• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التعايش السلمي بين ابناء الوطن الواحد .
                          • الكاتب : عمار فرنسيس بطرس .

التعايش السلمي بين ابناء الوطن الواحد

 لا يستقيم لنا الامر في بحث العلاقة بين الاسلام والتعايش بين الاديان، مالم نحدد بدقة، مفهوم التعايش اصطلاحا، باعتبار ان التعايش هو المحور الرئيسي للقضية وبالرجوع الى الدلالة اللغوية للتعايش، التي هي الاصل في اشتقاق الاصطلاح، نجد في المعجم الوسيط، تعايشوا عاشوا على الالفة والمودة، ومنه التعايش السلمي، عايشه: عاش معه والعيش معناه الحياة، وما تكون به الحياة من المطعم والمشرب والدخل. واذا دققنا في مدلولات مصطلح التعايش ( coeistence) الذي شاع في هذا العصر نجد الكثير من استخدامه للتعبير على التعايش بين العالم او بين ابناء الوطن لذلك نعتقد انه يحمل معنى الحد من الصراع او العمل على احتوائه، فالتعايش صلة مع بقية الاقوام الاخرى من حيث التعايش الديني، او التعايش الحضاري المراد به ان تلتقي ارادة اهل الاديان السماوية والحضارات المختلفة في العمل من اجل ان يسود الامن والسلام في العالم، وحتى تعيش الانسانية في جو من الاخاء والتعاون على ما فيه الخير الذي يعم بني البشر جميعاً ، من دون استثناء. والتعايش يقوم على اساس الاحترام المتبادل ومن الثقة المتبادلة ايضا، حتى لا ينحرف التعايش عن الخط المرسوم، لاي سبب من الاسباب، وحتى لا تغلب مصلحة طرف على مصلحة الطرف الثاني، مهما تكن الدواعي والضغوط، وذلك بان يتم الاحتكام الى القواسم المشتركة، والى القدر المشترك من القيم المثل والمبادى التي لا خلاف عليها ولا نزاع حولها . لذلك نجد ان التعاليم المسيحية والمتمثلة في الانجيل، مليئة بالتعاليم التي تلزم ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بالتعامل مع بقية ابناء الاديان الاخرى بالمحبة والتسامح، وعدم نبذ الاخر المختلف عقيدة ولونا وشكلاً، وان المحبة هي الشعار الرئيسي للدين المسيحي، والاصل في جميع المعتقدات ان الانسان عند الله مفضل على أي شي اخر، وانه من الظلم الكبير ان تتناحر الشعوب وتسفك الدماء البرئية على معتقدات، لو شاء لها الله ان تكون واحدة موحدة لجميع بني البشر، لفعل ذلك ولكن الاصل في الحياة هو الاختلاف وتبادل الاراء والتفاهم والعيش المشترك، وابعاد المخاطر المحيطة بهم، دون أي تمييز او تفرقة من الصعوبة ان يعيش الانسان مع نفسه دون ان يختلط مع بقية المجتمعات الاخرى، التي تؤمن بغير دينه ودون ان يدخل في عملية تبادلية مع طرف ثاني، او مع اطراف اخرى، تقوم على التوافق حول مصالح، واهداف او ضرورات مشتركة. ان الامل ما زال معقودا في ان يتعايش ابناء ومعتنقو الاديان المختلفة بين بعضهم البعض, دون التاثير بالابوق التي لا تريد الخير للبشرية. اما كيف يتم التعايش بين المسلمين وغيرهم من اهل الاديان فانه ينبغي ان ينطلق هذا التعايش ابتداء من الثقة والاحترام المتبادلين، ومن الرغبة في التعاون لخير الانسانية، وفي المجالات ذات الاهتمام المشترك وفيما يمس حياة الانسان من قريب، وليس فيما لا نفع ولا طائل تحته. ولذلك وضع القران الكريم والنبي محمد(ص) قواعد التعايش مع غير المسلمين وبخاصة المسيحيين ، وكانت هذه القواعد اسسا واضحة تستند على حفظ حق مقدس، الا هو حق الكرامة الانسانية، حيث قال تعالى في القران الكريم:( ولقد اكرمنا بني ادم) سورة الاسراء ( الاية :70) وبين ان الناس متساوون من حيث بشرتهم، فقال : ( يا ايها الناس ان خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) سورة الحجرات الاية 13 ) وجاء في الوثيقة الاسلامية الكبرى لحقوق الانسان على لسان النبي محمد(ص) قبل وفاته باشهر في حجة الوداع، قوله (ص) (ان ربكم واحد، وان اباكم واحد، كلكم لادم، وادم من تراب، وان اكرمكم عندالله اتقاكم، ليس لعربي على عجمي، ولا عجمي على عربي، ولا لاحمر على ابيض، ولا لابيض على احمر فضل الا بالتقوى، الا هل بلغت؟ اللهم فاشهد، الا فليبلغ الشاهد منكم الغائب ) كل الكلمات عن التعايش تبذ الطائفية وتؤكد حق العيش مع باقية الاقوام الاخرى بالمحبة ووئام لكي ينعم الخير لجميع ابناء الوطن الواحد .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=83806
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 09 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28