• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رمضانيات عبر الشبكة العنكبوتية .
                          • الكاتب : سيد صباح بهباني .

رمضانيات عبر الشبكة العنكبوتية

بسم الله الرحمن الرحيم


(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)الطلاق/3


{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}


تقديراً مني لكما!!


إلى المربي الفاضل والمربية الفاضلة


التي  فعلاً ربت البنت المثالية الصالحة المؤمنة!


يحرص كثيرٌ من المسلمين على ختم القرآن في رمضان


 وهذا أمر طيب، ، ولكن نحن نتمنى أن تكون ختم  تدبر لا قراءة فقط فمع هذا يمكننا أن نستثمر قراءتنا لجزء واحد يوميًّا في رمضان، بحيث نقرأ وفي الوقت ذاته نتدبر ثم نبحث بداخلنا هل نحن نطبق تعاليم القرآن أم ماذا؟! ويجب أن لا نسى الأحاديث النبوية الشريفة لأنها هي السنة النوبية نعم هذه هي السنة النبوية التي يأخذ البعض منه اسما!!


وحتى نتدبر معاني القران نقول كيف ذلك في خطوات؟


احرص على إتمام الجزء المخصص في يومه المخصص


استخرِجْ مِن الجزء الذي تقرأه آية واقف عندها وسجلها  على ورقة


اسأل نفسك أين نحن من هذه الآيات و عَدِّل سلوكك على ضوء هذه الآيات ستجد أنك يوميًا تتحسن، وتطبق آيات القرآن، وهذه ثمرة التدبر الحقيقية


إذا كثر عليك الأمر، فاستخرج من الجزء كله آية واحدة تحمل صفة واحدة محمودة، وأخرى مذمومة، وافعل المحمودة، واترك المذمومة .


إذا انتهى رمضان وقد التزمت بهذا المنهج، تكون قد مارستَ ثلاثين خلقًا حسنًا، وأنتهَيْتَ عن ثلاثين خلقًا سيئًا، ولا تنزعج من تكرار الخلُق، فلا بأس بذلك؛ لأن تكراره في القرآن يعني أهميته***بإذن الله ستشعر أنك استثمرت القرآن في شهر القرآن، وأن القرآن قد أسهم في تغيير سلوكك. ابدأ من اليوم الأول وامضِ على بركة الله، وخطّط للأمر مبكرًا، وانقل الفكرة لغيرك، لعل الله أن ينفع بها



واسمحوا لي أن أشارككم في ما استوقفني من الآيات



استوقفتني هذه الآيات وهذا الحديث!!



{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}



يقول تعالى ولتكن منكم أمة منتصبة للقيام بأمر الله في الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأولئك هم المفلحون قال الضحاك هم خاصة الصحابة وخاصة الرواة يعني المجاهدين والعلماء وقال أبو جعفر الباقر قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ثم قال الخير إتباع القرآن وسنتي رواه ابن مردويه والمقصود من هذه الآية أن تكون فرقة من هذه الأمة متصدية لهذا الشأن وإن كان ذلك واجبا على كل فرد من الأمة بحسبه كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأى منكم بنو فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان وفي رواية وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل .



قال المصطفى عليه الصلاة والسلام



في الحديث الصحيح: ( من رأى منكم نكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع بلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك



أضعف الإيمان  )



كما روى لنا رسول الله  حديث القائم على حدود الله عز وجل والواقع فِيها



<<مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ وَالوَاقِعِ فِيهَا ,كَمَثَل قَوْمٍ اسْتهَمُواعَلَى سَفِينةٍ,فَأَصَاب



بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسفَلَهَا,فكَانَ الذِينَ في أَسْفَلِهَا إذَااسْتَسْقَوْا مِنَ الَماءِ مَرواعَلَى



مِنَ فَوْقَهُمْ ,فَقَالُوا لَو أَنّنا اخَرَقْنَا في نصِيبنَا خَرْقاً ,وَلَمْ نُوْذِ مَنْ فَوْقَنَا ؟فَإِن ْترُكُوهُمْ وَما



أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً ,وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجوْا جَمِيعاً >>



وألخص المعنى العام



شبه الرسول -صلى الله عليه وسلم-حالة المحافظ على حدود الله ,ومنها الأمر بالمعروف



والنهي عن المنكر ,والذي يقع في الذنوب ,أو لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر,



يقوم اقتسموا سفينة ,سكنوها بطريق القرعة ,فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها



فكان الأسفلون إذا أرادوا ماء مروا على من فوقهم ,فيتأذى سكان العلو من الخروج



ومن رشاش الماء ,ومن الحركة وقت الراحة ,وغير ذلك من أنواع المضايقات ,



وأحس سكان الأسفل بأذاهم ورغبوا في تفاديه ,ففكروا تفكيرا سقيما,فكروا لو أنهم



خرقوا السفينة من الأسفل لا ستطاعوا أن يحصلوا على الماء دون إلحاق الأذى



بإخوانهم سكان العلو ,وما خطر ببالهم أن ذلك الخرق مهما صغر كفيل بإغراق



السفينة وإهلاك الجميع .وبدءوا في إخراج مشروعهم إلى عالم الوجود ,



فأخذ أحدهم بفأسه وشرع ينقر , وسمعه الأعلون فنزلوا ,فقالوا :مالك ؟قال :



 



تذيتم بنا في المرور عليكم ولابد لنا من ماء فإن تركوه يخرق هلكوا جميعا



وإن منعوه نجا ونجوا جميعا



 وهكذا من يقيم حدود الله عز وجل تحصل له ولغيره النجاة ,وأما من يهملها



أو يقع فيها فله الهلاك ,للعاصي بمعصيته وللساكت بالرضى بها وعدم لها



 : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين   



(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)الطلاق/3



"مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى "



(رواه مسلم)



ورواه البخاري, وأحمد بن حنبل رحمهما الله



قال صلى الله عليه وآله وأصحابه التابعين وسلم



(مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى منه شيء تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).رواه البخاري ومسلم



هكذا يصف النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه التابعين وسلم طبيعة العلاقة القائمة بين المسلمين ومعالمها وأسسها .



العلاقة قائمة على المودة والتعاطف والرحمة بينهم , أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين .



شبههم بالجسد الواحد : أي لهم هيكل واحد , جسد واحد لا أشلاء ممزقة , ولا دويلات متناحرة متباغضة ..مثل دول بعض البعران اليوم وغيرهم



والجسد الواحد له قلب واحد وروح واحدة هكذا المؤمنون همهم وفكرهم وقلبهم واحد , أي أنهم على قلب رجل واحد .



إذا اشتكى عضو تداعى له الجسد واستجاب لدعوته وتضامن معه بالسهر والحمى .



إذا أصاب أي مسلم مصاب أو حلت به مصيبة هب لنجدة أخاه ومساعدته ومساندته ومؤازرته ويتضامن معه ويشاركه في شكواه ويعزيه في بلواه . وليكن في حاجته ويفرج عن كربته وينفس عن مصيبته.



ولا يخذله في موضع تنتهك حرمته وينتقص من عرضه بل ينصره ظالماً أو مظلوماً .



أما حالنا اليوم أخوة أو شبه أخوة وضعوا لنا القومية  الهدامة  نجدة الجاهلية الأولى وتركوا الأمة والصف والوحدة الإسلامية – والله المستعان -



الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يا خواني ليس مقتصرا على المطاوعة فقط  بل هو مشروع لجميع مسلمين ولو أن كل من رأى منكر نهى عنه لأصبحت أحوالنا افضل مما هي عليه  تمر السيارات وصوت بأغاني تردح و قليل من ينكر نرى مدخن في الشارع ولا نتكلم



يا أخي ما تقدر تقول اتق الله، كلمتين فقط .



نمشي وقت الصلاة ونرى البعض واقف يتحدث ولا يملك وقل ليقول صلوا



فالأمر سهل جدا .



نسأل الله أن يجعلنا من الذين يأمرون



بالمعروف وينهون عن المنكر



وخلاصة القول



هو العمل لمناهج العقيدة الإسلامية



معناها وجوب الدعوة إلى الإسلام فالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر مسئولية جماعة من المسلمين إن كان ذلك واجبا على كل فرد من الأمة بحسبه



والعمل بفروع الدين ومنها الأمر بالمعروف



الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر من خصائص المؤمنين



اللهم أعنا على فهم القرآن وتدبره وتطبيق أحكامه والعمل بما جاء فيه حتى الممات



اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا



ويجب علينا أن نكون حقاً أخوة ونقتدي بالله وبرسوله وبما أنزل من عنده



ونعم ما قيل في هذا الصدد :



والله لو يمـحو الزمان فضائلاً .. ويبيد من طيب الخصال شمائلاً



وتغيرت قيم الأنام إلى الردى .. وتبدلت شيـم الكرام رذائلاً



ورأيت من باع الأصالة يرتدي .. ثوباً غريبـاً مشمئـزاً مائلاً



سأظل وحدي طول عمري ثابتاً .. لا أرتضي للمكرمات بدائلاً



وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) أرايت لو كان أصغر عضو منك كالخنصر مثلاً وفيه ألم ,بدنك كله يتألم, فإن مثل المسلمين في توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد, فإذا رأيت في أخيك ما يحتاج إلى معاونة ومساعده فأعينه وساعده, والله في عون العبد ما دم العبد في عون أخيه وكما أمر صلى الله عليه وسلم بإحسان الخلق مع الخلق فقد نهى عن إساءة الأخلاق مع الخلق ومن ذلك ما قاله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض ,المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره ,التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاثة مرات أي قال التقوى هاهنا ,التقوى هاهنا ,التقوى هاهنا, بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ,كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التحاسد أي لا يحسد أحدكم أخاه على ما أعطاه الله من فضله من مال أو علم أو غير ذلك من نعم الله عز وجل لا تحسد أخاك على ذلك فإن الذي قدره هو الله عز وجل ,الذي من عليه بفضله, وحسدك أخاك أنك إعترضت على فضل الله, ولهذا قال الله تعالى منكراً ذلك (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَد) إذا انعم الله على أخيك بنعمه فأسال الله من فضله,وإذا رأيت الله أنعم على أخيك بعلم فقل اللهم علمني كما علمته ,أوبمال فقل اللهم ارزقني كما رزقته, أما قوله ولا تناجشوا,أن يزيد الرجل في السلعة وهو لا يريد شراءها ,لا تنجش على أخيك حتى تحرمه مما يرد أو تزيد عليه في طلبه ,وأما التباغض فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى البغضاء ,ولا تجعل في قلبك بغضاء على أخيك , ولا تدابروا, أن لا تكون مخالفاً له ومنازعاً له ومشاقاً له في أمر بل كن أنت وإياه على وجه واحدة بدون تدابر حتى تأتلف الكلمة وتتواد القلوب بين المسلمين وأما قوله ولا يبع بعضكم على بيع بعض,إنك إذا رأيت إنسان أشترى سلعه بمائة فلا تذهب وتقول أنا أعطيك مثلها بتسعين أو أعطيك أحسن منها بمائة فإن هذا بيع على بيع أخيك وهكذا أيضاً الشراء على شراءه وهكذا الاستئجار والتأجير على تأجيره واستجأره فإن ذلك كله عدوان, بل قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يسوم على سومه أي إذا رأيت البائع قد أطمئن على سوم هذا الرجل وأراد أن يبع عليه فإنه لا يجوز لك أن ترفع السعر وتسوم على سومه لأن البائع قد قنع بما أعطاه هذا المشتري, وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم ,المسلم أخو المسلم فما أجملها من كلمة وما أحلاها إن الإنسان إذا شعر أنه أخو أخيه المسلم فإنه سوف يعامله معاملة الأخ ,فلا يظلمه, ولا يكذبه, لا يعتدي عليه يأخذ منه ما ليس له أو يجحد ما هو له ,ولا يتأخر عن نصره في موضع يحتاج إلي نصره ولا يحدثه بالكذب ولا يحتقره,تأدبوا بآداب الإسلام التي جاء بها خير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام تنالوا بذلك درجات الكمال والثواب ويجب أن نتحد ونتعاون ونعمل سوياً لرفع  الكاهل عن الأوطان ونصرة المواطنين وقبل كل شيء يجب أن نصل الأرحام ونكرم اليتيم وندعم الأرامل وأبن السبيل والبائس الفقير ؛ أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم ممن يتخلقون بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم .والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.



المحب المربي





  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=8445
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28