• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : محمد اركون وسط التيارات الفكرية و الثقافية تخبط معرفي و ضياع مناهجي .
                          • الكاتب : الشيخ ليث عبد الحسين العتابي .

محمد اركون وسط التيارات الفكرية و الثقافية تخبط معرفي و ضياع مناهجي

  إن محمد اركون تأثر في بدايات حركته الثقافية و الفكرية بمدرسة الحوليات . إضافة إلى ذلك كانت مدرسة الأنال هي الأخرى قد طبعت ثقافته و فكره بطابعها الخاص . إذ كان اركون قد اكتشف مدرسة الأنال في فرنسا و كان من أعمدتها : فرنان بروديل ، و ليفي ستراوس و باحثون آخرون( ).
و تأتي منهجية الألسنيات في المرتبة اللاحقة من حيث الترتيب الزمني . و كانت هذه المنهجية صاعدة بقوة في الستينات مع أسماء سوسير و جاكبسون و بنفنست و غيرهم .
إن هذه الانفتاحات على مدارس متنوعة و متناقضة خلقت ضبابية و ظلماوية داكنة تجاه فكره و انتمائه( ).
و تميز مشروع اركون بسمات عامة منها :
1ـ نقد الجذور الفكرية المهيمنة( ) .
2ـ إعادة قراءة الإسلام وفقاً للمناهج المتبعة في الغرب . يتصور اركون ان الخروج من تهميش الإسلام يتحقق من خلال تطبيق منهجيات علوم الاجتماع و علم الألسنيات و غيرها مما ابتدعها الفكر الغربي .
3ـ عرض الإسلام للغربيين بصورة أخرى تتسم بالطابع الروحي بعيداً عن الجانب الطقوس الذي يعتبره اركون من صنيعة الفقهاء( ) .
ان محمد اركون بدأ مشروعه بنقد العقل ليصل إلى نقد القرآن مروراً بنقد التراث ، و قد آمن إيماناً لا رجعة فيه بضرورة إعادة قراءة التراث ، و هو ما أكده في أكثر من موقع ، فالمسلمون عنده لا يمكن ان يتحرروا فعلاً إلا إذا قاموا بنقد تراثهم( ).
ان محمد اركون يعتمد أسلوب الغموض في العرض و التعمية في المصطلحات و التهرب من الأجوبة . فمن الصعب ان تفهم ما يريد إلا بشق الأنفس ، و قد يستخدم مصطلحات لا تدري ماذا يريد منها على نحو الدقة ، فمثلاً العلمانية يطلقها و يريد منها معنى ، و يطلقها أخرى و يريد معنى آخر( ) .
إن مشكلة اركون هي الخلط بين النظرية و بعض التطبيقات الخاطئة ، فلماذا لا يرفض اركون العلمانية التي شابها في عالم التطبيق ما جعلها موضع رفض لدى بعض الشعوب التي عاشت هذه التجربة ، في قبال انه يحمّل الإسلام تبعات ممارسات البعض( ) .
و يمكن التنويه إلى خارطة التأثرات لد محمد اركون من خلال التنويه إلى ثلاثة خطوط بيانية فيها هي :
1ـ عربيا : فقد تأثر بكتابات و آراء : رفاعة الطهطاوي أمين الريحاني ، طه حسين ، محمد احمد خلف الله ، نصر حامد ابو زيد ، صادق جلال العظم ، و غيرهم .
2ـ أوربياً : فقد تأثر بكتابات و آراء : لوسيان فيفر ، التو سوسير ، جاكبسون ، اميل بنفنست ، هابرماس ، فوكو ، بول ريكور ، هايدجر ، سبينوزا ، ديكارت ، ريتشارد سيمون ، جان أوستريك ، فولتير ، لسنج ، هردر ، ليفي ستراوس ، جاك غودي ، بير بورديو ، جاك دريدا ، ، جيل دولوز ، هوسرل ، بيير بورديو ، و رولان بارت ، و ميرسيا إيلياد و غيرهم.
3ـ استشراقياً : فقد تأثر بكتابات و آراء : غوستاف فايل ، لويس ماسينيون ، ادوارد سيل ، نولدكه ، ريجيس بلاشير ، برجشتراسر ، سباير جريفنا ، روبنسون ، شيفالي ، بيل ، و غيرهم . 
اما على المستوى التاريخي فيمكن ان نعد (ابو حيان التوحيدي) و (مسكويه) كأبرز من تأثر بهم .
 
..................................................
( 1) رون هاليبر ، مصدر سابق ، ص 169 .
( 2) احمد فاضل السعدي ، مصدر سابق ، ص 41 .
( 3) رون هاليبر ، مصدر سابق ، ص 236 .
( 4) احمد فاضل السعدي ، مصدر سابق ، ص 54 .
( 5) تاريخية الفكر العربي الإسلامي ، محمد اركون ، ص 138 .
 ( 6) القراءة الاركونية للقرآن ، السعدي ، ص 364 .
( 7 ) م ، ن ، ص 366 .
 
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=83556
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 09 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29