم البناء القويم لشخصية المغير في نهضته الإصلاحية  التي تستنهض الفكر والعقيدة  والالتزام من خلال تحريك الجانب العاطفي عبر خطاب معرفي قادر على توعية الإنسان للتصدي ومواجهة التحديات. 

مؤكدا، إن نهضة الحسين (ع) كانت درسا مهما في  كيفية إعداد قيادات مؤمنة وقادرة على أداء واجباتها في الإصلاح، وعدم التردد بالقيام بالتصدي المطلوب عند مواقع التحدي. وهذا ما نشاهده اليوم من إبطالنا الذين يجاهدون في ساحات التصدي ضد الخوارج عن الدين الإسلامي من عصابات القاعدة والدواعش  حيث يقفوا مدافعين عن وطنهم بدمائهم الكريمة مجسدين بذلك حقيقة كونهم أنصار منهج الحسين ( ع)، هذا النهج الذي بقى فاعلا ومؤثرا في كل زمان ومكان، وهو من  يحرك الآخرين في مواقع متعددة تشهد الظلم والجور وتجعلها تقف وتتحدى ألوان الشر والإساءة إلى الإنسان وقيمه ومبادئه. 

وفي الختام شكر الحلي جامعة بغداد على جهودها في جمع التبرعات لدعم المجاهدين من القوات الأمنية والحشد الشعبي في ساحات القضاء على عصابات داعش.

المكتب الإعلامي للدكتور وليد الحلي

بغداد في 3 محرم الحرام 1438هـ الموافق  5 تشرين الأول 2016